منى نعلاوي

يقال بأننا لا نذكر المبدعين إلا عند الموت ، لا تخلد أعمالهم في حياتهم ذكراهم كما هي في موتهم ، فها هي اليوم تضج مواقع التواصل الاجتماعي ناعية الكاتب و الشاعر والمترجم والإعلامي والناقد الأردني الياس محمد سعيد العبيدي والذي توفي اليوم بعد حياة حافلة بعدد من المؤلفات الشعرية ومترجمات تحسب له ولإسمه الكبير ، الفكرة ليست في موت أحد الأدباء الأردنيين وحسب ؛ ولكنها في موته وحيدا ، فقيرا شريدا ، جريحا ، والأهم أنه كان مريضا بحاجة إلى علاج لم يكن يملك ثمنا له ، وقد نعى نفسه عبر صفحته على موقع ' الفيس بوك ' بكلمات مؤثرة تنبئ بها بوفاته قبل أسبوعين تقريبا ؛ فكتب ' لا أظن أنهم سيشعرون بالخجل من أنفسهم حين تدلهم القطط على رائحة جثتي ' ، فأين هي وزارة الثقافة من مبدعينا الأردنيين أيا كانت مجالات إبداعاتهم ، لماذا هي بعيدة كل البعد عن حاجاتهم المادية وخاصة في كبرهم ومرضهم ...
تواصلت ' رم ' مع نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين أكرم الزعبي والذي كان الشاعر العبيدي عضوا فيها وأفاد بأن الرابطة والتي تضم في عضويتها 1100 كاتب ، ومن خلال إدارتها السابقة حاولت الحصول على دعم مادي له من وزارة الثقافة ولكن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد نتيجة جائحة كورونا قد تكون أخرت هذا الموضوع ، وحسب الزعبي فإن هناك أقاويل حول ذلك تفيد بأن بعض المساعدات كانت في طريقها إليه ولكن حتى وفاته لم يرد الرابطة أي شيء من هذا .
هذا وقد نعاه عدد من الزملاء على مواقع التواصل الاجتماعي منهم الزميل الصحفي والإعلامي أكرم الزعبي والذي وجه عددا من الأسئلة إلى وزارة الثقافة ممثلة بمعالي وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي عن فتح ملفات قوائم مساعدات المتعطلين من أعضاء الرابطة عن العمل الأخيرة وكيف تمّ وضع الأسماء؟ ولماذا لم تناقش في الهيئة الإدارية و هو أحد أعضاء إدارتها؟ حتى أنه لم يتم أيضا في ' جروب ' الهيئة على تطبيق الواتساب الذي يتم فيه نقاش كل شيء وتم تغييب الكثيرين من أعضاء الهيئة ؟ ولماذا تمّ استبعاد اسم (إلياس) منها؟ وبأي حقّ يستبعد؟ ومن يشبه حالة إلياس تمّ استبعاده ولماذا؟ .
أما الزميل الصحفي محمد أبو عريضة فقد وصف قصة العبيدي بأنها مؤلمة ، وكتب أبوعريضة عبر صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ' لقد مات الياس ، مات تاركا خلفه قصة صراعه مع البؤس والفقر ' ذاكرا قضية الجرائم الإلكترونية التي رفعها عليه رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ردا على منشوره الأخير على صفحته المذكور سابقا ، والذي من المفترض أن يكون معيلا لزميله في ظروف مرضه وفقره ، لا أن يختصم معه في المحاكم .
فإلى متى سيبقى فنانو ومبدعو ومثقفو الأردن والذين قدموا لوطنهم الكثير مغيبين عن كل مشاهد الكرامة والإجلال والتي هي أبسط حقوقهم على أرضهم .