أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة دول عربية كانت تتمنى الهزيمة لاردوغان واخرى...

دول عربية كانت تتمنى الهزيمة لاردوغان واخرى فرحت لانتصاره

09-04-2014 02:41 PM
الشاهد -

لانه يعكس توجه الاسلاميين العرب مستقبلا
الشاهد - عبدالله محمد القاق
الانتخابات البلدية التركية حسمت بشكل واضح نجاح حزب الحرية والتنمية التركي في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي قرر البدء بها في شهر اب المقبل . وقد حذر اردوغان منافسيه في خطاب جماهيري في انقرة بقوله – ان الشعب احبط مخططات خبيثة وافخاخ لا اخلاقية اولئك الذين هاجموا تركيا- والواقع ان اعداء أردوغان في المنطقة العربية على وجه الخصوص ظلوا يمنون أنفسهم بهزيمة ساحقة يتلقاها أردوغان وحزبه تريحهم من الصداع الذي سببه لهم؛ خصوصاً في الدور الملموس الذي لعبه وما يزال لإفشال مخططاتهم ومؤامراتهم لوأد ثورات الربيع العربي، وهو ما حدا بهم لمحاولة ضرب تجربة النجاح التركي بالتحالف مع أعداء أردوغان في الداخل.
ومن المسلم به أن دولا عربية عدة قد تلقت صفعة قوية بفوز حزب أردوغان في الانتخابات التركية، فقد خيمت حالة من الكآبة والاحباط على العديد من العواصم العربية خصوصاً أبو ظبي والقاهرة ودمشق، تبدت بوضوح من خلال الفتور الذي واجه به إعلامهم نتائج الفوز الباهر لأردوغان وتسلية أنفسهم بما ردده الحزب المنافس لأردوغان (حزب الشعب الجمهوري) من حديث عن تزوير في الانتخابات ورغبة في الاعتراض على النتيجة، ان هذه الحالة امتدت أيضاً إلى تيارات سياسية تقع في دول عربية رغم أن حكوماتها تعد داعمة للربيع العربي أو تحتفظ بموقف محايد غير مؤيد أو معارض تجاهه، ويكفي أن نضرب مثلاً على ذلك بإعلام جناح صالح في حزب المؤتمر اليمني وحلفائه على الساحة اليمنية. ومن غير شك فأعداء أردوغان ومنهم القوى المتحالفة في محور الثورة المضادة لإسقاط ثورات الربيع العربي لن يُسلموا بالهزيمة بسهولة لكنهم سيذهبون لتغيير خططهم واستراتيجيتهم المستقبلية تجاه تركيا وقطر حليفها في الساحة العربية ومعها الحركات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. وصحيح أن فوز حزب أردوغان سيكون له أثره الإيجابي على الثورة السورية وحركات المقاومة الفلسطينية (خصوصاً في قطاع غزه المحاصر إسرائيلياً وعربياً)، وسيعطي دفعة للانتفاضة الشعبية في مصر المناهضة لحكم العسكر. لكن أن نقول أنه سينعكس بشكل إيجابي على مستقبل الإسلاميين العرب فذلك قول أحسب أن فيه نظر بسبب الاختلافات البينة بين الإسلاميين الأتراك وأقرانهم العرب. فحزب العدالة التركي ليس حزبا إسلاميا بالمفهوم الشائع في المنطقة العربية، فالدستور التركي الذي يعتبر تركيا دولة علمانية ويحرم ممارسة العمل السياسي من منطلق ديني قد أجبر الإسلاميين الأتراك على تقديم القيم الإسلامية النبيلة كسلوك وممارسة لمسها المواطن التركي عن قرب، خصوصاً بعد تركيز حزب العدالة والتنمية على تلمس هموم المواطن التركي وبذل جهود جبارة لتقديم الحلول الناجعة لها، حيث تمكن من إحداث قفزة اقتصادية كبيرة في تركيا رفعت مستوى دخل الفرد التركي بصورة فارقة على ما كانت عليه قبل وصول الحزب الى سدة الحكم، مع استخدامه لسياسة التدرج والإقناع المجتمعي تمهيداً لما يريد الوصول إليه. والواضح أن حركات الإسلاميين العرب وأحزابهم مازالت بعيدة عن الاقتداء بالنموذج التركي والسير صوبه لأسباب عدة؛ يأتي منها قدرتهم على التعبير عن هويتهم الإسلامية والمطالبة بتطبيق الشريعة، حيث جعلهم ذلك يقدمون الإسلام مجرد شعار وكلام يقال في الخطب من غير أن يشاهد له الناس واقعاً في حياتهم إلا في حالات قليلة، سواء أكان ذلك في مشاركاتهم في المناصب العامة أو من خلال مشاريعهم الخاصة التي يديرها بعض المنتمين إليهم في المجالات الخدمية مثل الصحة والتعليم؛ حيث لم يلمس المواطن العادي في الأغلب ما يميزهم في الإدارة والتعامل والأسعار. إلى جانب ان افتقاد الإسلاميين العرب للعناصر المدربة القادرة على إدارة دولة، نظراً لحصرهم أمور حركاتهم وأحزابهم بيد قلة متنفذة تطغى عليها سمات الجانب الدعوي والخيري أكثر من امتلاكها لقدرات الممارسات السياسية والإدارية والاقتصادية التي تتطلبها إدارات الدول، هو ما يعبر عنه قادة حركة النهضة التونسية (راشد الغنوشي وعبدالفتاح مورو وغيرهم) في طروحاتهم عندما عزوا أسباب فشل الإسلاميين في الحفاظ على فوزهم الذي منحته لهم الجماهير عبر صناديق الاقتراع بالتوقف عند قدرتهم الملحوظة على الحشد، وعدم تأهيل كوادرهم وتوسيع دائرة الشراكة ليتمكنوا من إدارة الدولة وتحقيق تطلعات الناس التي من أجلها منحوهم أصواتهم، وهو ما ساعد على سقوطهم. تصريحات الغنوشي ومورو تجعلنا نقول بأن حركة النهضة التونسية ستكون أقرب الأحزاب الإسلامية العربية استفادة من التجربة التركية، وقد تبدى ذلك من خلال قدرتهم على المناورة والخروج من الأزمة التونسية التي أعقبت فوزهم بالانتخابات بأقل الخسائر، وذلك بعكس إخوان مصر الذين وضعوا أنفسهم بين خيارين: إما كسب كل شيء أو خسارة كل شيء؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أن حجم الضغوطات والمؤامرات الخارجية والداخلية كانت في مصر أقوى بكثير مما هي عليه في تونس وبقية الأقطار العربية، وذلك لأن مصر تقع في موقع القلب من الوطن العربي. قد يأتي حزب العدالة والتنمية المغربي في المرتبة الثانية بعد حركة النهضة استفادة من واقع التجربة التركية، وذلك للانفتاح والتنور الذي يتميز بها الإسلاميون في بلاد المغرب العربي، بينما يفضل إقرانهم في المشرق العربي السير في الاتجاه المحافظ الذي يشوبه الجمود وعدم الرغبة بالتجديد بشكل ملحوظ. الإخوان في مصر صار لهم ظروفهم الخاصة التي قد تجعلهم بعيدين عن كراسي السلطة في مصر لمدة ليست بالقصيرة، ومثلهم إخوان سوريا الذي يربط أنصار الثورة السورية وأعدائها عملية الخروج من الأزمة التي صارت تعيشها سوريا بإبعادهم عن كراسي السلطة في سوريا ومعهم بقية الحركات الإسلامية، خصوصاً بعد الإعلان السعودي الذي صنفها كحركات إرهابية. إسلاميو اليمن (حزب الإصلاح) ومعهم إخوان الأردن وحزبهم (جبهة العمل) كان لهم مشاركاتهم السياسية وعلاقات حسنة مع الأنظمة القائمة في بلديهما من قبل ثورات الربيع العربي وهو ما يميز تجربتهما، إلى جانب أن العمل السياسي لديهما لا يختلط بالمرجعية الإسلامية فقط لكن يمتد ليشمل الأعراف والتقاليد الاجتماعية بسبب التركيبة القبلية والعشائرية التي تطغى على المجتمعين اليمني والأردني وهو ما عكس نفسه على التركيبة السياسية على الإسلاميين في البلدين. الانتخابات التركية اوضحت بجلاء دور اردوغان في النهوض بالاقتصاد والتعليم والثقافة التركية والتي احدثت تحولا ملموسا في سياسة تركا النموذجية في الوطن العربي واوروبا





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :