أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك الأردنّ اتخذ وضع “الدفاع” .. وبالون “فك...

الأردنّ اتخذ وضع “الدفاع” .. وبالون “فك الارتباط” أطلقته سفارة واشنطن وإشاراته “مرعبة”

26-01-2020 10:45 AM
الشاهد - فرح مرقة

تعدّ عمان العاصمة الأردنية لسيناريوهات مختلفة تزامنا مع اعلان ما يعرف بـ “صفقة القرن” أو خطة السلام الأمريكية التي باتت قاب قوسين او ادنى من الاعلان، بعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب الخميس انه يعتزم الكشف عن خطّته قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى واشنطن الثلاثاء.
ويحضّر الرئيس الأمريكي، وفق معلومات خاصة بـ “رأي اليوم” لاعلان خطته للسلام ظهر الثلاثاء (11 صباحا بتوقيت واشنطن 28 كانون ثاني/ يناير) في حفل يعدّ له منذ اكثر من اسبوع، وقد يحضره عدد من الشخصيات العربية في اللحظة الأخيرة. الأمر الذي فتح باب التساؤلات عن الإجراءات التي ستتخذها العاصمة الأردنية خصوصا مع احتمالات توريطها في التفاصيل.
ويعد القادة الإسرائيليون العدّة لضم غور الأردن، والذي دعاه بيني غانتس، خصم نتنياهو القوي، “بمركز دفاعات إسرائيل الشرقية”، الأمر الذي يزيد الحرج على الأردن وهو الذي رفض أي تغييرات على حدود عام 1967.
غانتس، والذي حاول التغلب على نتنياهو في انتخابات إسرائيلية لمرتين على التوالي، أضاف ملف ضم غور الأردن لخطته لانتخابات مارس المقبل، الأمر الذي يبدو انه سينجم عنه تحالف قوي بينه وبين نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة، خصوصا بعد تصريحات رئيس الوزراء المؤقت والمتهم بقضايا فساد بنيامين نتنياهو بأنه كان خلف دعوة غانتس للبيت الأبيض معه.
بهذا المعنى، وعلى الأرجح سيعلن الرئيس الأمريكي خطته قبيل وصول غانتس ونتنياهو، حتى لا تبدو الخطة عرجاء وتعرض امام طرف واحد، الا انها ووفق التقييمات التي استمعت اليها “رأي اليوم” من مصادر أمريكية بالتأكيد عرجاء تماما في المضمون.
وأكدت مصادر “رأي اليوم” ان الخطة الامريكية تتعامل مع “ما بعد ملفي القدس والجولان” باعتبار حلهما قد تم فعلا بضمهما لاسرائيل، وعلى أساس الحديث عن بقايا قضايا الحل النهائي.
الخطة الامريكية التي ساهم الإسرائيليون باعدادها ووفق مصادر متطابقة قد تم فعلا عرضها على غرف صناعة القرار الأردنية (وبخلاف تصريحات وزير الخارجية ايمن الصفدي والذي بات محدود الحركة والصلاحية مؤخرا لصالح دبلوماسية ملكية مختلفة تعتمد على طاقم القصر)، الامر الذي اكدت عمان في سياقه على ضرورة الإبقاء على الوصاية الهاشمية على المقدسات، وهو امر لا يوجد ضمانات بأن تورده الخطة الامريكية رغم وعود تلقتها عمان.
في التفاصيل تقلق عمان من ملفات اللاجئين والحدود والمياه بصورة رئيسية، كما تخشى رفض الفلسطينيين لما تعدّ له الإدارة الامريكية من “اعتراف بدولة فلسطينية” رغم انها ستكون “منزوعة السلاح” واشبه بحكم ذاتي داخل حلم إسرائيلي. هذه الصورة يعرف الأردن جيدا انها غير مرضية، ولكنه يعرف أيضا انها في حال تم رفضها فإن المشكلة الفلسطينية ستصبح مشكلة اردنية بامتياز.
من هنا تعتبر عمان التلويح بخياري فك الارتباط من جهة او الخروج من معاهدة وادي عربة وبحكم ما تصر على انه “واقعية سياسية” غير وارد ولا ممكن، ورغم ان مصادر “رأي اليوم” الأردنية اكدت ان عمان لعبت ورقة اتفاقية الغاز في مراجعتها لبنود خطة السلام الامريكية، الا ان سياسييها يؤكدون ان الأردن قد يغدو “بلا بواكي” اذا ما قرر ترامب في خطته المكونة من 60 صفحة والملآى بالخرائط، تجاهله وتجاهل مصالحه.
الأردن يراقب أيضا التغييرات في إسرائيل، ويدرك ان الوسط الذي روج بيني غانتس نفسه كزعيم له ما عاد وسطا لا في قضية ضم غور الأردن ولا الضفة الغربية وبالتأكيد لن يكون كذلك في ملف المستوطنات. من هنا تعرف عمان جيدا انها امام نهج مستمر طالما استمرت الإدارة الامريكية الحالية، والأخطر انه وبمجرد رحيلها لن يكون هناك من يجرؤ على مراجعة قرارات ترامب في هذا السياق حتى من الديمقراطيين.
بهذا الشكل، فإن العاصمة الأردنية والتي تتحضر لسيناريوهات الإطاحة بالحكومة والانتخابات المبكرة وحتى سيناريوهات مسيرات غاضبة ضد النظام، تبدو حائرة في الصورة التي ينبغي لها ان تمثلها إزاء المزيد مما يطلق عليه سياسيو الأردن “غطرسة إسرائيل وواشنطن”.
الحرج يتضاعف على النظام الأردني كون بلاده وبمجرد اتخاذ الفلسطينيين أي قرار بالرفض، فان المناخ مهيأ تماما للطعن بدستورية فك الارتباط، وهو امر دأبت على تفعيل الحوارات حوله السفارة الامريكية في الأردن ومنذ اكثر من عام، وفق المراقبين. تردد صدى مقترحات فك الارتباط بهذا المعنى تفهم منها غرف صناعة القرار انها خطة بديلة ومطروحة على الطاولة الامريكية واكثر من ذلك لدى المجتمع الدولي. هنا “رعب شامل” في الأردن يمكن ان يتكون لدى كل مناهضي الوطن البديل والتوازن الديمغرافي وغيرها، ما يعني عمليا خطر حقيقي على استقرار النظام الحالي، برأي البعض.
اعلان الخطة في هذا التوقيت يخدم طبعا القادة الإسرائيليين، وهنا مصير نتنياهو وبمغازلته غانتس يبدو شبه محسوم لصالح تشكيل حكومة ائتلاف كبير عقب انتخابات مارس، خاصة وان الإعلان بهذا التوقيت يأتي بعدما حجّ معظم قادة العالم للقدس والتقوا نتنياهو هناك في ذكرى تحرير معسكر اوشفيتز النازي.
يخدم التوقيت أيضا الرئيس الأمريكي الذي يطمح لانجازات قبل الانتخابات وازاحة الأنظار عن إجراءات العزل، وهنا يشدد دبلوماسيو واشنطن على كون ترامب بدأ يعيد ترتيب قائمة مهامه التي وضعها خلال وعوده الانتخابية، ومنها صفقة القرن بالإضافة الى اتفاق لاحق مع ايران وانسحاب قواته من العراق.
بكل الأحوال، وبينما يجري كل ذلك، تتخذ العاصمة الأردنية الوضعية الدفاعية وبحذر شديد، بينما تزداد الشوارع غضبا ضد اتفاقية الغاز الإسرائيلي، ويجتمع في ذلك الإسلاميون والقوميون وغيرهم ولعل ابرز دلالة على ذلك كانت لقطة من مجلس الامة بينما يلقي رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز خطاب الرد على الموازنة (والذي تجاهل تماما فيه ملف الغاز الإسرائيلي) في حين يجلس قطبين من وزن الدكتور عبد الله العكايلة وعبد الكريم الدغمي متجاورين ومتحفّزين ضد “واقعية الرئيس السياسية”.
هذه الصورة للرجلين، يبدو انها الهمت كثيرا من النشطاء الأردنيين لمطالبة الملك بتشكيل “حكومة يمينية” بالمعنى السياسي، ردا على الحكومة اليمينية في إسرائيل، لتتشكل علامات الندية الحقيقية؛ هنا تحديدا لا احد يملك ضمانات ولا روايات صلبة فيما قد يجري، ولكن اجماعٌ من رؤساء وزراء سابقين حادثتهم “رأي اليوم” كان على ضرورة “اختلاف الأدوات لتتناسب مع المرحلة”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :