أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية كلمة رئيس التحرير "ريان" يروي جفاف المشرق والمغرب

"ريان" يروي جفاف المشرق والمغرب

06-02-2022 01:47 PM
الشاهد -

ربى العطار 

حالة فريدة، وتسلسل زمني درامي وملحمي، كان شعوراً يؤسس لعودة الترابط بين المشرق والمغرب، ويكتب تاريخا جديدا بتهافت القومية العربية نحو أصولها.
كان الطفل المغربي "ريان" يروي شرايين عربية جفت قنواتها بالقطيعة، فكان طول فترة مكوثه في بئر "شفشاون" يعطي دروساً في الصمود والقوة والعزيمة والإصرار.
خرج أخيراً ولكن بجناحين أوصلاه إلى جنة الخلد بإذن الله، ليكون طيرا فيها كما كان في الأرض طير سلام.
حادثة البئر التي سقط فيها "ريان" ليست الأولى، فالسقوط في بئر أو الغرق في بركة سباحة، أو انجراف مع مجرى السيول، هي حوادث يومية، لكن الزخم الإعلامي الذي رافق محنة "ريان" تحقق بعد الهبة الشعبية التي صنعها أهل المغرب العربي، فقد أعطى هذا التلاحم رمزية لقيمة الإنسان لديهم، حتى بات نموذجاً مشرفا للعرب.
في الاردن أيضاً، حوادث مشابهة، قدم خلالها النشامى صفات النخوة والشجاعة وإغاثة الملهوف، فمن لا يتذكر عام ٢٠١٥ الشاب راكان القطيشات الذي ضحى بحياته لإنقاذ عائلة كاملة داهمت المياه منازلهم في منطقة حي نزال.
ومن ينسى عام ٢٠١٨م بطولة الشاب أسيد اللوزي، الذي لحق بطفلة وقعت بحفرة امتصاصية، ليكون مصيره الوفاة ليكون شهيدا إن شاء الله.
أما الالتفاف الشعبي والدعوات الصادقة فقد كانت حاضرة عندما جاء خبر غرق أحد الشباب في سد الملك طلال السنة الماضية، حيث استمرت عمليات البحث أكثر من يومين حتى تم العثور على جثة الشاب، وسط حالة حزن عامة بين الأردنيين.
ما يؤلم أننا دائما نلتفت إلى بعضنا في لحظات الحزن والألم ولا نشعر بانسانيتنا إلا في حضور الموت والمرض أو حتى المصائب.
لماذا لا يكون حضورنا في حياة بعضنا في الرخاء والشدة، والراحة والتعب، نحن بحاجة لإيقاظ ما توفى لدينا من عواطف وشعور بالآخرين.
رحم الله ريان، وربط على قلب والديه وتعازينا لأشقائنا في المغرب الشقيق، وشكرا ريان لإنك نكزت مخزن عواطفنا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :