أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة اتفاق المصالحة بين فتح وحماس خطوة جادة لانهاء...

اتفاق المصالحة بين فتح وحماس خطوة جادة لانهاء الخلافات في ضوء ثورات الربيع العربي!

18-06-2012 11:09 PM
الشاهد -

الشاهد - عبد الله القاق

هل تقدم الولايات المتحدة على تجميد المساعدات للسلطة على غرار وقف دفع اسرائيل للضرائب الفلسطينية !؟

تشكيل حكومة تكنوقراط وانتخاب مجلسي تشريعي ووطني ستسهم في بعث الروح لمنظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد مواقفها عربيا ودوليا !

مطلوب من الدول العربية دعم الاتفاق ورعايته للحيلولة دون تدخل جهات دولية برعاية اميركية لاجهاضه !

الاتفاق الذي تم في القاهرة يوم الخميس الماضي بين "فتح" و"حماس" على حل الخلافات الكبيرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسيد خالد مشعل رئيس حركة المقاومة الفلسطينية والذي سيفضي الى انتخابات تشريعية ورئاسية والمجلس الوطني الفلسطين جاء بعد مشاورات مكثفة بين الجانبين في القاهرة، ومن شأنه ان ينهي كل المشاكل على الساحة الفلسطينية ويسهم في اعادة بناء ما دمره الاحتلال الاسرائيلي لمدينة غزة ورفع الحصار الجائر عنها، وبدء مرحلة جديدة من التوافق بعد السنوات العجاف التي بذل الاسرائيليون وبعض الدول الاوروبية والولايات المتحدة جهودا لتغذيتها لزيادة التشظي والخلاف بين الشعب الفلسطيني.

ولعل هذا الاتفاق الفلسطيني الذي قوبل بترحاب كبير من الاوساط السياسية العربية وخاصة الاردنية بازالة الخلاف الناشب بعد اعلان الدكتور سلام فياض عن تخليه عن رئاسة الحكومة الفلسطينية بعد اعتراض "حماس" على التكليف من قبل "فتح" الامر الذي يمثل خطوة جادة نحو اتفاق الفصيلين على نزع فتيل الازمة وامكانية ترشيح شخصيتين فلسطينيتين مشهود لهما بالكفاءة والحصافة السياسية والاستقلالية والنزاهة والشفافية امثال د. محمد مصطفى رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني الذي بذل جهداً كبيراً لتفعيله وتطويره وتنميته والذي أسهم في جذب استثمارات كبيرة لاقامة مشاريع فلسطينية على ارض فلسطين فضلا عن كون د. مصطفى مستقلا وله باع طويل في دعم المصالحات الفلسطينية او د. مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الفلسطينية الذى يتصف موقفه بالحياد والنزاهة والسعي لحل الخلافات بين الفلسطينيين وهو معروف بانه مفاوض عنيف فى مواجهة الاسرائيليين وله مواقف وطنية وقومية متعددة لخدمة الشعب الفلسطينى عبر كل الصعدوالمحافل او غيره من الشخصيات الفلسطينية المشهود له ببعد النظر والرغبة في تحقيق وتجسيد المصالحة في المرحلة الراهنة .

واذا كانت الولايات المتحدة تريد وضع العراقيل امام المصالحة الفلسطينية لكونها تضم "حماس"، وهي المعارضة لاتفاقات الصلح المنفرد مع اسرائيل، ورفضها الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية التاريخية، فلماذا توافق اميركا ايضا على مشاركة حزب ليبرمان المتطرف، وغيره من الاحزاب الاسرائيلية في الحكومة الاسرائيلية الحالية التي لا تؤمن بالوجود الفلسطيني على اراضيه خاصة وان جل القادة الاسرائيليين من بولندا وروسيا، وغيرهما من الدول، كانوا يعملون "حراساً لبارات" شرقية..! فهل تعني الموافقة على مواقف الاحزاب الاسرائيلية المتطرفة بالانضمام الى حكومة عنصرية فاشية وشوفينية وعدم السماح لتيار فلسطيني وطني وقومي، ومعروف بسلوكياته وعقيدته الاسلامية بالمشاركة بالحكومة وبناء الدولة الفلسطينية على أسس حكيمة وسليمة تحقق للشعب الفلسطيني آماله وتطلعاته العريضة باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. اننا نرى ان مشاركة "حماس" والجهاد الاسلامي وغيرها ضرورية فى كل الاتصالات والمفاوضات نظرا لمواقفهما الوطنية والقومية ولحرصهما مع الفصائل الاخرى على الابتعاد عن المفاوضات العبثية او التنازل عن حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى دياره المغتصبة.

فالاحداث الراهنة بالعالم العربي عبر ثورة الربيع وانكباب الادارة الاميركية على الاستعداد للانتخابات المقبلة وانشغال حلف الشمال الاطلسي باحداث ليبيا والفرقة في اليمن، والاوضاع المؤلمة في سورية، كل ذلك يستدعي العمل على انهاء الخلافات الفلسطينية وتحقيق المقاربة الجديدة للتعامل مع القضية المركزية، وهذا يتطلب كما لمسنا ذلك العزم والارادة والمصداقية والرغبة الجادة للحديث بصوت واحد باسم الفلسطينيين عن طريق تجسيد هذه المصالحة وانجاح جهود مصر (25) يناير الهادفة الى تحويل المصالحة الفلسطينية من شعار ليتحدث عنه الجميع الى واقع ملموس على الارض، وعندها ستكون هذه المصالحة الرد العملي على تطرف حكومة نتنياهو والخطوة الجادة في اعلان الدولة الفلسطينية في شهر ايلول المقبل في الامم المتحدة والتي ستكون بداية نحو العمل لاستعادة التفاهم وبناء فلسطين التاريخية على اسس وطنية وقومية، يسهل من خلالها مواجهة اسرائيل بالتحدي المشترك القائم على العدل والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بعيداً عن التنازل او التشرذم او الانقسام

اننا نحيي هذا الاتفاق الذي يمثل الرغبة في مواجهة العدو الاسرائيلي ويضع خطة لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والتي يرى المراقبون الدوليون ان الكيان الاسرائيلي يرتعد خوفا من هذا الاتفاق الذي وصفه الرئيس الاميركي بانه يقوض العملية السلمية حيث تطالب اسرائيل الكونغرس الاميركي بوقف المساعدات عن السلطة الفلسطينية فيما احسن الرئيس الفلسطيني صنعا عندما قال ان اتفاق حماس وفتح اهم بكثير من اي اتفاق مع الدول الاجنبية او النظمات الدولية

سقوط نظام حسني مبارك ...ومظلة اسرائيل !

والواقع ان الكيان الصهيوني كنزًا استراتيجيًا ضخمًا بسقوط نظام حسني مبارك في مصر، وكانت الولايات المتحدة مطمئنةً على (إسرائيل) وهي في كنف نظام مبارك، في حين استمرت أوروبا في دعم الرئيس التونس زين العابدين بن علي حتى كادت جماهير تونس الغاضبة تصل إلى قصرِ قرطاج؛ وهرب بن علي وظلَّ تائها في السمواتِ لا يكادُ يجدُ أرضًا ترحب به؛ حينئذٍ علمت فرنسا أنها ارتكبت (حماقة) كبيرة بدعمها ديكتاتورًا محترقًا حتى آخر لحظة، وحاولت باريس أن تتدارك ما فاتها من إرضاء الجماهير بمحاولاتٍ بلهاءَ لتأييدِ الثورة (بعد نجاحها).

وفي أثناء الثورات العربية كانت الجماهيرُ الثائرة تتابعُ عن كثبٍ التصريحاتِ الغربيةِ عمومًا والأمريكية خصوصًا للاعتقاد السائد بأن بعض الحكومات العربية وخاصة مصر تأتمرُ بأمر الرجل الأبيض وتحسب له ألف حساب.لكن الغرب أمسك العصا من المنتصف، وكانت ردود فعله تأتي متأخرة، وكان قد استنفذ أوراق اللعب ففضل الانتظار ليعلم من الفائز في المعركة؟ -الشعب أم النظام- ليقف بجانب الفائز.

وبعد أن نجحت الثورة في مصر وتونس كما تقول المحللة السياسية نجاح شوشة قرر أوباما أن يمنح كلا منهما مساعدات مالية وأن يسقط قدرًا من الديون المتراكمة عليهما، وقد أعلن أوباما في خطابه ما يشبه الوصايةً من بلاده على الثورات الشعبية العربية المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية؛ ورصد المراقبون تخوفه من تحول الثورات إلى التعبير عن العداء الطبيعي لأميريكا التي كانت حليفًا تقليديًا للأنظمة الحكم الدكتاتورية في العديد من الدول العربية.

لقد تعدى الأمر مجردَ التلميحِ إلى التصريحِ في مؤتمرِ إيباك -وسط تصفيقٍ حادٍ- بأن أمريكا لن تمنح مصر مساعداتٍ إذا شارك الإخوان المسلمون في الحكم، وأشارت مجلة "فورين بولسي" الأمريكية إلى أن كلاً من كاى جرانجر، رئيس لجنة الاعتمادات والمساعدات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى، ونيتا لوى، الديمقراطية البارزة ورئيس اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية قد صرحا بتلك التصريحات بواشنطن لدى انعقاد مؤتمر إيباك.

ويلاحظ وبلهجة شديدة قالت نيتا لوى، إنها تدعم استخدام هذه الأموال لبناء ما وصفته بـ "ديمقراطية مصرية"، لكنها أكدت أن الكونجرس لن يعتمدها، وأن على أوباما "أن يجد مكاناً آخر ليمررها من خلاله".

وعلى الرغم من محاولات أوباما استمالة الثورات العربية باعتبارها ظاهرة واحدة تتحدى عقودًا من الطغيان والفراغ والفساد على حد تعبيره في خطابه للعالم العربي، الثاني بعد خطاب القاهرة 2009؛ لكنه مع ذلك اعتمد معايير مزدوجة بمدح الثورتين التونسية والمصرية والتعهد بمساندة

بعدما اندحر مبارك، حضرت المصالحة الفلسطينية وكأّن الثورة المصرية كانت القاطرة الفعلية لتسريع المصالحة وإنجازها في ساعات قليلة وبتنازلات كثيرة من حماس قبل فتح بعدما أصبحت هناك أجواء ثقة في إخلاص ووطنية وحيادية القائمين عليها من الجانب المصري بعد الثورة.

لكن أوباما كما تقول نجاح شوشة اعتبر أن اتفاق المصالحة بين فتح وحماس "عقبة أمام السلام" حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية في خطابه أمام اللجنة الأميركية للشؤون العامة لإسرائيل ايباك ، وبذلك سحب أوباما تأييده لقيام دولة فلسطينية على حدود العام 67 معارضًا التوجه للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية.

وكانت لهجة أوباما أمام إيباك مختلفة عن خطاب الخميس الذي حاول فيه بث رسائل إلى دول وشعوب المنطقة، وأن يشتري التحولات الديمقراطية والثورات الجارية بالمال ويصادرها بالسياسة.

لقد كانت الصحف الأمريكية قد شنّت حملة إعلامية على رئيس المخابرات المصرى اللواء مراد موافى الذي حل محل اللواء عمر سليمان الذي كانت إسرائيل تشيد به، ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسئولين كبار في إدارة أوباما أنهم قلقون من زيارة غير معلنة قام بها موافي إلى العاصمة السورية دمشق فى 18 مارس الماضي، وهي التي مهدت الطريق للأشقاء في فلسطين ليجلسوا لتصفية خلافاتهم ويتحدوا.

وربما كان مصدر القلق الأمريكي هو الخشية من تمكن الأنظمة المتحررة من جمع كلمة العرب لمواجهة العدو الصهيوني وجواسيسه الذين يتوالى سقوطهم في مصر وسوريا، فقد أكدت الصحيفة أن العلاقات الاستخباراتية بين مصر وأمريكا منذ 1993 وحتى يناير الماضى كانت حجر الزاوية فى عمليات أمريكا السرية فى المنطقة اعتمادًا على رجلهم الأول عمر سليمان المدير السابق للمخابرات العامة المصرية.

خسر الكيان الصهيوني كنزًا استراتيجيًا ضخمًا بسقوط نظام حسني مبارك في مصر، وكانت الولايات المتحدة مطمئنةً على ربيبتها (إسرائيل) وهي في كنف نظام مبارك، في حين استمرت أوروبا في دعم بن علي حتى كادت جماهير تونس الغاضبة تصل إلى قصرِ قرطاج؛ وهرب بن علي وظلَّ تائها في السمواتِ لا يكادُ يجدُ أرضًا ترحب به؛ حينئذٍ علمت فرنسا أنها ارتكبت (حماقة) كبيرة بدعمها ديكتاتورًا محترقًا حتى آخر لحظة، وحاولت باريس أن تتدارك ما فاتها من إرضاء الجماهير بمحاولاتٍ بلهاءَ لتأييدِ الثورة (بعد نجاحها).

والواضح ان هذا الاتفاق سوف يصمد لكون الرغبة من الجانبين فتح وحماس قائمة على مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والمغامرات الاميركية والاوروبية الرامية الى دعم توجهات اسرائيل في الاستيطان فضلا عن ان الفصائل الفلسطينية كلها لاترى في الولايات المتحدة بانها صديقة لشعوب المنطقة وانها منحازة بالكامل لصالح اسرائيل على حساب حرية الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :