أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة اوباما يضيف عبارة -القدس عاصمة لاسرائيل- في...

اوباما يضيف عبارة -القدس عاصمة لاسرائيل- في برنامجه الانتخابي

12-09-2012 01:59 PM
الشاهد -

لكسب اصوات الناخبين الاميركيين واحتواء الغضب الاسرائيلي تجاه الحزب الديمقراطي

اوباما يضيف عبارة -القدس عاصمة لاسرائيل- في برنامجه الانتخابي

البرامج الحزبية الاميركية تأييدا قويا للعلاقات الاميركية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

الشاهد – عبدالله محمد القاق

اذا كان الرئيس الاميركي اوباما ومنافسه المرشح الجمهوري ميت روميني يتنافسان في اظهار الولاء لاسرائيل بشتى الوسائل والطرق في الانتخابات الاميركية وتجسيد عبارة" القدس عاصمة اسرائيل " فان هذه المواقف من شأنها ان تزيد التوتر في المنطقة وتلهب الشعور الوطني العربي حيال الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على القدس بدعم من الولايات المتحدة الاميركية التي لم تخف فيى كل المناسبات وقوفها الى اسرائيل ورفضها الاعتراف بحقوقهم التاريخية والمشروعة

وقد اتيحت لي الفرصة عبر قناة ال- سي ان ان - ليلة الجمعة الماضية ان استمع الى التصويت بشأن اضافة عبارة _القدس عاصمة لاسرائيل _عبر البرنامج الخاص بالرئيس اوباما غير انني سمعت الى ان اصوات الرافضين تجاه الاقتراح اقوى من الموافقين غير ان اللوبي الاسرائيلي المتواجد في هذا الحزب اقر زورا وبهتانا ان المؤتمر الداعم لاوباما وافق على ان تكون القدس عاصمة لاسرائيل ارضاء للوبي الصهيوني الذي يتجه نحو المرشح ميت روميني الصديق المدلل نتنياهو . لقد سارع الحزب الديمقراطي الأمريكي إلى إضافة عبارة «القدس عاصمة إسرائيل» إلى برنامجه في الانتخابات الرئاسية في محاولة لاحتواء الغضب الإسرائيلي وكسب أصوات الناخبين الامريكيين.

وحاول الحزب الديمقراطي إغفال هذه العبارة لإحداث نوع من التوازن، إلا أن هذا الأمر أثار غضب إسرائيل، كما حاول الجمهوريون استغلال الموقف باتهام الديمقراطيين بإظهار تأييد ضعيف لحليفة امريكا، مما دفع الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى التدخل لإضافة تلك العبارة لمغازلة اسرائيل وحتى يتجنب أي التباس حول التزامه بما يعرف بأمنها. وسادت حالة من الارتباك في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في تشارلوت بولاية نورث كارولاينا لفترة قصيرة، وأضاف مسئول في الحملة الانتخابية ان أوباما أعلن تأييده لأن تكون القدس المحتلة عاصمة اسرائيل خلال خطاب ألقاه امام لجنة الشئون العامة الامريكية الإسرائيلية (ايباك) قبل ان يكون رئيسا، ورحبت ايباك في بيان لها بإعادة قضية القدس إلى برنامج الحزب.واضافت أن البرامج الحزبية تعكس تأييدا قوياً من الحزبين «الجمهوري والديمقراطي» للعلاقات الامريكية الاسرائيلية.
وكان رئيس البرلمان الاسرائيلي «الكنيست» قد وصف عدم إدراج عبارة «القدس عاصمة إسرائيل» في برنامج الحزب الديمقراطي الامريكي بأنه يكشف نقصاً تاما في فهم الوضع في الشرق الأوسط. وقال روفين ريفلين خلال محادثات مع وزير الخارجية الايطالي: «من العار ان يتخلى الحزب الديمقراطي عن التزامه حيال القدس المحتلة عاصمة إسرائيل»، وكان البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي قبل 4 اعوام خلال حمله انتخابات الرئاسة السابقة لعام 2008 ينص على ان القدس المحتلة هي عاصمة اسرائيل وستبقي عاصمة لها.
ويسعي ميت رومني المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة القادمة المقررة في نوفمبر الي الوقيعة بين الرئيس الديمقراطي وإسرائيل. وسافر رومني الي إسرائيل في يوليو ولقي استقبالا حافلا من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي تربطه علاقة فاترة بأوباما منذ ان اقترح الرئيس الديمقراطي عودة إسرائيل الى حدود ما قبل حرب عام 1967، وأعلنت اندريا سول المتحدثة باسم رومني ان على أوباما ان يعلن بعبارات لا لبس فيها ما إذا كان يؤمن بأن القدس المحتلة عاصمة لاسرائيل. وأشارت إلى أن ميت رومني يعلن دوما إيمانه بأن القدس المحتلة عاصمة إسرائيل.
وأعلن الرؤساء الأمريكيون على مر السنين تأييدهم لجعل القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل لكنهم لم يتخذوا خطوة نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى المدينة المقدسة علي اعتبار ان مصير القدس المحتلة يجب ان يتقرر خلال مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورغم ذلك فالإعلان عن القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل هو تصريح قوي لدعم أهم حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط والإحجام عن القيام بذلك فيه مخاطرة بأن يخسر الرئيس أصوات اليهود الأمريكيين.
فاذا كان الرئيس الامريكي لا يعرف او يتجاهل بأن ارض فلسطين التاريخية هي للفلسطينيين الذين سكنوها منذ مئات السنين وان القدس هي العاصمة الابدية للفلسطينيين فان هذه المسألة تحتاج الى اعادة نظر في مواقف امريكا تجاه القضية الفلسطينية ، خاصة وان الرئيس الامريكي وادارته كما يدعون منهمكين بايجاد حل للقضية الفلسطينية ، ويطالبون بتحقيق حل الدولتين ، ويتألمون ايضا لما يتردد عن قرار عربي وشيك بسحب المبادرة العربية للسلام.
فاذا كان الرئيس الامريكي يرغب في تحقيق السلام العادل.. فكيف يحرص في هذه الانتخابات ان يعلن ان فلسطين ارض الفلسطينيين هي الارض التاريخية لاسرائيل مع العلم ان ذكرى النكبة اي الاحتلال الصهيوني العسكري لفلسطين قد تم في 5 ايار باحتلال ما يقارب 80 في المائة من ارض فلسطين واعلان اقامة الدولة المزعومة "اسرائيل" وهو الاعلان الذي اسهم دون وجه حق في تشريد وطرد اكثر من مليون فلسطيني بعد احتلال مدنهم وقراهم واراضيهم ودفع الكثير منهم الى قطاع غزة والضفة الغربية ونهر الاردن والعديد من الاقطار العربية حيث يوجد بالاردن اكثر من مليون نازح ولاجئ يلقون كل الرعاية والاهتمام من لدن الحكومة الاردنية على الدوام.
وهذه المواقف التي يتغنى بها اوباما لارضاء اللوبي الصهيوني وخاصة منظمة "ايباك" اكبر المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة لم تولد في هذا التاريخ كما تقول المؤسسة العربية لحقوق الانسان تحديدا بقدر ما كان هذا التاريخ الخامس عشر من اذار عام 1948 ذروة سلسلة من الاحداث والقرارات والمواجهات التي بدأت حتى قبل عام 1917 اي في قرار وزارة الخارجية البريطانية "اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين" وهو ما عرف باسم وعد بلفور.. وقامت بريطانيا المحتلة بوضع الخطة التي دخل فيها قائد القوات البريطانية الجنرال "اللنبي" القدس واحتلها.. منهيا بذلك تبعية فلسطين للدولة العثمانية المهزومة في الحرب العالمية الاولى وفاتحا الطريق امام الحركة الصهيونية الممثلة "بالوكالة اليهودية" انذاك والتي تضم المنظمات والاحزاب اليهودية والصهيونية على حد سواء.. وكان الطريق ممهدا لفتح ابواب فلسطين العربية امام نشاط هذه الوكالة للاستيلاء على الارض الفلسطينية بكل الوسائل وتنظيم الهجرة اليهودية الجماعية الى فلسطين ومحاولة الاستيلاء وشراء اراض في فلسطين.. واعداد قوة مدربة وبناء مستعمرات مدنية - عسكرية في فلسطين.
ولعل دعوة الرئيس اوباما في تهنئته الى اسرائيل بذكرى النكبة المؤلمة لكل العرب والمسلمين ومحبي العدل والحرية الى دعم اسرائيل ومتانة العلاقات معها خاصة وان هذه العلاقات "غير قابلة للكسر" يؤشر الى ان الولايات المتحدة تسعى للتنصل من التزاماتها التي قطعتها في مؤتمر قمة انابوليس وفي غيرها من المؤتمرات.. وتدحض خطاب اوباما الذي القاه في القاهرة من اجل تحقيق السلام العادل.. لان هذه التعهدات الامريكية لاسرائيل تجهض دون شك المساعي المبذولة للسلام في وقت تواصل اسرائيل سياسة التهجير والابرتهايد للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، لا سيما ان العرب كانوا يأملون في ان تطلب امريكا من اسرائيل وقف الاستيطان بشكل نهائي وليس تجميده لثلاثة اشهر وتتخذ موقفا حازما حيال سياسة التطهير العرقي الذي بدأت اسرائيل بتطبيقها ضد الفلسطينيين وترحيلهم من ديارهم المغتصبة الى غزة او خارج الاردن،،.
ان حملة الابعاد والتطهير العرقي التي بدأت في عام 1948 وفق مخطط مبرم ومسبق وتواصلت على مراحل متعددة تتجسد حاليا هذه الايام بطرد ما يزيد عن سبعين الف فلسطيني من اراضيهم وتهديد سكان وعرب 1948 بطردهم من مناطق سكناهم.
فهذا التغول الاسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة يجب ان تتوقف الدول العربية كثيرا حوله وان يطلب من الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي بمناقشته ووضع حد للاجراءات الاسرائيلية التهويدية لمدينة القدس والاماكن المقدسة فيها واقامة المستوطنات والكنس داخل المدينة المقدسة واستمرار تهجير الفلسطينيين.
ان هذه المواقف التي يتعهد بها الرئيس الامريكي اوباما بدعم سياسة ومخططات اسرائيل الارهابية والتوسعية والمتمثلة باصدار التشريعات الصهيونية والجدار الذي يلتهم 60 في المائة من اراضي الضفة الغربية ومحاصرة قطاع غزة حصارا كاملا يؤكد بشكل جلي ان النكبة لم تنته في 15 ايار ,1948 بل انها مستمرة حتى هذه اللحظة.. الامر الذي يجب ان تتضافر كل الجهود العربية والاسلامية للضغط على الولايات المتحدة واوروبا ومجلس الامن الدولي بغية العمل على استصدار القرارات التي تعيد الحق لاهله الفلسطينيين باقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف بدلا من الدعم الامريكي والاوروبي اللامحدود لاسرائيل لكي تواصل عدوانها وغطرستها وصلفها ورفضها للقرارات الدولية الخاصة بانهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وحل الدولتين الذي ينشده العالم والموافقة على مبادرة السلام العربية التي تسهم في مبادلة الارض بالسلام.
فهل يمكن للرئيس اوباما تحقيق ذلك في هذه المواقف الداعمة لاسرائيل ويعيد الموقف الامريكي الى صوابه بتحقيق العدل والسلام والمساواة بين شعوب المنطقة؟.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :