أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة تضاؤل الامال بعقد جولة جديدة من المفاوضات...

تضاؤل الامال بعقد جولة جديدة من المفاوضات الدولية لحل الازمة السورية

27-03-2014 11:25 AM
الشاهد -


طرد المعارضين من يبرود وقلعة الحصن سيقضي على كل الامال بالحل السياسي للازمة
الشاهد: عبالله محمد القاق
بات في حكم المؤكد عدم انعقاد جنيف 3 لحل الازمة المتفاقمة في سورية بسبب الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا حول شبه جزيرة القرم وتلويح الاخضر الابراهيمي المبعوث الاممي الى سورية بالاستقالة من مهمته كوسيط في سورية فضلا عن ان النظام السوري قام مؤخرا بطرد المعارضين من مناطق رئيسية في دمشق ويبرود وقلعة الحصن الشهيرة في حمص وتضييق الخناق على المعارضين السوريين والحيلولة دون حصولهم على الدعم العسكري من لبنان بشكل واضح وصريح اعترفت به الاوساط الدولية وفي اروقة الامم المتحدة فالخلاف الاميركي الروسي حول شبه جزيرة القرم وفرض العقوبات على شخصيات روسية واخرى اميركية سيزيد من حدة التوتر بين البلدين الراعيين للحل السوري سياسيا والواقع ان الاتحاد الأوروبي الذي تعرض لسخرية موسكو يحتاج إلى فرض عقوبات أشد كثيرا بخصوص القرم لحمل الرئيس فلاديمير بوتين على أخذها مأخذ الجد لكن قدرته على الاتفاق على مثل هذه العقوبات محدودة وقد يكون الوصول الى إجماع عليها متعذرا أصلا. واتسم رد موسكو بالاستهانة بالمرحلة الأولى من عقوبات الاتحاد الأوروبي المتمثلة في حظر سفر 13 مسؤولا روسيا وثمانية مسؤولين من القرم إلى دوله وتجميد أصولهم فيها. وسخر نائب رئيس الوزراء ديمتري روجوزين في موقع تويتر من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واصفا خطواتهما بالضعف وقلة الشأن.
ويتفق بعض وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في صمت مع هذا التقدير ويشعرون بالإحباط. وكانوا يريدون عقوبات أشد تأثيرا لكن فرض العقوبات في الاتحاد الأوروبي يتطلب الإجماع ومن ثم فأي إجراءات لا يمكن أن تتجاوز ما تسمح به الدولة صاحبة القدر الأكبر من التحفظات. ومن بين الدول المتشككة النمسا التي قال مستشارها فيرنر فايمان العقوبات لا تحل المشاكل. الحل غير ممكن إلا بالتفاوض.
واجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاسبوع الحالي حيث ناقشوا توسيع العقوبات التي تهدف إلى وقف عملية ضم القرم إلى روسيا بإضافة أسماء جديدة إلى قائمة حظر السفر وتجميد الأصول قد تتضمن بعض أقطاب المال. ويلقى تصعيد العقوبات مقاومة شديدة.من الروس وفي مأدبة غداء أقيمت قبل فرض المرحلة الأولى من العقوبات الإثنين ببضعة أيام حذر أحد سفراء الاتحاد الأوروبي من التحرك أسرع مما ينبغي أو بقوة أكبر مما ينبغي في التصدي لموسكو. وقال لا نريد أن ينتهي بنا الأمر إلى تصعيد لا نعرف إلى أين سيأخذنا مضيفا أن الحال يجري دائما على هذا المنوال إذ ما أن تبدأ الخطوة الأولى في فرض عقوبات حتى ترتفع الأصوات التي تطالب بفرض المزيد من الإجراءات الأشد تأثيرا لزيادة الضغط. وتساءل ماذا ستفعلون عندما تنفد العقوبات؟ ملمحا إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يريد ولا يطيق الدخول في مواجهة أقرب إلى القوة مع روسيا. وفي النهاية انضمت دولة السفير إلى بقية الدول في الموافقة الإجماعية على الإجراءات التي جاءت أقل شدة من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي الذي كان يريد إضافة أربعة أسماء أخرى على الاقل الى القائمة الأوروبية وقوبل برفض بقية الدول الأعضاء قمنا بما قلنا أننا نستطيع القيام به لكن نعم الولايات المتحدة من المريخ ونحن من الزهرة. وأصاف قائلا أود أن أشير إلى أننا لسنا بالغي التحمس فيما يخص فرض العقوبات لأننا سنكتوي بنارها.
وفي حين ان من المحتمل ان تتمكن الدول الأعضاء الثماني والعشرون هذا الأسبوع من الاتفاق على توسيع القائمة -أبلغ دبلوماسيون رويترز أن قرابة 100 إسم قيد البحث- لكن من غير المرجح أن يؤثر ذلك في روسيا كثيرا. ومن ثم فالسؤال الحاسم هو هل يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتفق على الخطوة التالية وهي تصعيد العقوبات لتتضمن إجراءات مالية وتجارية وهي إجراءات من شأنها أن تلحق ضررا مباشرا بصادرات روسيا وشركاتها وبنوكها وبالتالي بالاتحاد الأوروبي أيضا. والمرحلة الثالثة التي اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي في السادس من ذار على الانتقال إليها إذا اتخذت روسيا خطوات أخرى لزعزعة استقرار أوكرانيا مشابهة للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي. وهي تنطوي فعلا على عواقب خطيرة بالنسبة إلى موسكو. لكن المشكلة هي أن كل دول الاتحاد تقريبا لا تريد مجرد التفكير فيها فما تنطوي عليه من عواقب خطير سواء من حيث تأثيرها على التجارة الثنائية أو من حيث ما يمكن أن تجلبه على دول الاتحاد من ردود انتقامية روسية. فمن فنلندا -التي تشارك روسيا حدودا طولها 1300 كيلومتر وتاريخا من العداء- إلى قبرص التي تربطها بروسيا علاقات وثيقة في القطاعات المصرفية والعقارية والاستثمارية فان كل دولة تقريبا من دول الاتحاد الأوروبي لديها اسبابها التي تجعلها تشعر بالقلق. وألمانيا من بين أكثر الدول تصميما على التصدي لموسكو لكنها تحصل من روسيا على 40% مما تستهلكه من الغاز. وتريد بريطانيا اتخاذ موقف متشدد لكن الشركات الروسية وأقطاب المال الروس يستخدمون لندن مركزا ماليا لهم. ولفرنسا تعاملات مع روسيا تقرب من 50 مليار دولار. ولأسبانيا والبرتغال وإيطاليا ورومانيا وبلغاريا واليونان ودول البلطيق أسباب مماثلة أو قريبة من ذلك للتردد وكذلك النمسا.
وقال نايجل كوشنر المدير المسؤول لمكتب دبليو ليجال للمحاماة في لندن والذي لا يرى فرصة تذكر للتصعيد سنصل إلى المرحلة التي تتعرض فيها دول الاتحاد الأوروبي التي لها مصالح واستثمارات في روسيا لأضرار جسيمة. ويضع هذا الاتحاد الأوروبي في مأزق. يمكنه أن يضيف هذا الأسبوع مزيدا من الأسماء إلى العقوبات القائمة ويحافظ على وحدته حتى لو كانت إجراءاته غير مؤثرة بالنسبة إلى روسيا. أما المضي خطوة أبعد.. الخطوة اللازمة لإيلام موسكو فهذا مسألة بالغة الصعوبة ومثيرة للانقسام وروسيا تعرف ذلك. وبدلا من ذلك قد لا يجد الاتحاد الأوروبي أمامه إلا البحث عن سبل دبلوماسية لتأنيب موسكو على أن يقبل مضطرا وفي صمت أن القرم باتت في يدي روسيا وأن وحدة أراضي أوكرانيا -وهو الشعار الذي ردده الاتحاد على مدى الشهر المنصرم- قد تبددت. HYPERLINK "mailto:abdqaq@orange.jo"abdqaq@orange.jo رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :