أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك المناشير الصامتة تقود عجلون الى التصحر

المناشير الصامتة تقود عجلون الى التصحر

15-01-2014 09:49 AM
الشاهد -

في فصل الشتاء تعود ظاهرة الاعتداء على الثروة الحرجية من جديد

الشرمان: كثفنا دوريات المراقبة على مدار 24 ساعة

الشاهد – راكان القداح

بات مشهد الاعتداءات المتكررة على الثروة الحرجية في محافظة عجلون من الظواهر المتكررة والمتفاقمة إلى درجة قيام عدد من الأشخاص بامتهان بيع أخشاب الأشجار الحرجية التي يعدمونها بواسطة استخدام "الماتورات الصامتة" أو "الماتورات" التقليدية ما يشكل تحديا مباشرا للسلطات المعنية في المحافظة. وفي موسم الشتاء من كل عام تعود ظاهرة الاعتداء على الثروة الحرجية لتظهر من جديد خاصة في الغابات الحرجية التي يتواجد بها أشجار السنديان والبلوط والتي يعتمد عليها الكثير للتدفئة من برد الشتاء في ظل العقوبات غير الرادعة بحق المعتدين . وشهدت محافظة عجلون اعتداءات متكررة على الثروة الحرجية والأشجار النادرة والمعمرة من خلال تقطيعها في فصل الشتاء وما خلفته العاصفة الثلجية الأخيرة بهدف استخدامها للتدفئة أو البيع . وقال محافظ عجلون الدكتور محمد سميران أن المنخفض الجوي الأخير سبب خسائر كبيرة في الثروة الحرجية في محافظة عجلون الأمر الذي جعل مواطنون يستغلون المنخفض الجوي للاعتداء على هذه الأشجار باستخدام أنواع مختلفة من المناشير منها الصامتة والتقليدية . وأشار سميران انه ومن خلال جولاته الميدانية على المناطق الحرجية التي تأثرت من العاصفة الثلجية لاحظ آثار قيام بعض الأشخاص بتنظيم اعتداءات على الأشجار المتضررة واقتلاعها من جذورها ، مبينا انه ومن خلال التعاون والتنسيق ما بين مديرية الزراعة والأجهزة الأمنية والجهات المعنية تم تسيير دوريات راجلة في مختلف المناطق التي تشهد اعتداءات منظمة لضبط المتجاوزين وتنظيم ضبوطات بحقهم ومصادرة الأخشاب التي جمعوها . وأضاف سميران أن خطتنا للحفاظ على الثروة الحرجية مبنية في أساسها على الشراكة والتعاون مع المواطنين ومديرية الزراعة ومديرية الدفاع المدني لحماية الغابات والأشجار الحرجية من الاعتداءات والحرائق. وبين انه تم تخصيص عدة دوريات تعمل على مدار الساعة مزودة بكافة اللوازم والمعدات الضرورية لمواجهة حالات الطوارئ والحرائق والاعتداءات التي تشهدها الغابات الحرجية في المحافظة بين فترة وأخرى إضافة لمحطات وأبراج المراقبة لافتا أن وزارة الزراعة عززت طاقم موظفي زراعة عجلون بـ (50) موظفاً يعملون في مجال جمع الأضرار التي خالفتها العاصفة الثلجية . ودعا سميران المواطنين إلى التعاون والتقيد بإرشادات الدفاع المدني ومديرية الزراعة للحفاظ على الثروة الحرجية من التقطيع أو إشعال النيران بها والإبلاغ عن أي عابث أو مستهتر يحاول الأضرار بهذه الثروة الوطنية . لافتا أننا في المحافظة نسعى إلى تطبيق عدد من الإجراءات لحماية هذه الثروة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من تسول له نفسه العبث بموجودات الطبيعة إضافة إلى دور وزارة الزراعة في تكثيف دوريات الرصد والمتابعة وانتشارها في جميع الأماكن التي تشهد اعتداءات متكررة إضافة إلى دور الشرطة البيئية والتي يجب تفعيلها بشكل اكبر. وقال مدير زراعة عجلون المهندس رائد الشرمان لـ الشاهد انه تم خلال الفترة الأخيرة تحرير 276 ضبط حرجي منها 26 خلال العاصفة الثلجية مبينا أن الوزارة وضعت كافة الإمكانيات تحت تصرف المديرية وخصوصا بعد تعرض المحافظة للعاصفة الثلجية التي أدت إلى تكسير الأشجار الأمر الذي أدى إلى زيادة الاعتداءات على هذه الأشجار بهدف استخدامها في التدفئة . وأضاف الشرمان أن الثروة الحرجية شهدت في فصل الشتاء اعتداءات كبيرة من قبل المواطنين الأمر الذي يفرض على مديرية الحراج تكثيف دورياتها على مدار 24 ساعة لمضاعفة مراقبتها من خلال كوادرها المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة. وبين الشرمان أن دوريات قسم الحراج تعمل على مدار الساعة لمراقبة الثروة الحرجية في المحافظة لضبط عمليات الاعتداء من قبل بعض الأشخاص الذين يمتهنون قطع الأشجار بالإضافة إلى أن السيارات بحاجة إلى صيانة مستمرة بسبب صعوبة الطرق التي تتجه إليها هذه السيارات، الآمر الذي يعرقل مراقبي الثروة الحرجية عن القيام بواجباتهم على أكمل وجه. وأكد الشرمان حاجة المديرية إلى زيادة أعداد الطوافين وعمال الحماية الذين يبلغ عددهم 70 عاملا وهناك دوريات متحركة على مدار الساعة بالتعاون مع الأجهزة المعنية وذلك لضبط أي مخالفة اعتداء ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها مبينا انه تم تعيين 50 عامل مياومة لجمع الأغصان والأشجار التي تكسرت أثناء المنخفض القطبي . وبين الشرمان انه أثناء العاصفة الثلجية تم التعامل مع كافة الشكاوى حيث ساهمت آليات المديرية بفتح الطرق الزراعية المغلقة مشيرا انه سيتم تقييم نتائج الحملة التي قامت بها المديرية أثناء العاصفة الثلجية بعد استكمالها . من جهته حذر نائب رئيس جمعية البيئة الأردنية الزميل علي فريحات من زوال هذه الطبيعة التي تنفرد فيها محافظة عجلون من دون محافظات الوطن قائلا أننا لم نعد نخشى من اعتداءات المواطنين فحسب لكن الخطر الداهم يأتي من تجار الحطب الذين يستخدمون المنشار الأخرس لتقطيع مئات الأشجار وبيعها للتجار والذين بدورهم يستمتعون بدفء أحطاب عجلون ويجهلون مدى خطورة ذلك على البيئة وطبيعة المحافظة المحسودة أصلا على أشجارها التي تمتد من جبال السلط حتى حدود بلدية اربد مشيرا أن سعر طن الحطب وصل إلى 150 دينارا عند هؤلاء التجار . وأضاف فريحات أن الأمر لم يقتصر على ذلك وإنما امتدت الاعتداءات لتصل إلى حراس الغابات المجردين من أي وسيلة دفاع فهم لقمة صائغة لهجمات واعتداءات الشبان الذين يتجمعون وينظمون أعمالهم من اجل تقطيع اكبر كمية ممكنه من الحطب لجني أسعار تتناسب وأعداد الشركاء في العملية . وقال المواطن احمد عد الحميد الشويات انه يتوجب على الجهات المعنية اتخاذ قرار بمنع استخدام ماتورات الحطب إلا بترخيص من وزارة الزراعة ومصادرة هذه الماتورات في حال تم ضبطها مع أي مواطن يستخدمها بدون ترخيص . وأشار الشويات انه يتوجب على وزارة الزراعة زيادة أعداد مراقبي الحراج لما تشهده الثروة الحرجية من اعتداءات متكررة تساهم في تدمير جمالية الغابات مطالبا وزارة الزراعة بتكثيف دوريات الرصد والمتابعة وانتشارها في جميع الأماكن التي تشهد اعتداءات متكررة إضافة إلى دور الشرطة البيئة والتي يجب تفعيلها بشكل اكبر . ويشار أن الأحراش تغطي مساحات كبيرة من أراضي محافظة عجلون وتتكون هذه الأحراش من شجر البلوط و السنديان والبطم وبعض الأشجار البرية الأخرى إلا أن أشجار السنديان هي الأكثر تعرضا للاعتداء من قبل تجار الحطب والأخشاب متجاهلين أهمية هذه الأشجار التي باتت المتنفس الوحيد لأبناء المحافظة والزائرين من خارجها . وقدرت مديريتا زراعة عجلون وكفرنجة ان 13 ألف شجرة حرجية معمّرة وغير معمّرة تعرضت للتلف والتكسير بسبب العاصفة الثلجية التي اجتاحت المحافظة مؤخرا منها حوالي 4000 شجرة لزاب معمرة وما تبقى من أشجار القيقب والسنديان وغيرها في مناطق عين جنا وعجلون وعنجرة واشتفينا وراسون وعرجان وعبين وكفرنجة وبلاص والسفينة حيث ألحقت العاصفة أضرارا كبيرة بالثروة الحرجية ما ساهم بزيادة حجم الاعتداءات على هذه الثروة باستخدام شتى الوسائل والأساليب مستغلين الظروف الجوية .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :