أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية لقاء الشاهد الكلالدة يحبس ثورته ، و يخشى الهزيمة عند نشوة...

الكلالدة يحبس ثورته ، و يخشى الهزيمة عند نشوة الانتصار

08-03-2022 03:11 PM
الشاهد -

عبدالله العظم


في بداية عهده مع المعارضة وجد " خالد الكلالدة " نفسه على الطاولة مع نفر قليل من زملائه النقابيين و اخرون ، و هو يخط بيده منشورات يتناوب على صياغة فقراتها و مفرداتها مع نفر من الرفقاء المعارضين و التيارات اليسارية و القومية الذين يجدون في نقاباتهم مكانا يلتقون فيه و يتبادلون الآراء فيما بينهم ، الى ان عادت الحياة السياسية و الديموقراطية للبلاد في عام 1989 ، وبقي ملازما عمله السياسي كأمين عام حركة اليسار الاجتماعي 2007-2012 - و من بعدها جاء وزيرا و منسحبا من هتافاته النارية وشعاراته على دوار الداخلية .و على اثر ذلك اصبح عرضة للانتقاد نتيجة غضب معارضين و حراكيين كان معهم في الساحات و تظاهرات .

و بفترة ماقبل تركه ابواق ومضخمات الصوت على دوار الداخلية في حقبة ما سمي (بالربيع العربي) و وصوله الى الرابع ، كان الكلالدة مدير فني في مستشفى لوزميلا و رئيس هيئة ادارة صندوق التأمين الصحي/ نقابة الاطباء
وما بين الطب و السياسة مسافات طويلة فوارق كثيرة و متعددة ، فتلك مهنة انسانية ، و الاخرى مهنة تقود لتسيير لانسانية و تطويع الشعوب ..

صراع مع الذات و مع الآخرين

اختاره عبدالله النسور وزيرا لحقيبة التنمية السياسية و الشؤون البرلمانية ، و بدأ يمارس نشاطا ممزوجا مابين حوار السلطة التي يمثلها وبين نفيره الثوري ، و الاختلاف لهجته بالترويج للعمل الحزبي بصور مختلفة تناكف فطرته و طبيعه . ووقع مابين دبلوماسية اصحاب المعالي ، وبين الشخص الثوري المقيد داخل صدره ، لا هو قادر على وقف افواه النقد و اللوم المبرح و اسكاتها من قيادين رافقوا مسيرته و لا هو قادر على احتواء المعارضين الذين ابدوا منه تجهما ، و مازالت تسكنه روحانيات شيوعته و سفينتها التي دفعت به لليابسة المهجورة من ا صحابها (تفكك السوفييت) يخشى هزيمة المنتصر.

على الرغم من خبرته الطويله بالعمل السياسي و الحزبي الا ان الكلالدة لم يتمكن اثناء فترة توليه مسؤولية الوزارة من خلق حزب برامجي يقوم على اسس تتقيد بها الاحزاب و نظام لا يسمح بالعشوائية يبعدنا عن حزب الشخص الواحد ، و بخلاف ما كان متوقع منه ، لم يحدث تغيرا على وضع الوزارة القائم و منهج عملها الفاشل الذي كان و لازال سببا في تأخر الحياة الحزبية و لم يضع استراتيجية يمكن الثبوت عليها في انشاء حزب بطرق مختلفة عن ما هو مألوف ، و بقيى متأثرا في آلية التغيير التي تحميها مظلة المنظمات الدولية و مكاتبها المنتشرة في المناطق الاردنية التي لجأ اليها الحراك المشتت ابان فترة الربيع العربي ، دون ان يلتفت الكلالدة الى ان هذه المنظمات و مؤسساتها كانت جزء من فشل الاحزاب لقصر نظرها .
ولم تذكره فطنته بانها منظمات كسولة لا تعتمد على دراسات واقع المجتمعات كي تتوافق مع نظرياتها في تهيأة ارضية حزبية ، و مؤسسات هذه المنظمات تنظر للاردن بمنظار الدول المتخلفة و الغير مثقفة اجتماعيا لتصتدم بواقع غير ما تحمله من برامج ، خارج المألوف المجتمعي (دينا و اعراف و تقاليد ).و كل عنصر من هذه العناصر يحتاج الى مجلدات من الدراسات.


اقتنص الفرص قبل الآخرين

اثناء ما كان على رأس عمله " وزيرا " تناثرت فوق الاجواء السياسية معلومات حول توجه البلاد الى قانون انتخاب جديد وتسرب للكلالدة الخطوط العريضة التي يبنى عليها القانون من تيارات شاركت بالخفاء في اعداد مسودته ، و حينها مازال الكلالده يدفع ضريبة الوظيفة و اثارها على واقعه النفسي ، و بفطنته بادر على الفور بالتشابك مع عرابي القانون ،مغتنم الفرصة ، فأطلق شرارته الاولى بعبارات تدفع بالقانون و الترويج له بشتى الصور التجميلية ، من منطلق انه قانون يتفوق على صفته التشريعية ، و اعتبره استراتيجية ازليه وخطة ناجحة تمكن الاحزاب من الوصول الى البرلمان و تمكن الشباب و المرأة و تعطي مجال اوسع بالمشاركة الفعلية على اسس برامجية بعيدا عن الصوت الواحد ، و بالغ كثيرا في اجتهاداته بما يمكن ان تصنعه قوائم المرشحين .



حنكة و قلب للموازين

محصلة دفاعه عن القانون اعاد له الحضور بين الرفاق ، و لاقى استحسان بين اطياف اليسار ، مرحبا به و ملبيا دعواتهم للعديد من المناسبات ، و اتخذ من مواقع المحاضرات منبرا لاطلاق تصريحاته في سرد مفردات القانون ، وبات يعكسها على ارض الواقع كيفما شاء مدافعا شرس ، بروح قتاليه وسط معركة المنددين بالقانون و معارضيه و ما اثير حوله من جدل واسع ، حيث بقي الكلالدة متمسك به و التأكيد على انه يتناسب مع الوضع القائم بالرغم من ضعف الاحزاب وعدم مقدرتها على استقطاب القواعد الشعبية .

استطاع الكلالده ان يلفت نظر اوساط مشاركة بدائرة صنع القرار في العودة في تسليط الاضواء نحوه ، حين وجد فرصة من المشجعين لآرائه التي قدمها كأدوات تدفع بالقانون امام وسائل الاعلام و محاورة النواب ، و منها تم ترشيحه رئيسا للهيئة المستقلة للانتخاب على اساس مقاومة القوى السياسية المعارضة للقانون ، الى ان تم اختياره لمهمة سير القانون ، الامر الذي لم يتحقق بكامل ما كان يتوقعه الكلالده ، بل جاء بادنى من الشكل الذي طغى على ذهنه واماله عند فرز الصناديق و نتائج انتخابات المجلس الثامن عشر ، بينما العملية برمتها كانت فرصته التي وظفها بحنكة سياسية بحتة . استطاع خلالها استعادة عناصر و رفقاء من اليسار، و حافظ على البقاء في مواقع المسؤولية



العودة الى النبش في عش الدبابير

الآن و نحن امام استحقاق دستوري ، و الكلالده على ابواب مغادرة منصبه نيسان المقبل ، و بعد ان تلقى قصفا موجعا من عدة جبهات ، و اعباء واجهته في مراحله القيادية , فلم ينجو من اتهمات تزوير الانتخابات السابقة ، ليس من ممثلين من جبهة العمل الاسلامي التي تناوله فيها النائب ينال الفريحات و حسب ، بل و من مرشحين مستقلين ايضا ، و الطعن بنزاهته عند تقديم الاعتراضات على سير العملية الانتخابية.

و الى ذلك اليوم الذي تنتهي فيه مهامة ، بدأت تطغى على شخصيته مظاهر من الحدية ، مغادرا دبلوماسية اصحاب المعالي التي لبس ثوبها ، و اخذ يدلي بتصريحات خارجة عن مألوف مرحلته الاستثنائية و عودته الى حالات الانفعال .
نسرد ومن تلك المواقف ، تصريحاته قبل ايام التي تعمد فيها ان يرعب من سياتي بعده لمسك الهيئة المستقلة ، في قوله اثناء اجتماع قانونية النواب و بحضور وزيرة الشؤون القانونية وفاء بني مصطفي ( انا بسته اربعه مروح , لكن اللي بيجي بعدي وحياتك غير ينطخ على الصناديق ) و ذلك برده على الحضور النيابي على طاولة الاجتماع ، لتنكال عليه الانتقادات من كل صوب.
وبدت تصريحات الكلالده محاطة بكثر من التسؤلات تحتاج لمن يفك شيفرتها بما كان يعنيه من اشخاص او الشخص القادم مكانه , و دوافعه لهذا القول ، القصد منها ، ما يصنفه البعض على سبيل الاستعراض .
و قبل ذلك تصريحاته التي زعم فيها تعيين 80 نائبا من قبل مسؤول أمني سابق في انتخابات عام 2007 و كان يعني فيها مدير مخابرات اسبق .

يرمي لبعيد

قواعد السياسة التي نبت منها الكلالدة ، ان لكل قول يتفوه به السياسي للرأي العام قولان ,," قول في الباطن و قول للظاهر" ، و لا تندرج تصريحاته تلك تحت الهفوة " زلة لسان " مثلما يصنفها البعض . انما تشير الى بعد اخر في ادواته التي يستعملها بديناميكيته و يسخرها امام اهدافه ، حتى يغيرمن شكل صورته امام اتباعه الذين وصفوه انه من الموالين و الانقلاب عليهم في وقت سابق ، و انطباعهم عنه .
وحيث ان الكلالدة لا يجد نفسه بين صفوف المعتزلين للعمل السياسي ، و لذلك نراه عند كل محطة يغادرها لزوم عليه ان يركب القطار التالي ، فتصريحاته وهو لازال بموقع المسؤولية تهدف لاستعادة مفتاح الباب الذي خرج منه على سبيل العودة لكرسي ..... .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :