استيقظت ضاحية الرشيد على جريمة بشعة هزت مشاعر الأردنيين أجمع والتي راح ضحيتها مواطن تجاوز الستين من عمره شهد له المقربون والأصدقاء بحسن الخلق وإنه الرجل الصدوق بكل معنى الكلمة وهو رجل الإصلاح والدين هذه الجريمة استطاع رجال الأمن العام النشامى بفك لغزها ومعرفة الجناة الذين اعتقدوا بأنهم بعيدين كل البعد عن الشك والوصول إليهم لكن يد العدالة فوق كل شيء فقد استطاع النشامى كشف الجناة الذين ارتكبوا الجريمة الأبشع لعام 2012.. لرجل كان ذنبه أنه أمن لهم..

الرواية الأمنية..

حدث وشخصان أحدهما يمني والآخر مصري الجنسية مشتركون في جريمة قتل ضاحية الرشيد الذي ذهب ضحيتها ستيني عثر عليه مقتولا داخل مركبته التي تعرضت للحرق لإخفاء معالم الجريمة..

معرفة الجريمة..

غرفة عمليات مديرية شرطة شمال عمان تلقت مساء الأربعاء 5/9 الماضي بوجود حريق في إحدى المركبات في منطقة ضاحية الرشيد ليتم التحرك على الفور من قبل مدير الشرطة وطواقم المركز الأمن والبحث الجنائي للوقوف على الحادثة ليتبين عند قيام طواقم الدفاع المدني بإخماد الحريق المركبة بوجود جثة لأحد المواطنين بداخلها..

تصريح المركز الإعلامي لمدير الأمن العام..

قال المركز الإعلامي الأمني في مديرية الأمن العام بعد أن تبين وجود جثة بالمركبة التي تم إطفاؤها من قبل كوادر الدفاع المدني قامت الأجهزة الأمنية وكوادر البحث الجنائي بالتحري بعد الكشف على الجثة من قبل الطب الشرعي وقد تبين وجود شبهة جنائية بتعرض الشخص المتوفي للقتل قبل إشعال مركبته وقد تم على الفور تشكيل فريق متخصص من البحث الجنائي وقد تمكن حصر الإشتباه بأحد الأحداث الذي كان يتردد على المغدور وكان يتعامل معه بإحضار بعض المشتريات والمتطلبات له من أحد المحال التجارية التي يعمل بها وإيصالها له وعلى الفور تم التحقيق مع الحدث والذي بدوره اعترف بحصول خلاف بينه وبين المغدور عن إرسال بعض الأغراض له واعترف بوجود شركاء معه بالجريمة..

الجنايات تباشر بالتحقيق مع المتهمين..

مدعي عام الجنايات الكبرى القاضي بكر القرعان باشر بالتحقيق في القضية وقرر توقيف الجاني الحدث واليمني والمصري على ذمة التحقيق بعد أن أسند إليهم جناية القتل العمد تمهيدا لجناية السرقة بالإشتراك وجنحة إضرام الحرائق في مركبة المغدور للمتهمين الثلاثة.

القاتل الرئيسي بالقضية..

وقد تبين أن الحدث البالغ من العمر 16 عاما هو منفذ الجريمة والذي يسكن في أحد الشقق في منطقة الجبيهة وقد تقرر توقيفه في دار تربية الأحداث أسبوعين على ذمة التحقيق في حين تقرر توقيف المصري وهو حارس العمارة ويمني الذي يسكن في ذات العمارة التي يسكن بها الحدث واللذان استعان بهما الحدث على إتمام جريمته وإخفاء معالمها، اسبوعين على ذمة التحقيق في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة.

أسباب الجريمة..

حسب اعتراف الجاني الحدث للمدعي العام..

ان الحدث يعرف المغدور الستيني وعلى معرفة ببعضهما من السابق حيث كان الحدث يقوم بخدمة المغدور من خلال احضار ما يلزمه من حاجيات إلى منزله وعلى اثر خلاف بينهما استدرج المتهم الحدث المغدور إلى الشقة التي يسكنها الأول وهناك قام بضربه على رأسه عدة ضربات بواسطة أداة راضة وبواسطة مسدس كان بحوزة المغدور حسب إدعاء الجاني الحدث والذي تبين فيما بعد أنه كاذب وقام بضربه على رأسه عدة ضربات وعلى أثرها فارق الحياة.

تفاصيل الجريمة..

المتهم الحدث استعان بحارس العمارة المتهم المصري وبأحد ساكنيها وهو المتهم اليمني والذان حضرا إلى شقته وقاما بضرب المغدور زيادة على ما قام به الحدث وقاموا بتقييده ووضعوه في كيس ثم وضعوه في حقيبة وأنزلوه إلى المركبة التي يملكها المغدور حيث قاد أحدهم المركبة وفي الطريق اشترى المتهم الحدث بنزين من إحدى محطات الوقود وأثناء مرورهم بضاحية الرشيد ومصادفتهم لساحة خالية اركنوا لمركبة بها وسكب الحدث البنزين داخل المركبة وأشعلوها حتى انفجرت المركبة الأمر الذي أدى إلى تعرض المتهم الحدث إلى بعض الحروق في أنحاء متفرقة من جسده وبعد إتمام إخفاء معالم الجريمة فر المتهم الحدث إلى منطقة سكن ذويه في محافظة جرش والمتهمان المصري واليمني عادا إلى العمارة التي يقطنان بها.

القاء القبض..

في أقل من 12 ساعة بعد ثبوت شبهة جنائية حدد فريق التحقيق المكلف بالكشف عن ملابسات القضية وهوية الجاني والذي جرى القبض عليه مباشرة في محافظة جرش وفي التحقيق معه اعترف بارتكابه الجريمة واشتراك اثنان آخران معه وجرى القبض عليهما.

الشاهد قامت بزياردة ذوي المغدور وكانوا بحالة حزن شديد على مقتل والدهم الذي ذهب ضحية قتل بشعة..

المحامي إيهاب إبن المغدور..

قال المحامي إيهاب والدي أنور سعيد محمد الأشقر يبلغ من العمر 63 عاما وهو رجل أعمال معروف ومخرج تليفزيوني وهو من الرجال المشهود لهم بالأخلاق والسمعة الطيبة .. وأقول للجميع أن والدي سيرته الذاتية مشهود له أمام الجميع مما عرفه وهو والد للمهندس فراس والصيدلانية دالية والطالبة في كلية الطب نور.

وقال إيهاب أنني أعلمتكم بتحصيل أشقائي العلمي لأخبر الجميع مدى رعاية والدي واهتمامه بنا رحمه الله فقد كان أبا صالحا حنونا معطاء.

وأكد إيهاب ما يحزنني بأن الأجهزة الأمنية قامت بالتعتيم عن الحادثة وعن كيفية مقتل والدي وما نعرفه هو بأنه وردنا إتصال من مركز أمن ضاحية الرشيد وأعلمنا بأن سيارة والدي وجدت محترقة وطلبوا منا الحضور وعند ذهابنا للمركز تم التحفظ علينا لساعات طويلة وبعد ذلك أخبرونا بأن سيارة والدي وجدت متفحمة وبها جثة.. وقمنا بالبحث عن والدي في المستشفيات ولم نجده.

وقال إيهاب لغاية الآن لم نطلع على تقرير الطب الشرعي.

وعن الحادثة..

قال إيهاب أقسم إنني لغاية الآن أجهل تماما تفاصيل مقتل والدي ولماذا قتل، ولماذا هذا التعتيم الأمني على مقتله، لكن أود القول بأن منزل والدي اقتحم من خلال النافذة وقام أشخاص بالتخريب بالمنزل وكأنهم يبحثون عن شيء وقمت بالإتصال بالأجهزة الأمنية وأعلمتهم بذلك، وأنا أناشد من خلال صحيفتكم مدير الأمن العام بأن يطلعنا على تفاصيل مقتل والدي ومكان وقوع الجريمة وكيف اقتحم منزل والدي ومن هم الجناة الحقيقيون للجريمة، ونحن متأكدون أن وراء مقتل والدي أبعاد لا نعلمها وأن الحدث هو طرف من آخرين ما زالوا مجهولين.

ما قبل الجريمة..

قال إيهاب قبل الحادثة بيوم اتصلت بوالدي للإطمئنان عليه وكان ذلك بتاريخ 4/9 من يوم الثلاثاء ودعا والدي نفسه على أن يأتي ويتناول عشاءه باليوم التالي عندنا وفي اليوم التالي وهو يوم الجريمة 5/9 من يوم الأربعاء اتصلت بوالدي ظهرا لأسأل عنه لماذا لم يأت للغذاء ووجدت هاتفه مغلقا واعتقدت أنه مشغول وكررت الإتصال وبقي هاتفه مغلقا، حتى الساعة العاشرة والنصف مساء الأربعاء جاءني إتصال من هاتف المركز الأمني وتفاجأت بأن المتحدث هو ضابط من مركز أمن ضاحية الرشيد يطلب مني الحضور أنا وأقاربي وعندما ذهبنا تم التحفظ علينا دون أن يخبرنا بأي شيء وبعد ساعات أخبرونا بالصاعقة التي لم يصدقها عقلنا..

عشيرة المغدور..

قال أهالي عشيرة المغدور لن نساوم أو نرضى إلا بإعدام الجناة ومن كان ورائهم وطالبوا بفك لغز مقتل المغدور أنور والإطلاع على تفاصيل القضية.

وشكر أهالي المغدور الأجهزة الأمنية التي اكتشفت الجريمة والجناة بوقت قياسي.

العطوة الأمنية..

في الساعة الخامسة من تاريخ 10/9 من مساء الإثنين عقدت عطوة إعتراف ترأس العطوة عن ذوي المغدور سعادة الشيخ برجس الحديد وعن طرف الجاني الحدث الزواهرة الشيخ أبو خلدون النعيمات وتم إعطاء عطوة إعتراف مدتها ثلاثة شهور.