أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية أحوال الديرة الباشا مصطفى القيسي .. ملف خاص

الباشا مصطفى القيسي .. ملف خاص

30-12-2019 02:35 PM
الشاهد - خاص

غادرنا قبل فترة وجيزة أسطورة المخابرات العامة الأردنية الباشا مصطفى القيسي الذي تسلم رئاسة جهاز المخابرات العامة في فترة هامة ومفصلية في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، وهي مرحلة عودة الحياة الديمقراطية والبرلمانية في البلاد، والبدء في خطوات إصلاحية جادة كان ابرزها إقرار قانون الأحزاب وإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين لدى 'الجهاز'، على خلفية أحداث هبة نيسان كما بدا ذلك في نتائج الانتخابات البرلمانية التي افرزت اقوى وانزه المجالس النيابية في تاريخ المملكة بل وتسلم د. عبداللطيف عربيات أحد قادة الحركة رئاسة مجلس النواب ودخولهم في حكومة الرئيس مضر بدران.
وفي تلك الفترة الحرجة التي شهدت الأحداث المفصلية في الأردن والمنطقة العربية والعالم في تلك الفترة ، ومنها توقيع معاهدة وادي عربة ١٩٩٤ واتفاقية أوسلو، وحرب الخليج الثانية التي اندلعت لإخراج القوات العراقية من الكويت، وانهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية وانتصار المجاهدين الأفغان ومعهم 'الأفغان العرب' وقد تمكنت الدائرة برئاسة الباشا القيسي بالتعامل الذكي مع تلك الأحداث بما يخدم الأردن.
الباشا الأمين النزيه القيسي وكثيرا ما يوصف في وسائل الإعلام، وشهادات مقربين منه بأنه رجل عصامي ، نشأ وكبر في جبل القلعة في عمان رغم انه ولد في ذيبان بمأدبا عام ١٩٣٧، اعتمد على نفسه للوصول إلى رئاسة أحد أجهزة المخابرات القوية في المنطقة والعالم .
فبعد تخرجه من كلية الشرطة الملكية عمل مصطفى القيسي ضابطا في جهاز الأمن العام، انتقل بعدها إلى دائرة المخابرات العامة، وتدرج في المناصب القيادية حتى تولى إدارة الجهاز في الفترة ما بين عامي 1989 و 1996وتقاعد برتبة فريق أول ، حين اختاره المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال مستشارا له ومقررا لمجلس أمن الدولة برتبة وزير.
انتقل القيسي بعدها إلى منطقة العبدلي عضوا في مجلس الأعيان الأردن التاسع عشر عام 2001، ثم بعدها تسلم المنصب الوزاري وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء ما بين عامي 2002 و 2003. في حكومة المهندس علي ابوالراغب. وتولى وقتها مهام حساسة، منها الاشراف على ملف قضية التسهيلات البنكية وملفات كثيرة تتعلق بالأمن القومي ومحاربة الفساد لما عرف به القيسي من مهنية وأمانة وشجاعة.
وبحسب ما كتب عنه فقد أشرف 'أبو مازن' أثناء عمله في جهاز المخابرات كضابط على عمليات امنية حساسة كضابط محترف في فترة صعبة من تاريخ الأردن خاصة في السبعينيات من القرن الماضي.
وربطته علاقة خاصة بالرئيس الراحل وصفي التل، ويذكر عارفوه انه كان يقطع الطريق الخطر في السبعينيات، حين كان برتبة رائد، الى بيت التل في صويلح بالكمالية، ليطلعه على التطورات، كما يعزى له احباط محاولة تفجير رئاسة الوزراء إبان رئاسة الراحل أحمد اللوزي، حيث كان القيسي قائدا للعملية التي افشلت المخطط الارهابي وتم القبض على ابوداود وزمرته من قبل الدائرة حينها.
وبحسب ما كشفه صحافيون شاركوا في جلسات مع 'أبو مازن' فقد لعب القيسي دورا هاما في إفشال محاولة تفجير طائرة الملك الراحل الحسين عام 1977، بعملية نزع فتيلها القيسي وشارك بها الجنرال مروان قطيشات.
وكثيرا ما تردد اسم الراحل مصطفى القيسي لتقلد منصب رئيس الوزراء خاصة مع مواسم الانتخابات النيابية نظرا لأنه أشرف أثناء وجوده على رأس جهاز المخابرات العامة على أول انتخابات برلمانية بعد الغاء الأحكام العرفية عام 1989, والتي تعد اكثر الانتخابات النيابية شفافية وانتجت مجلس نيابي، يقال بأنه الأفضل منذ تأسيس المملكة بحسب بعض المحللين السياسيين الأردنيين , كما أشرف على إجراء الانتخابات البرلمانية في الدورة التي تلتها عام 1993.
وكان الترشيح المؤكد له لتشكيل الحكومة لإدارة ملف الانتخابات البرلمانية خلفا لحكومة الرئيس فايز الطراونة الذي انتقل إلى الديوان الملكي وقتها، لكن الراحل كان يرد دائما على الترشيحات بقوله بأنها: ' أمنيات من محبين لا أكثر ولا أقل'.
كان اخر نشاط ظهر فيه المرحوم 'أبو مازن' استقباله للملك عبدالله الثاني الذي زاره في منزله في أيار الماضي ضمن زيارات شخصية لمجموعة من رموز ما يطلق عليه البعض ' الحرس القديم' أو 'المحافظين' ضمن نشاطات الملك الإنسانية والاجتماعية لعدد من ابرز المسئولين السابقين في عهد والده الملك الراحل حسين بن طلال، واطمئن الملك على القيسي بسبب مرضه.
اتسمت الزيارة، بحسب ما سرب وقتها، بالدفء والتي جرت بحضور عدد من أبناء المسؤول الأمني السابق بينهم مازن ومحمد وممتاز الوزير السابق للشباب مكرم القيسي وجميعهم اتسموا بالتواضع ومكارم الاخلاق امتثالا لما تربوا عليه في كنف والدهم الراحل الباشا مصطفى القيسي .
ولا غرابة ان يقوم كبير مستشاري جلالة الملك عبدالله الثاني المبعوث الشخصي الامير غازي بن محمد بالمشاركة في حمل نعش الباشا القيسي وانزاله إلى لحده تقديرا يحمل معه الوفاء لعطاء الباشا القيسي الموصول في خدمة المملكة الأردنية الهاشمية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :