أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية عالم الجريمة تفاصيل مقتل الشابة هيفاء حرقا - صور وفيديو

تفاصيل مقتل الشابة هيفاء حرقا - صور وفيديو

23-09-2021 10:49 AM
الشاهد -

تقرير وإعداد : منى نعلاوي
تصوير ومونتاج : محمد الجبر

لم تكن قضية سيدة جرش التي فقأ زوجها عينيها قبل عامين ونيف هي الأولى التي تندرج تحت قضايا اضطهاد النساء في مجتمعاتنا ولا حتى الأخيرة ؛ فرغم بشاعتها ورد فعل الشارع الأردني الغاضب تضامنا معها إلا أنها لم تضع حدا لتالياتها ، فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن مؤخرا حزنا على وفاة عشرينية حرقا على يد زوجها في عمان ، هيفاء أبو هاني ضحية جديدة كان سببها الأساسي مجتمع ذكوري يخضع النساء لسلطة الخوف من الطلاق لعدة مرات على مبدأ " ضل رجل ولا ضل حيطة " ، سيدة في مقتبل العمر ذاقت مرارة الانفصال لمرة واحدة ، لذلك اضطرت لأن تقبع تحت ظلم زوج ثان رأت العذاب منه بمختلف أشكاله ظنا منها بأنها تتق شر " كلام الناس " ، ولكنها لم تعرف بأن الموت هو ما ينتظرها وأن النيران ستلتهم جسدها الغض قبل أن تعيش أياما من عذاب الألم والقهر ، " رم " دخلت منزل عائلتها وكان لها هذا اللقاء الخاص معهم ليروون بأنفسهم تفاصيل أبشع جريمة بحق الإنسانية والمجتمع ، وانفراد بتسجيلات صوتية للمغدورة قبل وفاتها وهي على فراش الموت تكشف حقيقة ما حدث معها ...

الرواية الرسمية :
توفيت سيدة بعد حرقها من قبل زوجها ، إثر خلافات بينهما في العاصمة عمان ، لتفارق الحياة يوم الأثنين 13 / 9 / 2021 في مستشفى البشير، وفقا لمصدر أمني.
وقال المصدر الأمني إنه تم ضبط الزوج وإحالته للقضاء في حينه وقرر المدعي العام توقيفه على ذمة القضية.
وأشار المصدر إلى أن السيدة لا يوجد لها ملف سابق لدى حماية الأسرة ولم يسبق لها أن تقدمت بأي شكاوى.

والد المغدورة " زوجها أحرقها ووقف ينظر إلى النيران وهي تشعل جسدها دون رحمة "...
يقول شحادة أبو هاني والد المغدورة " الحادثة وقعت بتاريخ 7 / 9 / 2021 ، ولكن كانت لها خلفيات ، فقد كثرت المشاكل بينها وبين زوجها الجاني ، رغم تعهداته لها بأنه سيتغير و يحسن من نفسه وتصرفاته وأن يعاملها بما يرضي الله ، وقد وفى بوعده لفترة معينة ولكنه لم يستمر ، وأخذت ابنتي تلاحظ سوء أخلاقه ، مع العلم بأنني مع هذه الظروف السيئة التي عاشتها معه كنت أرفض عودتها له بعد كل خلاف من شدة خوفي عليها ، ولكنها أرادت ذلك و السبب أنها مرت بتجربة زواج سابقة نتج عنها طفلتين هما الآن تحت رعايتي ، لذلك و هربا من كلام الناس رفضت تركه حتى لا تفشل للمرة الثانية و كانت تستحمل علاقته السيئة بها لكي " تعيش وتنستر " ، و لكنها في الآونة الأخيرة لاحظت عليه أمور غريبة في حياته وشكله وجسده إضافة إلى شح المصروف والعصبية ، وعندما حاولت اكتشاف السبب وراء ذلك زادت معاملته القاسية لها ، أما عن يوم الحادثة وحسب الرواية التي سمعناها على لسانها قبل وفاتها بأيام ؛ فعند منتصف الليل تقريبا وقعت مشكلة بينهما وفجأة أصبح زوجها عدوانيا لدرجة مخيفة و أخذ يهددها بضربها وإيذائها وفقء عينيها ، لم تجد أمامها سوى الحمام لتختبئ فيه هربا منه ، فكسر النافذة ليستطيع الوصول لها ، وحتى تتق شره سكبت عليها مادة الكاز وهددته بأنه إن لم يسمح لها بالذهاب لبيت أهلها فستحرق نفسها ، وليكسب ثقتها ويخرجها أخبرها بأنه سيفعل لها ما تريد ، صدقته ودخلت غرفة نومها ووضعت ابنها الرضيع البالغ من العمر عاما ونصف في حضنها ، وإذا به يشعل النيران في جسدها ب" الولاعة " و يقف متفرجا عليها لا يحرك ساكنا وهي تحاول إطفاءها بيديها التي احترقت و تقبل قدميه صارخة متوسلة إليه لإنقاذها وهو يبتعد عنها " ويدخن سيجارة " ، ثم قامت بخلع ملابسها حتى تنجو من الحريق ، وتناولت غطاء لتستر به جسدها المحترق وتوجهت إلى باب منزلها فارة منه لتستنجد بالجيران الذين كانوا شهودا على كل ما حدث ، فقاموا بإسعافها إلى المستشفى مع الزوج القاتل وعائلته ، والذين بدورهم لم يبلغونا بما حدث إلا في اليوم التالي عندما كانوا بحاجة إلى رقمها الوطني ، ونظرا لحالتها الصحية السيئة و تهديدات الجاني لها إن نطقت بكلمة واحدة ضده سجلت محاولة انتحار ، وبعد 12 ساعة أخبرونا بوجود ابنتنا في المستشفى بحالة حرجة ، وعندما وصلنا إلى هناك صعقنا بأقسى منظر ممكن أن نراها فيه ، وبعد أيام استقاقت من غيبوبتها ولكنها كانت في وضع نفسي صعب جدا لدرجة أنها كانت تصرخ خوفا من زوجها الذي فعل بها ما فعل ظانة بأنه قريب منها ينوي قتلها ، متمسكة بي طالبة مني حمايتها ، وبعد أن أخبرتني بما حدث معها بالتفاصيل كاملة توجهت أنا للمركز الأمني واتخذت كافة الإجراءات القانونية حتى تم إلقاء القبض عليه وتوقيفه ، ابنتي الآن بين يدي الله ولكن ردي على كل من ادعى بأنها هي من أحرقت نفسها هو أننا سمعنا الحقيقة منها قبل موتها وهي أن زوجها هو من أشعل النيران بها ووقف ينظر إليها دون رأفة ولا رحمة منه وهي تقبل قدميه لينقذها ، والتسجيلات الصوتية أثناء حديث لها مع إحدى صديقاتها قبل الوفاة بأيام تثبت الحقيقة كاملة ، نحن عائلة المغدورة لا أحد يشعر بوضعنا النفسي السيء جراء هذه المصيبة القاتلة التي ألمت بنا ، لا أسنطيع أن أنسى ما رأيت وسمعت منها ، ابنتي الحبيبة توفيت مظلومة ، تعلقت بي جدا أثناء وجودها في المستشفى آخر أيامها وكأنها تشعر بأنني أمانها من ذلك المذنب بحقها وحقنا و لم ترضى أن أفارقها لحظة واحدة خوفا منه ".

والدة المغدورة " أحرق قلوبنا مع جسدها "...
بصوت تملؤه مرارة القهر والحسرة تقول أروى الحداد والدة المغدورة " ابنتي كانت ترغب في المحافظة على استقرار بيتها رغم معاملة زوجها القاسية ، كونها فشلت في زواج سابق ، و أتمنى أن لا تمر أي أم بما مررت به ، القاتل أحرق جسدها و أحرق قلوبنا وحياتنا معها ، و حتى وهي في المستشفى بعد الإفاقة كانت خائفة منه ، وكانت تعتقد بأنه يقف وراء الباب يريد إيذاءها ، و أنا أؤكد بأن ابنتي لم تحرق نفسها وسبب سكبها الكاز على جسدها هو فقط تهديدا له بعد أن هربت من ضربه الشديد لها فقد كان يمسك برأسها و يرطمه في الحائط ، وعندما جلست أمامه بعد ذلك ؛ أضرم النار بها بواسطة ولاعته ، و إن كانت هي من فعلت هذا بنفسها فلماذا لم يحاول إطفاءها أو حتى إسعافها بأقصى سرعة أو إبلاغنا نحن عائلتها فور وقوع الحادثة ؟ ، و قد رفض أيضا تدخل الجيران الذين نقلوها من منزلها إلى المستشفى عندما طلبوا منه منه إخبارنا بما حدث لابنتنا ، إضافة إلى أنه بعد إدخالها تركها تصارع الموت وعاد إلى بيته كأن شيئا لم يكن ، ومنذ أن عرفت بما حصل لفلذة كبدي وأنا أعاني من حالة هيستيرية رافضة ما جرى ، لدرجة أنني عندما أبلغوني بوفاتها أزلت الغطاء عن وجهها وحاولت إيقاظها لعدم تصديقي لموتها ، ودعتها في كفنها وآخر كلماتي لها " الله يرضى عليكي " ، أولادها معزتهم بقلبي كبيرة جدا وهم الآن أمانة في رقبتي ولن أتخلى عنهم ، كانت هيفاء محبوبة من الجميع وكريمة وقد ماتت مظلومة ، وهذه رسالة مني إلى كل أم تشعر بأن ابنتها تتعرض للضرب والإهانة بأن تحتفظ بكرامتها وتبعدها عن حياة زوجيية ملؤها الذل ".

شقيقة المغدورة " آخر كلماتها .. ميشان الله ولادي "...
هنادي أبو هاني شقيقة المغدور " تلقينا خبر حادثة هيفاء أنا و أختي بصدمة ، فعائلة الجاني طلبت منا الرقم الوطني لها عندما أدخلوها المستشفى لهذا اضطروا لإبلاغنا ، توجهنا إلى هناك وبعد أربع ساعات من الانتظار سمح لنا برؤيتها من خلف الزجاج حيث أنها كانت موجودة في قسم الحالات الحرجة ، وقد كانت في وضع يرثى له لم يظهر منها سوى وجهها المحترق و جسمها كان منتفخا بطريقة غريبة وملفوفا " بالشاش " موضوعة على جهاز التنفس الاصطناعي وغائبة عن الوعي تماما ، وعندما استفاقت في اليوم التالي كانت في حالة هيستيرية ، خائفة من زوجها معتقدة بأنه يتربص لها لإيذائها ، في هذه الفترة لم أفارقها أبدا ، وقد أخبرتنا بكل ما حصل معها من بداية خلافها مع زوجها حتى لحظة دخولها المستشفى ، وعندما توفيت حضرت تغسيلها بنفسي وتألمت لما رأيته في جسدها ، قضاء الله نحن رضينا به ولكن المأساة التي عاشتها أختي إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة هي ما يمزق قلوبنا ، كنا نحن الشقيقات قريبات جدا ونسر لبعضنا بهمومنا طوال الوقت ، أفتقدها كثيرا بتفاصيل يومي ، لن أنسى بأنها فارقت الحياة أمام عيني ويدي تمسك بيدها ، آخر كلماتها كانت " بالله عليكي يختي ولادي " ، وصيتها قبل أن تموت أولادها ، أنا لغاية هذه اللحظة لا أستطيع استيعاب الفاجعة التي ألمت بعائلتنا ، و أطفال شقيقتي أمانة بين يدينا وسنكون على قدرها ".

عائلة المغدورة " نتمنى أن تلتهم النيران جسد الجاني كما أحرق ابنتنا "...
طالبت عائلة المغدورة بإنزال أشد أنواع العقوبة على قاتل ابنتهم وهي الإعدام ، مشددين على أنهم لن يرضوا بأقل من ذلك ولن يتنازلوا عن حقها ، وحسب ذويها فإن أسرة الجاني طلبت منهم " عطوة تفتيش " متسائلين ؛ على أي أساس يتقدمون بهذا المطلب ؟ ، مؤكدين بأن دم المرحومة في رقبة الجاني وعائلته ، وكما قالت الأم " أتمنى أن يحترق أمام عيني وتلتهم النيران جسده كما فعل بابنتي المظلومة "، وهم على ثقة بعدالة ونزاهة قضائنا ".

 

 

 

 

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :