أخر الأخبار

التحدي الكبير

16-05-2020 01:15 AM
الشاهد -

ربى العطار

 

نستذكر  بكل ألم، الذكرى الثانية والسبعون لنكبة العرب عموماً وفلسطين على وجه الخصوص، والتي حملت شريطاً مؤلماً من الذكريات القاسية، والخيبات المتتالية، وجعلت من خلية الصهاينة السرطانية تنتشر في جسد هذه الأمه المثقل بالجراح، والذي لا يملك المناعة الكافية لاستئصالها والتخلص منها، فأصبحت واقعاً ثقيلاً يجثم على صدورنا، وينهش في عروبتنا وغيرتنا على اشقائنا في فلسطين المحتلة.


الجديد المؤلم في هذه الذكرى، أنها أفرزت نكبات جديدة وسهلت على الاعداء سهولة الانقضاض، فدول عربية تنصلت من واجبها تجاه القضية الفلسطينية، وليس هكذا فقط، بل أنها تدافع عن ذلك بشكل وقح، وتدعو إلى عدم الاعتراف بالقضية الفلسطينية وبأنها القضية شأن خاص بالفلسطيننيين دون غيرهم، فأصدر مغردون يتبعون لتلك الدول الشقيقة (للأسف) هاشتاغات مستفزة وعنصرية بعناوين مختلفة، مثل (فلسطين ليست قضيتنا).
هذه الانانية والابتعاد عن الهم العربي المشترك، ليست سوى عوامل تدعو إلى الحذر من مستقبل تضيع معه فرص حل الدولتين ويقبل بحل الدولة الواحدة، ويجعل من حلم الوحدة سراباً لا يمكن حتى التفكير فيه.


جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بالتزامن مع ذكرى النكبة، كانت له مقابله على مجلة ” دير شبيغل” الألمانية حملت في طياتها إصراراً على الحفاظ على الوحدة العربية وتحقيق حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، شدد خلالها على موقفه الحازم تجاه أية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية لصالح دولة الإحتلال الإسرائيلي، ومحذراً جلالته، بأن إسرائيل اذا قامت بضم أجزاء من الضفة الغربية فإن ذلك سيؤدي إلى صدام كبير مع الاردن، مع دراستنا لكافة الخيارات.


إن موقف الملك يدعو إلى الاعتزاز بهذه القيادة العربية الهاشمية، التي لم تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحملت على عاتقها المحافظة على الاعتراف بحقوق الفلسطينيين والدفاع عنهم كابراً عن كابر، رغم المحاولات المستمرة من الأشقاء والاصدقاء للتضييق على المملكة الاردنية الهاشمية، واضعاف موقفها لتمرير مخططات خبيثة هدفها تصفية القضية الفلسطينية.


الملك ليس وحده في المواجهة، فكل أردني وفلسطيني وعربي غيور على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ومؤمن بحق الشعب الفلسطيني هو سند لموقف الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.


إن هذا التحدي الكبير لإرادة الشعوب العربية الذي تقوده غطرسة صهيونية وخيانة من القريبين وتواطؤ من الكبار، يتطلب منا الوقوف بشكل حازم يداً بيد مؤيدين لموقف الملك عبدالله لرفض ما من شأنه تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :