أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هل تخفي تصريحات ليبرمان ضد الرئيس الفلسطيني...

هل تخفي تصريحات ليبرمان ضد الرئيس الفلسطيني عباس قضايا اخطر واعظم للانقضاض على القيادة الفلسطينية الحالية !؟

05-09-2012 10:18 PM
الشاهد -

* سياسة التهويد والاستيطان الاسرائيلية في القدس واغلاق المعابر دليل واضح على نهج التطرف الاسرائيلي ورفض التوصل الى سلام دائم وعادل في المنطقة !

*ثورات الربيع العربي اسهمت في تراجع القضية الفلسطينية في المرحلة الحالية

الشاهد – عبدالله القاق

في الوقت الذي تمعن فيه اسرائيل بتضييق الخناق على اكثر من ستين الف فلسطيني مقدسي من مخيم شعفاط وذلك باغلاق معبر خميس وابقاء معبر واحد مفتوحا وتواصل اعمالها الاستيطانية والتهويدية في مدينة القدس واحتلال البستان في سلوان وسعيها الى تحويله الى استراحة كبيرة للمستوطنين الاسلرائيليين وغيرها من مدن الضفة الغربية طلع علينا وزير خارجية اسرائيل ليبرمان الفاشي واليميني المتطرف بهجمة جديدة ضد السلطة الفلسطينية وضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدعوى ان – السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس ليس شريكا في التسوية وان رئيسها عباس يرهب العالم دبلوماسيا - من خلال المسعى الذي يقوم به لطلب عضوية فلسطين في الامم المتحدة بالدعوة الى ابعاد الرئيس الفلسطينيي محمود عباس في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة

والواقع ان كثيرا ما ادلى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بتصريحات معادية للعرب والمسلمين وللسلطة الفلسطينية بوجه خاص متهما الجميع بأنهم ضد السامية او المفاوضات الجادة مع اسرائيل.. او عدم وجود شريك حقيقي في السلطة واتهامه على وجه الخصوص رئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية بأنهما "كذابان" فيما يأتي نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي ويعلق ان هذه التصريحات لا يجدر التعليق عليها عربيا او دوليا او محليا لانها لا تعبر عن وجهة النظر الحكومية الاسرائيلية.

ان هذه الادوار مرسومة بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية لان نتنياهو يخشى من تفنيد اقوال ليبرمان الشوفيني والعنصري ولا يستطيع مواجهته باعتبار ان له خمسة عشر نائبا في الكنيست ويمكن من خلالهم رفع شبكة الامان عن نتنياهو بالانسحاب من الحكومة وحل هذه الحكومة الاسرائيلية العنصرية.

فهذه الادوار لم تكن جديدة بل انها ادوار محددة بصورة مستمرة لان هناك تخطيطا بين المعارضة والحكومة الاسرائيلية لاثارة هذه القضايا العنصرية والخلافية لاظهار اسرائيل انها ديمقراطية.. ولا يوجد غيرها في العالم.. خاصة عندما يقول ليبرمان "ان السلطة الفلسطينية ليست ديمقراطية لانه لا توجد انتخابات مقررة في فلسطين وعندما يتهم السلطة بانها لا تريد السلام العادل والشامل في المنطقة فضلا عن تأكيده عن ان القدس هي العاصمة الابدية لاسرائيل.

فاذا كان نتنياهو ينتقد اليميني المتطرف ليبرمان لتصريحاته فانه كذلك ينتقد ايضا باراك وزير خارجيته عندما ادلى بتصريح في الامم المتحدة قال فيه "لا بد من التفاوض حول وضع القدس" فهذه الادوار كلها معدة اعدادا جيدا بين المعارضة والحكومة للتأكيد على ان الديمقراطية هي وراء تباين الآراء والافكار والرؤى بينما في فلسطين فان السلطة تريد امام العالم تهميش المعارضة وعدم السماح باعلان صوتها من اجل افهام العالم ان لا صوت يعلو على السلطة او المفاوضات العبثية التي بدأت منذ اكثر من عشر سنوات ولم تحقق للشعب الفلسطيني سوا المزيد من الاستيطان وفرض الحصار الجائر على غزة والضفة الغربية والاعتقالات اليومية المباشرة والحد من اتخاذ اي قرار يهدف الى اعادة المفاوضات مع وقف الاستيطان ولو كان هذا الامر جزئيا مما يتطلب التصدي الفلسطيني والعربي للمحاولات الاسرائيلية الرامية الى سحب هويات المقدسيين وحرمانهم من ابسط حقوقهم الانسانية.. فضلا عن العمل على رص الصفوف في هذا العام الجديد لمنع المستوطنين من طمس معالم القدس والاحياء العربية بتغيير اسمائها الى يهودية عبرية. هذه الاعمال التي يدافع عنها نتنياهو ويجسدها ليبرمان في احاديثه للسفراء الاسرائيليين في اجتماعهم السنوي في مدينة القدس تؤكد ان اسرائيل تنتهج خطة مرسومة من اجل استمرار الاوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون والتهديد بهدم حوالي خمسين الف بيت عربي في مدينة القدس بينها عشرة آلاف بيت منها بحجة البناء بدون ترخيص. ان هذه الادوار الاسرائيلية تدل على مدى التغول الاسرائيلي على ايدي الجماعات الاسرائيلية المتطرفة لاضفاء الطابع اليهودي على المدينة والتي تعاني من اجراءات تهويدية متكررة في هذه المدينة المقدسة واسطة العقد بين المدن في هذا العالم.. والتي هي احوج اليوم من اي وقت مضى الى وقفة حقيقية جادة في وجه الظلم والاستبداد والعنصرية والفاشية التي يطلقها ليبرمان حتى تبقى عربية والتأكيد على اهمية القدس مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم الى مسجدها وصخرتها ويستعيد فتح الخليفة عمر بن الخطاب لها وهذا يعني انه لا سلام ولا استقرار بدون القدس. فتصريحات ليبرمان التي تكرس سياسة البناء في مدينة القدس لاقامة عشرات الوحدات السكنية ومطالبته بتهويد المدينة وتهجير سكانها انما تهدف الى نسف جهود السلام ودعوة عباس الى التنحي عن رئاسة السلطة تقف عائقا امام تحقيق الاستقرار في المنطقة فضلا عن كونها تشكل ستارا لاسرائيل وعاملا لتضليل الرأي العام العالمي. واذا كنا ننتقد ليبرمان او نتنياهو او باراك على مواقفهم في السلام العادل والشامل ورغبتهم في استمرار الاحتلال فان من البديهي القول ان القرار الذي اتخذه مجلس النواب الامريكي في السابع عشر من الشهر الماضي بشأن رفض اقامة الدولة الفلسطينية انما يشكل موقفا امريكيا جديدا منحازا لاسرائيل وتصرفا غير لائق لدولة كبيرة اعلن رئيسها اوباما حرصه على توفير الامن والاستقرار واقامة السلام العادل في المنطقة وهذا الموقف الامريكي الجديد الذي يتناغم مع تصريحات ليبرمان لا يختلف عن وعد بلفور المشؤوم عندما تصرفت بريطانيا بما لا تملك على حساب اصحاب الحق الشرعيين فاعلنت فلسطين وطنا قوميا لاسرائيل. ان هذا الوضع الاسرائيلي تجاه المناطق الفلسطينية يؤكد على ان المجتمع الدولي والامريكي والرباعية ايضا ينفذون قرارات هؤلاء المتطرفين العنصريين من الاسرائيليين ويوضح ان هذا المجتمع عاجز عن الحركة ويكتفي بالشعارات وتأييد "حل الدولتين" هذه الاعمال والتصريحات الاسرائيلية المرسومة كشفت للجميع هذا الوجه القبيح للاستعمار الاسرائيلي للشعب الفلسطيني والعجز الامريكي الذي يسلم منطقتنا الى الفراغ او الارهاب وهذا ما يستدعي من الفلسطينيين توحيد مواقفهم وانهاء خلافاتهم وان تكون وحدتهم هي الطريق الامثل والاشمل لهزيمة المشروع الاسرائيلي الامريكي الرامي لاحتلال الاراضي لان هذه الوحدة وانهاء الخلافات بين فتح وحماس وكل الفرقاء الفلسطينيين تعتبر السبيل الوحيد للرد على الاسرائيليين ولوقف سيل الاتهامات من نتنياهو او باراك او ليبرمان تجاه هذا الشعب فاستمرار الانقسام بين الفصائل يعطي الفرصة لهؤلاء الصهاينة المتطرفين للاعلان عن انهم حققوا النصر امام الفلسطينيين.. بل ان هذه الوحدة الفلسطينية خطوة لتعرية اسرائيل وديمقراطيتها المزيفة التي يعلن عنها نتنياهو وتُظهر ضعف المجتمع الاسرائيلي وخوفه من التعايش مع العرب والمسلمين. وكما قال الكاتب والسياسي البريطاني باتريك سيل بان سياسة اسرائيل المتطرفة لن تتيح لها تأمين مستقبلها الطويل الامد لانها اعتادت على ثقافة قائمة على الافلات من العقاب وهذا الوضع غير قابل للاستمرار اذ يجب محاسبتها على تصرفها غير القانوني ويتعين عليها ايضا ان تعي ان صراعها مع العرب قد تفاقم وتحول اليوم الى صراع مع العالم الاسلامي بأسره.

ان هذه الهجمة الاسرائيلية الشرسة التي ترى فيها القيادة الفلسطينية برئاسة عباس بانها غير مهتمة بالسلام والاستقرار في المنطقة فانها بمثابة الاعتداء على السلطة ورئيسها عباس كما فعل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق مع الرئيس والرمز الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمحاصرته في المقاطعة في رام الله والقيام بارسال السم له للتخلص من قيادته الشرعية وسعيه الحثيث لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف !!





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :