تطاول مدير مستشفى خاص على إعلامية أردنية بمجرد أن تواصلت معه لمنحه حق الرد في قضية إعلامية، ليظهر جانباً من أزمة أخلاقية إضافية في البلاد تتعلق ببعض مُلّاك القطاع الخاص، وليسجل حادثة ثانية في أقل من يومين في مؤسسة إعلامية أردنية تتضمن تعدٍّ لفظيٍّ على العاملات من النساء.
وتعاملت المذيعة القديرة والملتزمة روان الجيوسي والتي كانت تحاور أحد أصحاب المستشفيات الخاصة، بهدوء كبير أثناء بث برنامجها الإذاعي على راديو البلد، والذي يمتاز باهتمامه المجتمعي الحقوقي.


وراديو البلد من بين عدد قليل من الإذاعات التي لا تزال عاملة من استديوهاتها برغم أزمة كورونا التي تسببت بالكثير من الإغلاقات في البلاد.
وفي تفاصيل الخبر اتصلت معدّة البرنامج الخاص الذي تقدمه الجيوسي بمدير مستشفى خاص بعد شكوى وردت للبرنامج حول تخفيض رواتب الممرضين، وبعد ثوانٍ من انضمام مدير المستشفى للهواء مباشرة بدأ بالصراخ وكيل التهم بالتشهير للإذاعة والمذيعة.

واستخدم الرجل كل معلّبات التهم من اعتبار المذيعة والإذاعة يطعنان بالبلاد وبنقص الوطنية مطالبا المذيعة بالتواصل معه بصورة شخصية وليس عبر الإذاعة، كما ختم مكالمته بالشتم لمعدة البرنامج.
وحاولت الجيوسي وفق فيديو نشره الراديو على صفحته عبر فيسبوك مقاطعة الضيف باحترام غير انه لم يستمع واستمر بالصراخ لنحو 4 دقائق متواصلة، كما حافظت الجيوسي على هدوئها بعد نهاية الحوار، واعتذرت عن الفاظ ضيفها النابية، بصورة اعتبرها الناشطون والاعلاميون مهنية عالية.

وعبر اعلاميون كثر عن تضامنهم مع الجيوسي، التي تعدّ واحدة من محترفات الإعلام الإذاعي وإحدى رائدات الإذاعات المجتمعية والمشتبكة بالتفاصيل الحقوقية دوما.
ومن الواضح أن الحجر الصحي الذي تفرضه الحكومة لغايات الحد من انتشار فايروس كورونا ساهم بفضح بعض الممارسات السلبية ضد المهنيين والاحترافيين خصوصا من النساء، إذ وقبل نحو 48 ساعة فقط كان الأردنيون يتعاطفون مع معلمة هاجمها نقيب أصحاب المدارس الخاصة واتهامها بالحقد الطبقي.

وحذرت المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة من زيادة العنف ضد النساء في فترات الحجر الصحي المتعلقة بكورونا المستجد.

وعبر إعلاميون كالمذيعة الشابة رايا يعقوب، والصحفي العربي مالك عثامنة والمذيع الرياضي محمد شكس، وغيرهم مع الجيوسي، في حين اكتفى أقارب صاحب المستشفى بالقول انه خشي على سمعة مستشفاه."الرأي اليوم"