الشاهد - رسالة إلى دولة الرئيس
دولة الرئيس المحترم ...
لقد جاءت حكومتكم بكتاب تكليف سامي ، مضامينه كانت إنطلاقة الدولة لمشروع نهضوي تجديدي برؤية ملك ، وبما يحقق طموحات وآمال الأردنيين في المملكة الرابعة بدولة العدالة والإنتاج والإصلاح السياسي .
- وبقيت حكومتكم ترواح مكانها بتعديلات وزارية غير مسبوقة بكثرتها ، وما ترافق من تعيينات في مواقع قيادية شابها الكثير من الغمز واللمز لدى المجتمع الأردني . ولأول مرة يحدث استفتاء شعبي في كافة محافظات المملكة ، برفض المحافظات إستقبال الوفود الوزارية لحكومتكم ، تعبيراً عن رفضهم لقانون الضريبة الذي كان استفتاءاً شعبياً برفض نهج الحكومة ، وهو القانون الذي اطاح بحكومة سلفكم بالإحتجاحات الشعبية .
دولة الرئيس .
في عهد حكومتكم تصاعد حجم المديونية وعجز الموازنة وإرتفاع بحجم البطالة بأرقام قياسية وزيادة بمعدلات الفقر ، وتراجع بنوعية الخدمات ، وغياب معيار موحد لخريطة الوطن الجغرافية السكانية ، لتقديم الخدمات بنوعية وعدالة لكافة مناطق المملكة . وبقيت ضريبة المبيعات بذات المقدار بين الاغنياء والفقراء ، وتحدي البطالة قائماً بقنبلته الموقوته .
دولة الرئيس المحترم .
من نافلة القول ، أن حكومتكم غيبت الحوار الوطني المسؤول مع كافة المكونات الوطنية والسياسية والحزبية والنقابية والإتحادات والقوى الإجتماعية والإقتصادية ، وإصطنعت الإحتقانات في عديد الملفات والقضايا في البلاد ...
دولة الرئيس .
الشعب بكافة مكوناته يتابع بفخر لجولات جلالة الملك الميدانية في أرض الوطن ، ولقاءته الميدانية مع عديد قطاعات الإنتاج ، ويتابع هذه التوجيهات الملكية المتواصلة لحكومتكم بقضايا غاية الأهمية لمستقبل الأردن في مرحلة حرجة عالمية ، ودعوة جلالته المستمرة للقطاع الزراعي والتصنيع الزراعي وتوسيع رقعة الأراضي القابلة للزراعة كمشروع وطني كبير ، لتشغيل اليد الاردنية ولتحقيق الأمن الغذائي ودور هذا القطاع في زيادة حجم الصادرات .
والقطاع الطبي على مستوى تعزيز القدرات الصحية ونوعية الخدمات للأردنيين والصناعات الطبية .
وتوجيه جلالته للنهوض بواقع الصناعات المحلية وتحفيزها .
والتأكيد الملكي المتواصل على الإقتصاد الوطني الإنتاجي المستقل بالإعتماد على الذات ، وحتى الآن نهج حكومتكم ، هو نهج مالي وأبعد ما يكون عن منظومة الإقتصاد المتكامل ، والسعي نحو االإستغلال في الثروات والموارد في البلاد ، وحتى تغيب لحوافز وتشجيع رأس المال الوطني في الإستثمار والمشاريع الإنتاجية ، ولا زال التفكير بعقلية البنوك والإستثمار البنكي .
دولة الرئيس المحترم .
هل لدولتكم العودة لمضامين كتاب التكليف السامي ؟ وهل لدولتكم ، إعلان ما تم إنجازه من هذه المضامين على أرض الواقع ، وقبل حدوث أزمة كورونا ؟ و بعيداً عن خطاب الموظفين لحكومتكم !
دولة الرئيس .
لا يمكن لأبسط قواعد العمل السياسي ، القبول بأن تكون أزمة كورونا المستجدة ، غطاءاً لفشل في ترجمة وتنفيذ مضامين كتاب التكليف السامي ! والتي يمكن العودة لها ومطالعتها . وحتى الآن كل سياسات حكومتكم ، ما هي إلا إجراءات وقرارات لموظفين ، ولا تصل لمفاهيم ورؤية رجال الدولة !
دولة الرئيس .
الجميع يدرك ، أن نجاح الأردن بإحتواء هذه الجائحة كانت بالإجراء الذي اتخذه الملك ببداية هذه الأزمة ، ومن ثم جاء دور الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها التي كانت تعمل بأريحية نتيجة قرار الدولة المبكر من إغلاق الحدود ، وتحمل المواطنين فيما بعد لكافة إجراءات الدولة وإنحياز المواطنين لدولتهم ومؤسساتها وأجهزتها .
دولة الرئيس .
- الأردن و بحمدالله وبحكمة وشجاعة جلالة الملك وقواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية وتلاحم الأردنيين في خندق الدولة ، استطاع ان ينجو من حرائق على حدوده بصراعات دامية وحروب بالوكالة وإرهاب فتك بالشعوب وأسقط الدول ، وبقيت المملكة شامخة قوية بمليكها وشعبها وجيشها والأجهزة الأمنية .
- دولة الرئيس .
نعم لقد نجا الأردن من حرائق مشتعلة ، ونجح بالسيطرة والإحتواء للجائحة ، ولكن هناك سؤالين :
1- هل تمتلك حكومتكم مشروعاً وطنياً وفق آليات ومدد زمنية محددة لكافة شؤون الدولة ، إقتصادياً، إجتماعياً وسياسياً ، والمملكة على أبواب مئويتها الثانية ، للأردن القوي بحلول لتحدياته الداخلية ، وليمارس دوره الإقليمي بالإعتماد على الذات ، وجبهة داخلية متماسكة بحلول لقضايا المواطنين بتحدي البطالة وبما يوفر نوعية خدمات وحياة كريمة لهم ، وإقتصاد يعزز من مناعة الوطن السياسية ؟
2- هل تمتلك دولة الرئيس الإرادة والقرار بعدم الخضوع لرأس المال ، تحت عناوين الإنفتاح على حساب صحة الأردنيين وحماية الوطن ، من جائحة تتصاعد في دول الاشقاء ، وللأسف اصبحو فاقدين السيطرة عليها ، وأن لا يضيع نجاح الدولة وتميزها تحت ضغط رأس المال ، أو هروب الآخرين من اوطان فتكت بها كورونا ، وفتح أبواب الوطن لهم دون إجراءات صحية والتي تطبق على الأردنيين ؟
وهل تملك خطة بإحتمالية عودة الآلاف من الأردنيين لوطنهم دون تكليفهم إقامة الفنادق ؟
ونذكركم أن جائحة كورونا هلاك للشعوب وإضعاف للدول !
- نعم المرحلة صعبة وحرجة عالمياً بتحولاتها ، ولكن لقد أرهقت الجميع يا دولة الرئيس ، بعد أربعة تعديلات وزارية وقانون دفاع يمكنكم من تجاوز البيروقراطية ، وهي فرص لم تُمنح لرئيس وزراء في تاريخ المملكة !