أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات حسابات غير دقيقة

حسابات غير دقيقة

19-09-2012 10:18 AM

النقابي : ابراهيم حسين القيسي

جميع المؤشرات في ما يخص الحالة السورية تدل على أن الوضع سوف يتطور ويتدحرج الى أكثر مما يتوقعه المحللون والمراقبون , والصراع هناك سيطول وسوف تتأثر دول الجوار بأكثر مما كانت تعتقد من حيث حجم اللاجئين أولاً الذي قد يصل الى أرقام ليس لدول الجوار قدرة على تحملها إقتصادياً و أمنياً و سياسياً و إجتماعياً , و الظاهر أن النظام السوري و حلفائه يديرون الأزمة بحرفية عالية و تخطيط محكم و متقن , لقد بدا الامر في بدايه ثورة الحرية في سوريا وظهر لدول الجوار و دول الخليج أنه سوف ينتهي خلال عدة شهور , حيث ركز الاعلام على تعسف و ظلم النظام السوري ضد شعبه و كذلك ركز على قضية اللاجئين لأحراج النظام وإسقاطه إنسانيا أمام العالم , لكن النظام السوري على ما يبدو أستخدم موضوع اللاجئين كورقة ضغط على دول الجوار بحيث أنه يدفع بالالاف يومياً نحو تلك الدول من أجل ارهاقها , هنا ماذا لو وصل حجم اللاجئين في دول الجوار الى عدة ملايين هل سوف تتحمل تلك الدول تبعات ذلك على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي وهي التي أصبحت تناشد العالم لأنقاذ إقتصادها نتيجة للجوء عشرات الالاف الى اراضيها , النظام السوري عرف عنه خلال الاربعة عقود المنصرمة بقدرته وبراعته في إدارة اللعب السياسية وفي تحريك خيوط اللعب بحرفية , الان أصبح موضوع اللاجئين عبء على الاردن واذا ما زاد العدد عن هذا الحد سوف تكون هناك تأثيرات كبيرة على الساحة الاردنية التي لم تعد تحتمل , لأن الاردن يسعى لأجراء انتخابات تحت ضغط الشارع المكتوي بالاوضاع الاقتصادية المتردية وكذلك تحت ضغط القوى السياسية المعارضة والمقاطعة للأنتخابات , حتى تركيا أصبحت تعاني من حجم اللاجئين المتدفقين نحو أراضيها والارقام مرشحة للزيادة أضافة الى أن النظام السوري على ما يبدو حرك خيوط الحزب الكردي المعارض للدولة التركية , وكذلك أشعل النظام السوري تجاذبات ومعارك على الاراضي اللبنانية أضافة الى كم كبير من اللاجئين ولبنان اصلاً يعاني من عدم استقرار جبهته الداخلية ذات التركيب الطائفي , هذه هي القراءة الواقعية للمشهد ولا يعلم أحد ماذا يخبء النظام السوري الذي يحضى بدعم قوتين عالميتين هما الصين وروسيا وقوة إقليمية متمثلة بإيران , مع ذلك لا يعني أن النظام السوري من الممكن أن ينجو من هذه الثورة الشعبية لكن في المقابل قبل أن تنتهي سلطة البعث في الشام سوف تكون المنطقة قد تأذت لدرجة كبيرة وستصل الامور الى حدود لم تكن في حسبان أحد لأن الرهان كان على عدة شهور قياساً بما حصل في الاقطار العربية الاخرى .

ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :