أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية منوعات وصفي التل .. قصة المجد وفروسية الشهادة

وصفي التل .. قصة المجد وفروسية الشهادة

04-12-2014 11:06 AM
الشاهد -

وصفي التل ... قصة المجد وفروسية الشهادة

احمد ابو الفيلات

وصفي التل , شخصية كاريزمية لم يشهد الاردن لها مثيل ، قومي عربي , وسياسي , ورجل دولة من طراز ينبت امام المرء فجأة , للوهلة الاولى تحسب كأنك تراه للمرة الاولى في حياتك , لكنه في الواقع كان دائما هناك ضاربا بجذوره في الارض ..
شخصية جدلية , مباشر , يفكر بصوت عال , لا يجامل في قناعاته الوطنية والقومية , الامور عنده دائما اما ابيض او اسود , صواب او خطأ , ليس ثمة منطقة محايدة بين الحقيقة والوهم (...) جراءته في طرح افكاره , وكرهه للفساد , على نحو لم يعهده العالم , لفتت اليه انظار الملك الحسين بن طلال في مرحلة مبكرة من حياته السياسية ..
مصطفى وهبي صالح المصطفى التل سياسي ورئيس وزراء أردني. شكل حكومته الأولى في 28 يناير 1962 قدمت الوزارة استقالتها بتاريخ 2 ديسمبر 1962، ثم حكومتان الثانية في 1965 والثالثة من 28 أكتوبر 1970 حتى 28 نوفمبر1971. تقلد مناصب أخرى حتى اغتياله في العام 1971 في القاهرة على أيدي أعضاء من منظمة أيلول الأسود.
طفولته ولد في 1919، أبوه شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الملقب بعرار وأمه منيفة إبراهيم بابان. أنهى أبوه دراسته في مدرسة عنبر في دمشق والتحق بقطاع التعليم في العراق، وهناك تعرف بأمه، بعد ولادة وصفي التل عاد أبوه إلى الأردن ليدرس في مدارسه، قضى وصفي بعض طفولته في شمال العراق ليعود إلى مدينة والده إربد بعد بلوغه السادسة من العمر، ويبقى متنقلا مع والده وبسبب ضيق الحال ومشاكل والده السياسية ليعيش هو وإخوته بعد ذلك في منزل عم والدهم موسى مصطفى يوسف التل صاحب المال في ذلك الوقت لفترة من الزمن
أسرته ينتمي وصفي التل إلى عائلة التل التي تقطن شمال الأردن وخصوصا مدينة إربد والتي تعود بجذورها إلى الزيادنة وهم من الاشراف قدموا من الحجاز ومنهم الأمير ظاهر العمر الزيداني الذي حكم عكا وحوران وشمال الأردن من عام 1730 وحتى عام 1775 ولكن الحكومة العثمانية قاتلتهم وامرت الجزار بإبادة الزيادنة من بلاد الشام خوفا من امتداد الامارة الزيادنة واستقلالها، فتفرقوا في البلاد وأخذوا يغيرون اسماءهم تخفيا من الجزار وجيشه الذي ارتكب ابشع المجازر في قتل الزيادنة واعوانهم.
نشأته أنهى وصفي دراسته الثانوية من مدرسة السلط الثانوية في عام1937 م ليلتحق بكلية العلوم الطبيعية في الجامعة الأمريكية في بيروت مع رفاق دربه القاضي محمود ضيف الله الهنانده الذي توفي بحادث .. وخليل السالم وحمد الفرحان وأبو رضوان الصمادي وسلمان القضاه محامي وعضو سابق في البرلمان الاردني الذين كانوا من رجالات الدولة المعروفين خلال الأربعة العقود الماضية وتأثر في أفكاره السياسية بحركة القوميين العرب التي كانت على خلاف مع حركة القوميين السوريين. ولد وصفي التل في 1919 م في كردستان العراق وأمه منيفة إبراهيم بابان, من أسرة بابان الكردية العريقة التي حكمت مناطق ما يعرف بكردستان الكبرى.
بداياته ومشاركته في حرب 1948 بعد عودته إلى الأردن: انضم إلى الجيش البريطاني ثم سرح من الخدمة بسبب ميوله القومية العربيةالتحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي، وحارب في حرب فلسطين في 1948 م.استقر بعدها في القدس ليعمل في المركز العربي الذي كان يديره موسى العلمي.
وصفي التل وحرب حزيران كان موقف وصفي التل من حرب حزيران واضحا وصريحا ومباشرا ويتلخص وبإصرار على عدم الدخول في الحرب مهما كانت الأسباب ومهما كانت المبررات والدوافع فالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية آنذاك كانت تؤكد بوقوع الهزيمة. وعلاوة على ذلك وبالنسبة للأردن الكارثة باحتلال الضفة الغربية والقدس العربية. وعلى امتداد اليوم السابق ليوم الحرب أي يوم الأحد 4 حزيران 1967، كان وصفي، ثائراً منفعلاً عصبي المزاج، ولقد كان آنذاك رئيساً للديوان الملكي، وكان يردد باستمرار : أن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربية وأن الهزيمة قادمة وأن الكارثة مقبلة على الأردن، ولا سبيل لدفع كل ذلك عن الأردن إلا بعدم دخول الحرب. وكان يجيب على الاستفسارات التي توجه إليه بقوله: "إذا دخلنا الحرب، فإن الهزيمة والكارثة قادمتان لا محالة". اغتياله في سبتمبر 1970 حدثت المصادمات بين السلطات الأردنية و منظمة التحرير الفلسطينية فيما عرف بأيلول الأسود . وفي 28 نوفمبر 1971 اغتيل وصفي التل في القاهرة، وقد ذكر بعد ذلك مدير المخابرات الأردنية وقتها الفريق نذير رشيد بأنه قام بتحذير وصفي التل "بأن النظام الناصري يعد لاغتياله" فقال له (ما حدا بموت ناقص عمر والأعمار بيد الله). وقد تم الاغتيال في ردهة فندق شيراتون القاهرة حيث كان وصفي التل يتجول فتقدم منه عزت رباح وأفرغ رصاصات مسدسه في جسده وسط ذهول حراسه والوزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء، وعلى الفور اعتقل الأمن المصري المنفذين وشرع في التحقيقات معهم، واعلنت منظمة أيلول الأسود عن مسؤوليتها عن العملية، حيث توجهت أنظار الأمن المصري إلى أبو يوسف النجار وهو الأمر الذي نفاه التحقيق وأعلنت صحف القاهرة وعلى رأس الصفحة الأول أن (المتهم الأول والعقل المدبر للعملية وقائد المجموعة هو المتهم الفار فخري العمري). ومنذ ذلك اليوم بقى فخري العمري مطلوبا للنظام القضائي الأردني حتى تاريخ موته عام 1991، بينما قامت السلطات المصرية بالإفراج عن المنفذين للعملية دون عقاب ولا محاكمة [بحاجة لمصدر] فيما يمكن اعتباره دليلاً على تورط النظام الناصري والأهم من ذلك أن هناك من يؤكد أن السلطات المصرية سمحت للمنفذين بإدخال أسلحتهم بعد نزولهم من الطائرة آنذاك في هذا العمل وتجدر الإشارة هنا إلى أن المدعو محمد داود عودة (أبو داود) والذي أرّخ لبعض عمليات أيلول الأسود في كتابه من القدس إلى ميونخ لم يأت على ذكر هذه العملية ومسؤولية أيلول عنها، وأقر دائماً بأنه لا يعرف منفذيها. كان وصفي التل أول من أطلق شعار "عمان هانوي العرب"، أي جعل عمان عاصمة النضال الفلسطيني، ولكن تدخلات إسرائيل والأنظمة العربية وشذوذ بعض المنظمات الفدائية شوه العمل الفدائي ما نجم عن مصادمات عنيفة وصلت إلى ما يعرف بأيلول الأسود في العام 1970. الاخلاص ان مجمل سيرة وصفي وعمله الدؤوب بدون كلل، بانجازاته العديدة في المجالات المختلفة، وفي كل المواقع التي عمل بها وصولا الى رئاسة الحكومة، تدل على اخلاصه الكبير والعميق لبلده ولقضايا امته العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ولا ادل على ذلك من قول المغفور له الملك الحسين، في مساء يوم استشهاده: «عاش وصفي جندياً منذوراً لخدمة بلده وأمته، يكافح بشرف ورجولة من أجلها.. وقضى كجندي باسل فيما هو ماض بالكفاح في سبيلهما برجولة وشرف». هذه شهادة حق، اذ ان وصفي اعطى عمره للاردن. وصفي ومبادىء الحرب - من يقرأ بتمعن ابحاث وصفي التل وكتاباته ومحاضراته حول القضية الفلسطينية، اسباب هزائمنا العسكرية، واساليب الاستعداد لمعركة التحرير، يجد بدون شك، انه انطلق من فهم عميق لمبادىء الحرب كونها حصيلة تجارب الآخرين.
- وفي الختام، اقول هذه محاولة لتسليط بعض الضوء على الجانب العسكري من شخصية الراحل وصفي التل. وهو جانب مهم اتمنى على المختصين متابعة بحثه مستقبلا احتراما وتقديرا لتاريخنا ولشهدائنا، وفي الطليعة منهم وصفي التل، صاحب المشروع الوطني، الثائر القومي، والسياسي الاردني، الذي مرّ في سمائنا كالشهاب، وترك بصمات واضحة في تاريخ بلدنا. وبعد ذلك، فالى كل شهدائنا الابرار، وكافة المناضلين الابطال، أقول : تنحني هاماتنا اجلالاً وتقديراً وفخراً بما قدمتموه من أجل الاردن وفلسطين والمقدسات.. فجزاكم الله خيراً نيابة عن الأمة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :