أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك "فينان والقريقرة" .. فقر وتهميش...

"فينان والقريقرة" .. فقر وتهميش وحياة صعبة

29-11-2020 11:28 AM
الشاهد -

فاضل العمارين 


كلما ابتعدت المسافة عن العاصمة عمان، كلما سمعنا عن قصص القرى المنسية والمهمشة، فكيف إذا كانت هذه القرى تقع على أطراف الصحراء وتغوص في عمق الصحراء الجنوبية، ومن هذه القرى قريتا «القريقرة وفينان » اللتان تقعان في وادي عربة، القضاء التاريخي  الذي يبعد عن العقبة مسافة 160 كم شمالاً.
يسكن قريتي «القريقرة وفينان » نحو 4500 نسمة، أغلبهم يعيشون في بيوت من الصفيح وبيوت من الشعر، لا تقي سكانها برد الشتاء ولا حرارة الصيف، يفتقد ساكنوها أبسط متطلبات العيش الكريم، من مسكن وخدمات إدارية وصحية.
الشاهد التقت عدداً من أهالي هذه القرى، والذين بدورهم تحدثوا عن معاناتهم والمشاكل التي تعاني منها قراهم.
السيد مقبول سليمان السعيدين والد الطفلة ريتاج التي ولدت بكلية واحدة وتعاني هذه الكلية من تشوه خلقي، وقد اثبتت الفحوصات أن حجم الكلية عند ريتاج صغيرة ولا تقوم بوظيفتها بالشكل السليم مما اضطر والدها لنقلها مرتين في الأسبوع إلى المستشفى الإيطالي في الكرك الذي يبعد مسافة 260 كم ذهاباً وإياباً لإجراء غسل كليتها بالرغم من تكلفة الأجور العالية في سيارات الأجرة بسبب صعوبة الاعتماد على المواصلات العامة.

أما السيد فرج سالم السعيدين فقال: نحن نعاني من عدة مشاكل ؛ حيث ان زوجتي تقوم بغسل كلى ثلاث مرات في الأسبوع في مستشفى الصافي الى الشمال منا الذي يبعد 140 كم ذهاباً وإياباً ، وهذا مكلف بالنسبة لي كرب أسرة راتبي 250 دينار شهري من الضمان الأجتماعي وعندي زوجتان وستة عشر ابن وابنة  فعدد اسرتي تسعة عشر شخص.
وأشار فرج إلى أن تكلفة الذهاب الى المستشفى ثلاثة مرات في الأسبوع مكلف من حيث أجور المواصلات والتي اكثرها سيارات بالأجرة لأن الباص الوحيد الذي يعمل على خط القريقرة ـ عمان لا تتناسب أوقاته مع أوقات ومواعيد المراجعة المرضية ولهذا السبب نضطر لاستخدام سيارات اجرة مقابل مبالغ مرتفعة كثير ولا نجد البديل.
وأجرت الشاهد اتصالاً هاتفياً مع السيد احمد خلف العمارين احد مرضى الكلى الذي قال بأنه ترك سكنه ومكان عمله في القريقرة بسبب معاناته الصعبة مع غسيل كليتيه مما اضطره للسكن في إحدى قرى الشوبك القريبة من احدى مراكز غسيل الكلى في الشوبك التابعة الى الخدمات الطبية الملكية.
وناشد والد الطفلة المسؤولين في القطاع الصحي، أن يدركوا حجم المعاناة التي يواجهها هو وكل من لديه مرض يحتاج إلى رعاية طبية، بأن يلبوا مطالبهم المتمثلة بإنشاء وحدة غسيل كلى في المنطقة للتخفيف على المرضى من عدة نواحي ومنها بعد المسافات والتعب الذي يتعرض له المريض نفسه من مشقة السفر .
كما طالب السكان ومنهم السيد عبدالله ابو علاء رئيس بلدية القريقرة السابق ضرورة استحداث " وحدة غسيل كلى " للمصابين بالفشل الكلوي وذلك للتخفيف من معاناة المصابين بهذا المرض ومن مشقة السفر لمسافات طويلة مع عدم وجود مركبات متوفرة لنقل المرضى الى المستشفيات التي اقربها في الصافي والكرك أو في العقبة التي هي الوحيدة التي يوجد فيها اقسام لغسل الكلى .

وعن واقع الحياة الصعبة في المنطقة تحدث الأستاذ عمر السعيدي أن "القريقرة وفينان " يزيد نسبة الفقر فيهما أكثر من 75 %، وتفتقر لمقومات الحياة الأساسية، وتشاهد فيها ملامح الحياة “البدائية” ، والذي زاد من الفقر والبطالة شح الموارد، مما أضطر أغلب السكان الى هجر مساكنهم في القرية والبحث عن المساكن المستقرة والقريبة من الخدمات، ولعدم قدرتهم على تكاليف السكن فيها هجروها أيضاً، وأصبحوا يعيشون في بيوت الشعر والصفيح المعدنية والتي تفتقر للكثير من متطلبات الحياة الطبيعية للأسرة والتي أغلبها تستفيد من المعونات والطرود الخيرية التي لاتغني من جوع .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :