أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية لقاء الشاهد العين سمير مطاوع "من الشاشة الصغيرة إلى...

العين سمير مطاوع "من الشاشة الصغيرة إلى المشهد الكبير " في لقاء حصري مع الشاهد /فيديو

19-02-2022 02:12 PM
الشاهد -

حوار : ربى العطار / رحاب الشيخ

تصوير :علاء بطاط 


الملك حسين أنصفني وأكرمني ، والجزائر كرمتني
أتابع الصحف الورقية باهتمام، وتزعجني كمية الإعلانات على حساب المحتوى
الطلبة في الجامعات لايبذلون جهداً في التعلم
رفضت الجنسية البريطانية، واعتز بهويتي


دبلوماسي مرموق، وإعلامي من طينة الكبار، مارس العمل الصحفي وتحدى أوقات الخوف والمجازفة، نموذج فريد للشخص الدؤوب المثابر، والمتابع بجدية للوصول إلى هدفه.
لا يكل ولا يمل من الالتزام بمواجهة التحديات، ويطارد هدفه حتى يصيب المنتصف.
من مواليد البلدة القديمة في القدس، وبعد النكبة غادرها إلى عمَّان، تدرج في الدراسة فأوصله شغفه لدراسة الصحافة، فكانت وسيلته للوصول إلى الإذاعة الأردنية التي كان من أبرز مؤسسيها.
ولأنه متعطش للمعرفة وشغوف بحب مهنته كصحفي، سافر إلى هولندا وعمل في إذاعتها العالمية، ومراسلاً لمجلة الأسبوع العربي اللبنانية.
أما النقلة الكبيرة في حياة ضيفنا المهنية، فكانت من خلال عمله في العاصمة البريطانية لندن بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عندما شاهده الملك الحسين طيب الله ثراه وهو يقدم تقريراً باللغة الانجليزية، فرشحه للعمل في التلفزيون الأردني الذي كان قد قام بتكليف محمد كمال لتأسيسه في ذلك الوقت.
ضيفنا هذا الأسبوع، هو معالي الدكتور سمير مطاوع، عضو مجلس الأعيان، ووزير الإعلام الأسبق، في حوار الذكريات، ونقوش الدبلوماسية وفن الوصول إلى الهدف.

الرمح والهدف الصعب، مذكرات شاهدة على التاريخ


وثّق الدكتور سمير مطاوع مذكراته في كتاب اسماه (الرمح والهدف الصعب) وكان يعرض بشكل متسلسل ومشوق، رحلة زاخرة بالإنجاز، ومرجعاً لأحداث كبيرة شهدها الأردن في تاريخه المعاصر، فاخترنا أن يحدثنا مطاوع عن أبرز مغامراته أثناء عمله في مهنة المتاعب،مهنة الصحافة، فقال " كانت بداية اشتغالي في الصحافة حافلة ومليئة بالأحداث الصعبة، ففي إحدى المرات وأثناء عملي مراسلاً صحفياً لمجلة الأسبوع العربي في لبنان، تم الطلب مني تغطية أحداث اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، وبالفعل قمت بالسفر إلى الولايات الأمريكية، وقمت بكتابة التحقيق الصحفي المطلوب، لكن التحدي كان لدي في إرسال المادة الصحفية إلى لبنان، فكنا نضطر لمتابعة رحلات الطيران والتنسيق على الهاتف لتسليم التحقيق الصحفي من المطار مع أحد المغادرين والتنسيق مع أحد الأشخاص للذهاب للمطار في بيروت لاستقبال الطائرة والحصول على ذلك، وخلال أزمة الصواريخ الكوبية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي آنذاك، قمت بإجراء مقابلة تاريخية مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، فقد كنت أول صحفي يقوم بعمل مقابلة مع كاسترو، واعتبرته مجلة الأسبوع سبقاً صحفياً، رغم رحلتي وصولي الصعبة إلى هافانا عاصمة كوبا، إذ أنني ركبت قارب صيد من ميامي في ولاية فلوريدا إلى هافانا رغم حصار السفن الأمريكية لكوبا، وكانت هذه الرحلة مغامرة لن انساها لصعوبتها.
وكان لدي هدف بكتابة موضوع لم يكتب أحد عنه غيري، فكان موضوع الحديث عن جدار برلين بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية مناسباً للخوض فيه، ولكن لضمان تغطية شاملة كان لابد من المجازفة والوصول إلى ألمانيا الغربية من ألمانيا الشرقية، وحينها قادتني الصدفة للوصول إلى شباب من الجزء الشرقي قاموا بحفر نفق يصل إلى الحدود الغربية، فغامرت بالذهاب معهم ودخلت النفق وكنا نمشي زاحفين وعلى ركبنا، مع خوفنا الشديد من انهيار النفق فوقنا، لكننا وصلنا وقمت بكتابة تقريري الصحفي الذي اعتبرته هدفي الذي يجب تحقيقه.
وقمت بعمل الكثير من المقابلات الصحفية مع شخصيات سياسية كبيرة مثل المرأة الحديدية مارغريت تاتشر وإدوارد هيث والزعيم الكوبي فيدل كاسترو أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند وجورباتشوف أخر زعيم للاتحاد السوفيتي قبل انهياره، وأكثر من عشرين رئيس دولة والآن أنا بصدد التفكير لإعداد كتاب يتضمن تفاصيل تلك المقابلات".


دراسة الدكتوراه فتحت لي المزيد من أبواب النجاح


ويسرد لنا مطاوع سيرة متنوعة وزاخرة، وينتقل بنا للحديث عن أبرز المحطات في مسيرته المهنية، ويقول: "لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أصبح وزير إعلام أوسفير أو حتى عضو في مجلس الأعيان، لكن الاصرار على الهدف والعزيمة هو مفتاح للوصول والنجاح، وهذه كلمة أوجهها للشباب للتمسك بأحلامهم وطموحهم والعمل بجد لتحقيق تلك الطموحات، فأنا رأيت أنه من المناسب الحصول على درجة الدكتوراه لتحقيق المزيد من الأهداف الصعبة التي كنت أخطط لها برغم صعوبة ظروفي في العمل والأسرة ولمدة ثلاثة سنوات، فرسالة الدكتوراه كانت مليئة بالمصادر الفريدة من نوعها تضمنت مقتطفات من أرشيف موثق من الجيش العربي والديوان الملكي، وحديثاً من جلالة الملك الحسين رحمه الله عن دور الأردن في أحداث حرب حزيران 1967 وكيفية اتخاذ قرار الحرب".
واضاف مطاوع:" قبل أن أعمل مستشاراً إعلامياً في الديوان الملكي، كنت قد تركت العمل لدى التلفزيون الأردني، وسافرت للعمل في ميدان العلاقات العامة في بيروت، وبعدها انتقلت إلى الكويت للعمل على تأسيس صحيفة القبس، ثم عدت إلى إذاعة بي بي سي البريطانية، وهناك كتبت أطروحة الدكتوراة التي تم تحويلها كتاب نشرته جامعة كامبردج البريطانية، وهذه الأطروحة فتحت لي الباب للعودة إلى عمان والعمل كمسشتار إعلامي لدى الديوان الملكي لمدة خمس سنوات، ثم تم ترشيحي من قبل الملك حسين طيب الله ثراه، لأكون نائب الرئيس التنفيذي للعلاقات العامة في الملكية الأردنية، فتوليت مسؤولية الترويج للشركة ونقلها من مؤسسة إقليمية إلى مؤسسة عالمية".
ويتابع الدكتور سمير:" تم اختياري كوزير للإعلام في التشكيل الثاني لحكومة الدكتور عبدالسلام المجالي عام 1998، لكن لم تدم مشاركتي في الوزارة أكثر من سنة، لأنتقل للعمل في السلك الدبلوماسي كسفير لدى هولندا".


الحسين أنصفني، وعلاقتي بالملك الراحل زاخرة بالذكريات الجميلة


وعن علاقة الدكتور سمير مطاوع مع الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله، قال: "علاقتي مع جلالة الملك لا يمكن أن تمر دون أن أذكر مواقف هذا الراحل العظيم الذي أنصفني عندما كنت وزيرا للإعلام في الوقت الذي داهمني الاتهام بإرباك المشهد الاعلامي من قبل مجموعة كانت تحاول ازاحتي من منصبي كوزير إعلام بشتى السبل فاستغلوا البيان الذي كنت قد أدليت به بناءً على ما وصلني من معلومات حول حادثة اغتيال خالد مشعل، ولا أنسى أيضا كيف تم اختياري من قبل الحسين رحمه الله لأكون ضمن الزمرة التي ساهمت في نهوض الإعلام الوطني بعد ظهوري على قناة هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية " BBC" التي حازت اهتمام الحسين رحمه الله".
وذكرمطاوع كيف استقبل خبر وفاة الحسين طيب الله ثراه وقال: " يوم وفاة الحسين كنتُ سفيرا في ممكلة هولندا وكان يوما حزينا، فقررت عمل سجل عزاء، وكان طابور المشاركين للكتابة في هذا السجل طويلاً خارج السفارة الأردنية بهولندا رغم درجات الحرارة المنخفضه في ذلك الوقت، كما ساهمت في الدعوة مع نواب أردنيين لحفل تأبين تم إقامته هناك، وتفاجأت بعدد كبير من السياسيين وأعضاء الأحزاب في البرلمان الهولندي والوزراء وأصحاب القرار مثل رئيس الحكومة الهولندية ورئيس مجلس الشيوخ ورئيسة البرلمان الهولندي، شاركوا بحفل التأبين وذكر صفات الحسين ومناقبه الطيبة، مما يدل على مكانة الراحل العظيم عند المجتعات الغربية".


أتابع الصحافة الورقية باهتمام، وتزعجني كمية الإعلانات على حساب المحتوى


ويشير مطاوع إلى استمراره بمتابعة الصحف الورقية، معبراً عن انزعاجه من كمية الإعلانات والبلاغات في تلك الصحف، لكنه يؤكد أنه لا يفوت متابعة جميع المقالات لكتاب الأعمدة الخبراء " ويتابع :" أتابع من الصحف العالمية واشنطن بوست الأمريكية والجارديان البريطانية دائماً ، وأحيانا أتابع النيويورك تايمز عندما يكون فيها مواد تتعلق بالشرق الأوسط، وأقرأ جميع الصحف الإسرائيلية بالنص الإنجليزي وخصوصا صحيفة هارتس لأنني اعتبرها الأكثر موضوعية واعتدالا من الصحف الصادرة لديهم فيما يتعلق بالقضايا العربية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كم أتابع موقف الصحافة الإسرائيلية من أحداث عربية أو إقليمية مثل الأخبار المتعقلة بالصواريخ التي سقطت مؤخرا على مناطق في الإمارات العربية، خصوصاً وأنهم اليوم يعيشون شهر عسل من العلاقات بين حكومة البلدين" .
وفي تعليقه على أزمة الصحف اليومية يؤكد مطاوع أن هذه الأزمة طبيعية، ويقول : كمؤسس لصحيفة القبس وهي من أكبر الصحف اليومية في الكويت فإنني أعرف أن الانفاق أكثر من الدخل لذلك فهناك إجراءات يجب على الادارة اتخاذها للتخفيف من حدة الأزمة، وأنا كمدير لمواجهة تلك المشكلات فكرت بتغيير أسلوب التسويق للصحيفة لتحقيق مبيعات أعلى فكانت فكرتي لبيع الصحف على الإشارات المرورية وتصميم صناديق الاشتراك على مداخل المنازل والشركات في الكويت، وكان لها أثر في زيادة حجم المبيعات".

الملك حسين أكرمني، والجزائر كرمتني


أما بالنسبة لأبرز مقابلاته الصحفية التي رسمت أثراً في حياة مطاوع، فيقول: "هناك عدة مقابلات صحفية راسخة في ذاكرتي، أبرزها كانت مع رئيسة الحكومة البريطانية مارجريت تاتشر ورئيسة الحكومة الهندية أنديرا غاندي، ولكنني اعتز كثيرا بالمقابلة التي أجريتها مع الملك حسين رحمه الله عام 1970، وكان وقتها وزير الاعلام عدنان أبو عودة رحمه الله قد طلب مني إعداد برنامج خاص غير تقليدي بمناسبة عيد ميلاد الملك حسين رحمه الله وكنت قد استفدت من خبرتي في مجال العمل بالعلاقات العامة في بريطانيا وكان أول ما فكرت فيه قبل إعداد البرنامج هو الصورة الذهنية يعني ما الذي أريده أن يكون صورة ذهنية يحتفظ فيها الجمهور عن شخص الملك حسين، وكانت أحداث أيلول المؤلمة ما زالت راسخة في أذهان المواطنين الأردنيين وكان لا بد من الخروج من هذه الذكرى الحزينة، وكانت الانطباعات عن الملك حسين مختلفة كون ظهوره في تلك الفترة كان دائما باللباس العسكري، ففكرت بعمل برنامج يتناول حياة الملك كرب أسرة، وهي فكرة نالت إعجاب الملك شخصيا ودعاني لقصر الحُمَّر لتنفيذها، وتناولت الحياة الشخصية لجلالة الملك وعلاقته بأبنائه وعائلته دون تكلف أو تحضير للتفاصيل".
ويضيف مطاوع: "من المقابلات الصحفية القريبة إلى نفسي، تلك التي أجريتها مع الزعيم الجزائري السابق أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد الإستقلال، وقد كانت هذه المقابلة سببا مع عدة أعمال قمت بها أثناء الثورة الجزائرية، وأوصلتني للتكريم من قبل وزارة الثقافة الجزائرية التي وجهت لي دعوة لحضور افتتاح متحف المجاهدين في العاصمة الجزائرية، وتفاجأت بوجود صورتي من ضمن الصور الموجودة في المتحف اعترافاً بدوري في مساندة الثورة الجزائرية، كما تم دعوتي لإلقاء محاضرة عن مسيرتي الإعلامية والدبلوماسية في المكتبة الوطنية الجزائرية بحضور أكثر من 300 شخص من السياسيين والصحفيين الجزائريين".

الطلبة في الجامعات لايبذلون جهداً في التعلم


وعبر الدكتور سمير عن اسفه لما وصل إليه الحال بطلبة الجامعات، لأن معظمهم يعتمد على الأبحاث الجاهزة ويشتريها من المكتبات دون أن يكلف نفسه عناء الدراسة والبحث في المراجع وهذا يؤثر على مخرجات التعليم وكفاءة التوظيف وهي مشكلة لمسها أثناء عمله كمدرس في الجامعة الأردنية".
لا انقطع عن حضور اجتماعات الأعيان، ومؤيد للأحزاب البرامجية
أما عن تجربته الحاليه، كعضو في مجلس الأعيان، فيقول: "أنا حالياً عضو في سبع لجان لدى مجلس الأعيان، منها لجان الصداقة ولجنة فلسطين ولجنة الإعلام، ولا أفوّت المشاركة عن أي اجتماع لدى أي لجنة من هذه اللجان واحضرها على الدوام"، ويضيف: "أنا مؤيد للأحزاب بشكل تام، على أن تكون الأحزاب برامجية، فبريطانيا على سبيل المثال، يتقدم أعضاء الأحزاب المترشحين للبرلمان ببرنامجهم وخططهم، وليس كما يحدث لدينا ولدى معظم الدول العربية حين يتم الانتخاب على أساس شخصي وليس على أساس برامجي، لذلك فإنني أرى أن الوقت قد حان للعمل حسب برامج وخطط، اسغلال الفرصة القائمة للدولة العصرية الأردنية بكل مافيها من برامج تنموية، وهو ما يسعى جلالة الملك عبد الله إلى تحقيقه للنهوض بالمجتمع الأردني" .

رفضت الجنسية البريطانية، واعتز بهويتي


ويؤكد مطاوع على أنه اعتذر عن الجنسية البريطانية التي عرضها عليه رئيس الوزراء البريطاني السابق إدوارد هيث، ويقول: اعتزازي بجنسيتي الأردنية هو سبب رفضي لحمل جنسية أخرى، لكنني وافقت على منحها لأبنائي وزوجتي بسبب ظروف تتعلق بمصاريف الدراسة في بريطانيا، فالشخص الذي يحمل الجنسية البريطانية يدفع مبالغ رمزية في مقابل الطالب الأجنبي الذي يضطر لدفع مبالغ كبيرة للدراسة أنا لا أستطيع تحمل تكاليفها" .

 وتفاصيل المقابلة كاملة في الفيديو التالي :

 





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :