أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة محادثات سعودية ايرانية بوساطة الكويت

محادثات سعودية ايرانية بوساطة الكويت

11-06-2014 12:49 PM
الشاهد -

لابعاد شبح التدخل الخارجي عن منطقة الخليج
بقلم :عبدالله محمد القاق
الزيارة التي قام بها سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى طهران هذا الاسبوع اكتسبت اهمية كبيرة نحو تعزيز التعاون المشترك ودعم العلاقات الثنائية، فضلا عن اجراء محادثات تستهدف القيام بدور الوساطة بين ايران والسعودية
والواقع ان زيارة أمير الكويت جاءت في ظل أجواء إقليمية تشتبك فيها الملفات والمصالح، من سوريا والعراق ومصر إضافة إلى الأمن الخليجي، وهي ملفات قال عنها وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله في تصريح صحافي: إنها «تستدعي الحوار مع إيران، في ظل مناداتها بالتوجهات الإيجابية التي أعلنت عنها منذ وصول الرئيس حسن روحاني إلى الحكم»، مما يعني أن الزيارة ستكون بمثابة اختبار للتوجهات الإيرانية حول كل هذه الملفات والقضايا، وما إذا كان هناك جديد في جعبة الرئيس روحاني مختلف عما كان سائداً لدى الحكومات الإيرانية السابقة. ففي الوقت الذي رحب فيه المجلس الوزاري الخليجي (وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون) الذي عقد في الرياض فقد رحب بالزيارة المهمة والتاريخية التي قام بها سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتطلع الى ان يكون لهذه الزيارة اثر ايجابي على صعيد علاقات دول مجلس التعاون مع ايران، نفى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وجود أي ضغوط أمريكية على الكويت أو دول «التعاون» بخصوص التقارب مع ايران.
وعن وجود ضغوط امريكية لدفع دول مجلس التعاون لعملية تقارب مع ايران اوضح الشيخ صباح الخالد ان الرئيس الايراني حسن روحاني ارسل اشارات ايجابية حال انتخابه بتطلعه الى التعاون مع دول الجوار وبشكل خاص السعودية كما كانت هناك اشارات ايجابية من المملكة تجاه ايران بان من يريد التعاون وفق اسس وأصول قانونية فهو على الرحب والسعة، وأشار في هذا السياق الى ان هناك علاقات دبلوماسية بين المملكة وايران كما هي الحال مع غيرها من دول الخليج، وأعرب عن تطلعه في ان يترجم ما ورد من اشارات ايجابية الى واقع مبينا ان دول المجلس وايران تتشارك في هذه المنطقة والولايات المتحدة حليف لدول المجلس ولا يوجد لها دور في علاقات الدول المستقلة التي تنظر الى مصالحها والى امنها واستقرارها.
وجدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الارهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره، كما جدد المجلس مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال جمهورية ايران الاسلامية للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للامارات العربية المتحدة والتي شددت عليها كافة البيانات السابقة، وأكد المجلس الوزاري في هذا الخصوص دعم حق السيادة للامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وعلى المياه الاقليمية والاقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الامارات العربية المتحدة، كما قرر اعتبار أي قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها ايران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث ودعوة ايران للاستجابة لمساعي الامارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية. ورأى ضرورة احالة مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري الشقيق الى محكمة الجنايات الدولية معربا عن أسفه لاستخدام روسيا الاتحادية والصين الشعبية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مجلس الأمن بهذا الشأن، وطالب بضرورة الزام نظام الأسد بايصال المساعدات الانسانية للشعب السوري المحاصر وفقا لقرار مجلس الأمن رقم (2139) معربا في هذا السياق عن تأييده للحل السياسي للأزمة السورية وفقا لاتفاق (جنيف 1) 30 يونيو 2012 الهادف الى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة تمكنها من الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة ترابها الوطني معتبرا اعلان نظام الأسد اجراء انتخابات رئاسية وترشيح بشار الأسد تقويضا للجهود العربية والدولية لحل الأزمة السورية سلميا.
ورحب المجلس الوزاري باتفاق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني مؤكدا وقوف دول المجلس ودعمها للشعب الفلسطيني في كل ما من شأنه توحيد الصف وتحقيق كافة حقوقه المشروعة.وأعرب عن ادانته الاعتداءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي وأعمال الحفريات المتواصلة في محيط المسجد الأقصى محملا اسرائيل كامل المسؤولية بهذا الخصوص مع تحذيرها من كل ما من شأنه تغيير الهوية التاريخية والدينية والوضع القانوني والديموغرافي لمدينة القدس. امال ايرانية كبيرة على الزيارة
لكن مهما يكن، فإن طهران تعقد آمالاً كبيرة على هذه الزيارة، وهي، بلا شك، مهتمّة لتظهر أنها ليست أقل إيجابية من السعودية التي بادرت بدعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة، وترحيب طهران لاحقاً بهذه الدعوة. وأضاف ان سمو أمير البلاد يتمتع بأكبر قدر من التجربة والمعرفة بالمعاناة التي مرت بها منطقة الخليج بسبب المشاكل الخطيرة التي واجهتها وعدد الحروب التي كانت دولة الكويت احدى ضحاياها، وهذا ما يؤكد الاهمية السياسية لزيارة سموه الى ايران.خاصة وان العلاقات الكويتية - الايرانية تجاوزت مرحلة العلاقات السياسية العادية الى مرحلة العلاقات الاستراتيجية المبنية على التشاور والحوار وتبادل وجهات النظر التي تصب جميعها في مصلحة تعزيز العلاقات الاقليمية وبناء علاقات صحية وودية جيدة بين كل دول المنطقة. و ان الزيارة ستضيف بعدا خليجيا واقليميا كبيرا نظرا لترؤس سموه الدورة الحالية للقمة الخليجية وكذلك ترؤسه للدورة الحالية للقمة العربية.
والواضح ان «سمو الامير قاد السياسة الخارجية وفق مفهوم الثوابت التي حصنت السياسة الخارجية الكويتية وأكسبتها الاصدقاء وقللت من هامش الاعداء، وبالذات في المنطقة، حيث ان سمو الامير يتمتع بأكبر مصداقية كحاكم لدولة في المنطقة والكل يتمنى دوره للقيام بعمل سياسي، سواء في تعزيز بناء الثقة بين دول الجوار الاقليمي او في وساطات سياسية او في معالجة قضايا تمنع التوتر في المنطقة».
مذكرات تفاهم.. واتفاق تعاون أمني
هذا وقد تم على ، هامش زيارة سمو الأمير إلى طهران، التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي الكويت وايران، تتعلق بمجالات التعاون الجمركي والنقل الجوي والبيئة والسياحة والرياضة، إضافة الى تبادل وثائق التصديق لاتفاق التعاون الأمني لدخوله حيز النفاذ.
وهذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ستستكمل أطر وجوانب العلاقات الكويتية - الايرانية، حيث اكد سفير الكويت في ايران حرص بلادهعلى تطوير التعاون حيث قال «نحن حريصون جدا، وعندنا منظور خاص يقوده سمو أمير الكويت رئيس القمم العربية والافريقية والخليجية يتعلق بكيفية تحقيق مشاريع ذات منافع ومصالح على مستوى استراتيجي وإقليمي، وقد قمنا بطرح عدد من تلك المشاريع، وأتمنى من الجانب الإيراني أن يأخذها بعين الاعتبار وأن تتحقق تلك المشاريع، لأن فيها بالفعل مصالح ومنافع للجميع بما فيها الكويت وإيران وباقي دول الخليج».
وأعرب عن اعتقاده بأنه «يوجد على الأجندة مشروع أو مشروعان نتمنى أن نصل فيهما الى اتفاق نهائي، بما يعزز منظور الثقة السياسية في إيران من جانب الكويت، ويعزز المصداقية في الكويت من جانب إيران».
فالعلاقات السياسية بين الدول «ليست فقط تبادل بعثات دبلوماسية وزيارات سياسية، وإنما مصالح بين شعوب دول المنطقة»، مؤكدا وجود أرضية وثقافة مشتركة بين الشعبين الكويتي والإيراني من شأنهما المساعدة في الوصول لاتفاق على المشاريع الاستراتيجية المشتركة التي تعود بالنفع والمصلحة على الجميع.
لجان مشتركة
ولقد اسهم اللقاء التاريخي بين سمو الامير والرئيس تشكيل لجان مشتركة بين البلدين في المجالات السياسية والدفاعية والأمن والاقتصاد، وشتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.
بُعد خليجي وإقليمي. ولم يخف الجانب الإيراني حساسية الملفات التي تم بحثها خلال زيارة أمير الكويت، وبحسب مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، فإنه « تم بحث العلاقات الثنائية والاقليمية والدولية، وكذلك سبل مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة منها التطرف وإذكاء نار النزاعات الطائفية». وأشار إلى الاهمية التي توليها طهران لتعزيز العلاقات مع السعودية حيث «يتم حاليا اتخاذ خطوات متبادلة نأمل أن تتلل بالنجاح، خصوصاً وان التعاون مع السعودية يلعب دورا مهما في استتباب الامن في المنطقة».
ويرى محللون انه من المنتظر ان تقوم ايران بخطوات ملموسة تؤكد من خلالها انها مستعدة لتغيير سياساتها في المنطقة، حيث تشكل زيارة أمير الكويت فرصة لطهران لفتح صفحة جديدة مع دول الخليج، وذلك فيما تتقدم المحادثات مع الدول الكبرى حول الملف النووي الايراني.
والواقع ، أن إيران تبدو جادة في مساعيها نحو تحسين علاقاتها،.وأن «الفرصة مهيأة الآن لتطوير العلاقات الخليجية الإيرانية بما فيها علاقات الرياض وطهران شريطة أن تقوم إيران باتخاذ خطوات عملية تجاه الوضع في سوريا وغيرها». وكان لافتاً ما قالته صحيفة «الرأي» الكويتية في مقال افتتاحي بداية الأسبوع من أن أمير الكويت سيتحدث بلسان كويتي-خليجي-عربي ليقول لطهران: «نريد من طهران احترام سيادة الغير وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم اتخاذ مواقف من شأنها زعزعة الثقة مع جيرانها. رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :