أخر الأخبار

إتقوا الله فينا

03-10-2020 11:25 AM
الشاهد -

ربى العطار 


إن التنبيه من ضرورة الحد من الإشاعات والكف عن محاولات نشر الأخبار والأحاديث التي تثير الهلع بين الناس، اسطوانة يومية ترويها الحكومة لترمي عن كاهلها شيئاً من الخطأ الذي ارتكبته ومازالت ترتكبه، وليصبح وعي المواطن هو الشماعة التي تلقي عليه بؤس تخبطها في إدارة الأزمة.
ليس المواطن من ينشر الإشاعة، وليس هو من يطلق الأخبار المفزعة، إنهم المسؤولون الذين يخرجون علينا عبر القنوات التلفزيونية والبرامج الحوارية لابهارنا بأنهم قادرون على الاستشراف بمستقبل الوباء، وبأنهم يحذرون من انتشار سريع للفيروس، وبأننا سنعيش أياماً صعبة، وغير ذلك من التصريحات المحبطة، باحثين عن اقتباس لهم يستثير العواطف ليصبح "ترند" يتداوله الناس على صفحاتهم وبين بعضهم في مجموعات الواتساب .
إن التركيز على التنظير في هذه الفترة لا يخدمنا، والحكومة التي لم تتوقع السيناريوهات الصعبة، تعاملت مع الوضع القائم بارتجال وبدون تنبؤات.
حكومة الرزاز بحثت ومازالت عن حل آني، وتأبى دراسة الفرصة في المستقبل، فالتركيز على التحديات والمعيقات دون الانتباه لنقاط القوة هي المشكلة التي نعاني منها.
مازلنا نسمع باطلاق المنصات الالكترونية، ومازلنا عاجزين عن وضع حل جذري يخفف من معاناة الناس المعيشية والاجتماعية، ويطمئنهم في ظل جائحة كورونا.
قرارات الحضر الشامل والجزئي في مناطق دون غيرها رغم الانتشار المجتمعي للفيروس، هي قرارات يائسة للتخفيف من حدة الانتشار، واغلاق المدارس والمؤسسات الخدمية بمجرد تسجيل اصابة هو أيضاً حل غير صالح للاستمرار.
إذا كانت الأزمة سيتم حلها بمجرد اكتشاف اللقاح، فإنه لن يصلنا قبل سنة على الأقل، وإذا كانت الحكومة لم تضع سيناريو يتوقع إصابة أكثر من ألف شخص في اليوم، فماذا عساها أن تفعل عند بدء موسم الانفلونزا العادية وانفلونزا الخنازير، الذي سيعتبر موجة ثالثة وشديدة ،لصعوبة التفريق بين تلك الانواع لتشابه الأعراض.
دعونا لا ننشغل بأعداد المصابين ونفكر كيف نستثمر هذه الظروف الصعبة للتخفيف من حدة الأزمة، ماذا يتوجب علينا فعله نحن كمواطنين، هل علينا فرض التأقلم على انفسنا وتغيير سلوكنا ونمط حياتنا، هل علينا التوجه نحو تكثيف التعلق بالتكنولوجيا باعتبارها الحل لفرض التباعد الاجتماعي من جهة ومواكبة تطور لغة الاتصال العالمية من جهة أخرى.
يقال بأن الحاجة أم الاختراع، وحاجتنا هي الخروج من تداعيات انتشار الفيروس والمساهمة في اكتشاف حلول أخرى تسهل علينا حياتنا، وهذا ينطبق أيضاً على كافة مؤسسات الدولة، فلا يمكن تجاوز الأزمة دون تضافر الجهود والتفكير بتشاركية دون مركزية مطلقة تفرضها الحكومة مختبئة بقانون الدفاع.
ففي ظل هذا الانتشار للوباء أصبح قانون الدفاع عبئاً على الناس، والتفكير بالطريقة التقليدية لن ينفع، فهناك دول تمارس حياتها الطبيعية ولم تغلق مدارسها ولم تفعل قوانين الطواريء في مناطقها.
التركيز في البحث عن الحلول أفضل من البقاء في المشكلة، ورسالتي للناس أنهم إذا أرادوا استمرار نشاطهم دون منغصات أن يلتزموا بقواعد تجنب مسببات المرض والوقاية منها، وأن لا يتم مناكفة ذلك نكاية في الحكومة، وأن يتم الحد في حديثنا عن نظريات المؤامرة والخداع والحرب الاقتصادية "فكلنا بالهوا سوا".
ورسالتي للحكومة ، إتقوا الله فينا، ولتحرصوا على العمل بخطة استراتيجية لها أهداف واضحة دون "التنطع" بحلول مؤقته تنجح ساعة وتفشل لسنوات ويترك تطبيقها المشوه ندوباً غائرة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :