بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

المتابع لعمليات تهريب المخدرات من حدودنا الشمالية الشرقية... وكمية المخدرات الكبيرة المضبوطة والمصادرة من قبل نشامى قواتنا المسلحة .. يجزم ان وراءها عناصر او أجهزة منظمة ومدربة تدريب احترافي سواء عسكريا او عملياتيا لاغراق الاردن بالمخدرات وكذلك دول الجوار الأردني ... واجزم انها ضمن خطة استراتيجية محكمة لتحقيق ذلك.. وليست محاولات تهريب تقليدية - كما كان في السابق- يقدم عليها مهربون منهزمون نفسيا... ومرتعبون عند رؤية دوريات الجيش الأردني..
اعتقد ان الاشتباك الاخير على حدودنا الشمالية الشرقية والتي ارتقى بها شهيدين من ابنائنا الأعزاء على كل مواطن شريف... لم يكن مع مهربين اعتاد نشامى الجيش العربي واجهزتنا الأمنية في التعامل معهم وذبحهم كما تذبح الشاة... بل واجهوا قوة مدربة ومحترفة متمرسة على إطلاق النار والتعامل مع السلاح بطرق وأساليب احترافية نجم عنه شهيدين واصابتين... وهذا مؤشر خطير يثبت ما ذهبت اليه...
دعوة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأردني بإعادة تقييم وتغيير قواعد الاشتباك... ما هي إلا إشارة واضحة وجلية على أن ما يواجهه جنودنا على هذه الحدود ليس مهرب مخدرات تقليدي همه الوصول بشحنته إلى الداخل الأردني دون الوقوع بين مخالب نسور الجيش العربي... و الفرار عند الشعور بأي خطر يهدد حياتهم... فهذه استراتيجيتهم في التهريب منذ عدة عقود مضت...
فما واجهته دورية جيشنا العربي ليس من هذا النوع من المهربين بل عناصر مدربة تدريب احترافي على قواعد الاشتباك وإطلاق النار ولديها الخبرة الميدانية في التعامل مع الكمائن والافلات منها... والحاق الضرر بالخصم... و الانسحاب التكتيكي من خط المواجهة.. وهذا لا يجيده الا عناصر مدربة تدريبا عسكريا وليس مهرب مخدرات تقليدي مكتفي بما ذكرت... بمعلومات وخبرة ضحلة في كيفية استخدام السلاح إن اضطر لاستخدامه... واضعا نصب عينيه الفرار هربا دون اشتباك... وترك شحنته خلفه دونما أدنى اسف...
أؤيد رئيس هيئة الأركان المشتركة بإعادة النظر في كافة الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع حدودنا الشمالية الشرقية وما يرشح منها بين الفينة والأخرى من قلاقل واحداث اودت بحياة عدد من ابنائنا من منتسبي الجيش العربي... ومع إعادة النظر بالدعم اللوجستي برمته...
رحم الله سهيدي الفجر الخضيرات والمشاقبة... والشفاء العاجل لزميليهما... حمى الله الوطن وقواتنا المسلحة والأجهزة الامنية... وللحديث بقية..
#د. بشير الٌدّعَجَهْ