خاص

لم يلمس الاردنيون منذ ظهور جائحة كورونا في الاردن قبل حوالي 7 اشهر أي جهود استثنائية من الحكومة ممثلة بوزير الصحة للقضاء على هذا الوباء سوى الاغلاق الطويل الذي دمر الاقتصاد والتصريحات الرنانة التي كان يخرج علينا بها الوزير السابق سعد جابر والتي تبين بعد مرور 4 اشهر من ظهور الوباء انها خدعتنا جميعا ليصدم الاردنيون بالواقع المرير بتسجيل الاف الاصابات يوميا بعد ان اوهمنا معاليه ان الفايروس نشف ومات .
وبعد رحيل حكومة الرزاز وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الخصاونة وتعيين الدكتور نذير عبيدات وزيرا للصحة وما تبعها من اجراءات تمثلت بتعيين مسؤول جديد عن ملف كورونا و استحداث موقع أمين عام جديد في وزارة الصحة لشؤون الأوبئة لم يلمس الاردنيون أي تغير ايجابي على الوضع الوبائي في المملكة بل اصبحنا نشاهد ارقام مرتفعه جدا قيل عنها من مختصين في الشأن الوبائي انها تجاوزت عدد الاصابات في الولايات المتحدة بالنسبة لعدد السكان .
ومنذ تعيين الوزير عبيدات والذي بات يعرف محليا بوزير 'كورونا' وليس وزيرا للصحة حيث تفرغ كليا لملف كورونا متجاهلا الجانب الصحي لباقي فئات المجتمع من غير مصابي كورونا في المستشفيات الحكومية والخاصة .
كما لوحظ شغف الوزير الكبير في الظهور الاعلامي عبر القنوات التلفزيونية والتي بات يقضي بها وقتا اكثر مما يقضيه في وزارته حيث بات الضيف الاكثر ظهورا عبر العديد من البرامج التلفزيونية ونشرات الاخبار متناسيا ان هناك عشرة ملايين اردني وضعوا ارواحهم امانة في عنقه ليخلصهم من كابوس كورونا الذي بات يتهد الجميع دون استثناء .
وحتى الان لم يلمس الاردنيون قرارا ساهم ولو بنسبة بسيطة في تسطيح المنحنى الوبائي بل على العكس كان الوزير المتفائل يخرج علينا بتصريحات تدخل الرعب والذعر في قلوب الاردنيين بان الاردن سيسجل قريبا من 3-5 الاف اصابة يوميا وما سيرافق هذا السيناريو من خسائر بالارواح والاقتصاد .
على الجهة المقابلة عزا خبراء في الشأن الصحي اسباب الارتفاع الكبير في اعداد المصابين الى التأخر في تشخيص المصابين والتأخر في اظهار نتائج فحوصاتهم وما يتبعها من تأخر في الوصول الى المخالطين الذين يزدادون كل لحظة حيث اكدت مصادر لـ رم ان بعض الفحوصات كانت تصدر نتائجها بعد اكثر من اسبوع لتؤكد انها ايجابية لتبدأ بعدها استزاف جهود فرق التقصي الوبائي في البحث عن المخالطين ومن خالطوا خلال هذه الفترة الطويلة .
هذه الاجراءات الغير مجدية في التعامل مع وباء كورونا لم يقتصر منتقدوها على المواطنين الذين باتوا يتململون وتتعالى اصواتهم بعد ان شعروا اننا نغرق ولا سبيل للنجاة بهذا الفريق الذي يقود وزارة الصحة بهذه الطريقة حيث بات بعض اطباء وزارة الصحة يخرجون عن صمتهم ويعبرون عن قلقهم مما ستؤول اليه الامور .
الطبيب عبدالله خليفات طبيب باطنية نشر اليوم مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قال خلاله : أنه بعد 8 أشهر من بدء جائحة كورونا في الأردن ، لم تتخذ الحكومة ممثلة بوزارة الصحة إجراء فاعلا لمواجهة كورونا بجدية سوى تعديل ساعات الحظر من الواحدة ليلا الى العاشر ليلا مشيرا أن وزارة الصحة لم تقوم لغاية الآن باي إجراءات تعتبر استراتيجية للحد من انتشار وباء كورونا الذي بدأ ينتقل بسرعة كبيرة ويحقق إصابات تجاوزت الألفين إصابة يومين.
واضاف الطبيب خليفات والذي يعمل في إحدى مستشفيات وزارة الصحة من رحم معاناة الاطباء والكوادر الصحية في المستشفيات ، أن المسشفيات الحكومية الأردنية في حالة اكتمال من حيث عدد المرضى فيها ، وان من يصاب بأي عارض طارئ لن يجد له سريرا فيها .
واضاف خليفات بأن القطاع الصحي أصبح منهك والاصابات تتزايد في صفوف الأطباء واقترح خليفات إلى أنه يجب عمل نقاط لفحص كورونا بعيدة عن المستشفيات بسبب انتقال العدوى بين المصابين وغير المصابين داخل المستشفيات، فيما أشار خليفات إلى أن المستشفيات الخاصة يجب عليها استقبال المصابين دون تكاليف مالية كونها تعمل تحت ظرف اوامر الدفاع.
واقترح الخليفات اقامة مستشفى ميداني على طريق المطار لن يكلف الدولة شيئا ، ويستوعب كاقة الاصابات بكورونا ، كما طلب بتوفير اجهزة تنفس اصطناعي بما لا يقل عن 500 جهاز والتي ستنقذ حياة المرضى الذين تسوء حالتهم الصحية .