الشاهد - د.أحمد زياد أبو غنيمة
نحتفل في وطننا الاردني الحبيب يوم غد الاثنين ٢٥ / ٥ / ٢٠٢٠، بذكرى الاستقلال الرابع والسبعين لوطننا الغالي.
والاستقلال في معانيه العظيمة لم يكن ليحصل، لولا تظافر جهود وتضحيات القيادة والشعب وقواه الحية منذ تاسيس امارة شرقي الاردن حتى حصلنا عليه في ٢٥ / ٥ / ١٩٤٦.
واستقلال اي دولة، لا يكتمل الاحتفاء به إلا اذا عاش الشعب هذا الاستقلال واقعا حياً يلمسونه، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
نحتفي بعيد الاستقلال ال ٧٤ ، والشعب ما يزال يئن تحت وقع الضربات الحكومية التي انهكته اقتصاديا واجتماعيا.
ونحتفي به، والشعب ما زال يتطلع لبرلمان يمثله تمثيلا حقيقيا دون تدخلات جراحية تجريها الدولة.
ونحتفي به، والشعب ما زال يتطلع لحكومات منتخبة يستطيع محاسبتها ومراقبتها.
نحتفي به بعد ٧٤ عاما، والهوية الوطنية الاردنية أصابها خلل كبير، فالحكومات المتعاقبة فرّغت الهوية الوطنية الاردنية من مكوناتها التي تاسست على ضوئها، فلا احد يزعم اننا دولة تسترشد بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ونحن نرى مظاهر ورموز العلمانية تطغى في تشكيلة مراكز القوى داخل الدولة والحكومات التي تتشكل،
ولا احد يزعم اننا دولة تتجه نحو العصرنة ونحن نلمس تقييد الحريات والتعسف في استخدام القوانين والتضييق على قوى المعارضة وشيطنتها ،
ولا احد يزعم ان لدينا مسيرة ديمقراطية سليمة، وكل مجلس نواب ياتي يكون مسلطا على رقاب الشعب بتحالفه مع الحكومات ضد الشعب.
الاستقلال الذي يتطلع إليه الشعب الاردني العظيم بان يكون متكاملا ، يكون بان يعيش الاردني حرا كريما عزيزا في دولته، تكون حقوقه واجبات على الدولة تحقيقها وليس امنيات يتمنى حدوثها.
كل عيد استقلال والاردن الحبيب وشعبه العظيم، يرتقي سلّم المجد الذي يستحقه لصبره ونضاله وحرصه على اردننا الغالي سالما آمنا منذ ٧٤ عاما ولا يكل ولا يمل.