أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية لقاء الشاهد عبيدات :التعليم العالي بحاجة لثورة بيضاء /فيديو

عبيدات :التعليم العالي بحاجة لثورة بيضاء /فيديو

07-12-2019 03:48 PM
الشاهد -




عبيدات:أرضية الانتماء لدينا ليست صلبة، والمواطن يريد حكومة تفصيل
المواطن ساخط، والحكومة تعمل على نظام "الفزعة"
أحزابنا احزاب شخصنة ودكاكين وتقدم لنا "هوامير"
جبهة المناهج هدأت وبانتظار التغذية الراجعة من الميدان
التعليم العالي بحاجة لثورة بيضاء، والحكومة مقصرة في دعم الجامعات

ربى العطار/ تصوير يونس الطروانة


انشغل الرأي العام خلال الفترة الأخيرة بمجموعة من الأحداث والملفات الشائكة والمعقدة والتي أصبحت تدور في فلك الاستياء من أداء الحكومة وقراراتها، وتشير بوصلتها إلى حالة من عدم الرضا والانزعاج من حدة تأثيرها على المواطنين، مع تبادل اتهامات بين الحكومة والشعب ، فالمواطن يتهم الحكومة بأن نهجها الحالي هو نفس النهج الذي تعاقبت الحكومات السابقة عليه، دون قدرتها على ايجاد حلول تنهض بالاقتصاد بشكل يستطيع المواطن تلمس آثاره واستمرار العجز بالموازنة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وعلى النقيض تشكو الحكومة من تعرضها لتنمر شعبي على مواقع التواصل الاجتماعي يحجم انجازاتها ويربك عملها.


"الشاهد" وفي صدد بحثها عن شخصية سياسية وأكاديمية عامة يمكن أن تحلل واقع الشأن العام وجدت في الدكتور محمد طالب عبيدات صفات هذه الشخصية، كونه مارس العمل السياسي والخدمي كوزير أشغال عامة أسبق، وله خبرة واسعة في التعليم كأكاديمي يترأس جامعة جدارا الخاصة، بالإضافة لحرصه على الحضور في جلسات الحديث الشعبي والتواصل المستمر بأبناء منطقته بشكل فعال، كما أنه يستمع ويتفاعل مع نبض الشارع ، فهو يمكن القول بأنه شخصية تشبه واقع الأردنيين أو السواد الأعظم منهم .
"الشاهد" التقت معالي محمد عبيدات، وناقشت معه عدة محاور رئيسية أبرزها، تحليل الشأن العام، وملف النقل، والتعليم .


تحليل الشأن العام


بين عبيدات أن الدولة الأردنية نجحت في اجتياز الربيع العربي بفضل القيادة الهاشمية والأجهزة الأمنية وجيشنا العربي بالإضافة لوعي المواطنين، وأشار بأن جلالة الملك يتطلع إلى الأمام وينادي بإصلاحات استباقية ومتقدمة وعصرية، لكن للأسف الحكومات لا تلتقط الرسائل وتقوم من خلال عملها بخلق أزمة ثقة بينها وبين الشعب، معتبراً أن الحكومة بحاجة لتخطيط بعيد المدى وليس تنفيذ حزم لمدة شهرين ثم تنتهي وهو ما يعرف بالعمل على "نظام الفزعة" مما يدل على غياب مؤسسية حقيقية وغياب اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب .
وأشار العبيدات إلى أن حديث الناس يلخص واقع الحال فالمواطن ساخط، وهناك أزمة ثقة بين المواطن والحكومات المتعاقبة وليس الحكومة الحالية بعينها، والسبب في ذلك سوء اختيار الأشخاص، وأضاف بأن هناك مشكلة في الثقافة المجتمعية فالمواطنون يطالبون بحكومة "مفصلة تفصيل" لكن إرضاء الناس غاية لاتدرك، ووضح العبيدات أن الدكتور عمر الرزاز كان له قبول عندما كان وزيراً للتربية والتعليم لكن بمجرد تكليفه برئاسة الوزراء ومحاولته ترتيب موازنة الدولة واجه حالة من الاستياء الشعبي لأن القرارات المرتبطة بالضريبة وغيرها من القرارات الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على المواطن، وحالياً أطلقت الحكومة حزماً اقتصادية للنهوض بالاستثمار وقطاع الإسكان وحزمة متعلقة بمنح ببعض الإعفاءات، لكن المواطن مازال غير مقتنع لأنه يتطلع لإجراءات فورية وسريعة لتحسين أحواله الاقتصادية والمعيشية، مؤكداً أن الحكومة ليس لديها ما تستطيع أن تعد الناس به، وأضاف، بأنه يجب على الحكومة عدم الالتفات للوراء عند اتخاذ أي قرار فالقرارات الحازمة هي من صلب عمل الحكومة، فالمسؤولية في السابق كانت تشريف واليوم تكليف، كما أنها في الوقت الحاضر تعتبر تهمة لذلك فالحكومة في وضع لا تحسد عليه.


وبتحليله للشأن العام أكد العبيدات بأن هناك مشكلة انتماء، وأن أرضية الانتماء لدينا ليست صلبة، وأضاف، بأن الناس أصبحوا لا يفرقون بين الفاسد والنظيف، فكل من هو من طرف الحكومة يتم اتهامه بالفساد وهذا ظلم لشخصيات وطنية مخلصة، وهناك من يقوم بتشويه صورة الأردن بسبب حديثه المستمر عن الفساد، مما ساهم في هروب المستثمرين، وأضر بسمعة الاقتصاد التعليم، وهناك من يغتال وينال سمعة شخصيات وطنية، مؤكداً وقوفه مع حديث جلالة الملك الذي يدعو من خلاله ضرورة مساءلة الفاسدين لكن مع ضرورة وجود بينة.
نحن بحاجة لأن نخرج من عنق الزجاجة وهذا لا يمكن دون تعاون المواطن مع الدولة، فالعلاقة بين الحكومة والمواطن تشاركيه ولا يمكن تعزيز الثقة في الحكومة إلا إذا كان هناك عدالة في القرارات وثقة في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، والجدية في مساءلة الفاسدين، فجلالة الملك يقول مقابل كل فاسد يوجد عشرة آلاف نظيف، ونحن نريد من الشعب الأردني أن يتحدث عن النظيفين حتى يرفع قيمة الوطن وسمعته ولا يشوه صورة الوطن أمام الآخرين.


ضعف الأحزاب السياسية


وبتقييمه للأحزاب في الأردن، بين العبيدات أن في الأردن ما اًيقارب 48 حزباً سياسيا مرخصاً وأربعة تحت التأسيس، ومعظم هذه الأحزاب غير معروفة باسمها وإنما باسم أمينها العام ورئيسها، مما يدل على أن الأحزاب في الأردن أحزاب شخصنه ، وأنها أحزاب قدمت "هوامير" ولم تقدم للوطن أي شيء فهي تقدم لأشخاصها والقائمين عليها، وأضاف، أنه في ظل الوضع القائم للأحزاب فإنه لا يستطيع أي حزب تشكيل حكومة، فأحزابنا عبارة عن "دكاكين"، وفشلت في إيصال أعداد كبيرة للبرلمان، وبعض الأحزاب عندما يصل شخص للبرلمان يقومون بضمه للحزب.
وأشار العبيدات أن الدولة الأردنية تتعرض لحملة تشويه من الداخل والخارج والمطلوب اليوم تيارات سياسية كبيرة تكون عضد للدولة الأردنية وداعم لرؤى ومواقف الملك وما تطلع إليه في أوراقه النقاشية السبعة، مضيفاً بأنه يجب أن تقود هذه التيارات شخصيات وطنية أردنية ولديهم انتماء ويعتزون بمؤسسات الدولة، ولا يستطيع أحد أن يستخدمهم كأداة لفتنة هذا الوطن، حتى يكونوا رديفاً للدولة الأردنية، داعياً الأغلبية الصامتة أن تتحرك لتكون شريك في اختيار مسؤول مناسب من هذه التيارات السياسية العريضة التي نطمح أن تكون موجودة لخدمة الدولة ومؤسساتها.


ملف النقل والباص السريع


أشار عبيدات إلى أننا تأخرنا في ملف النقل لكنه استدرك "بأن تبدأ متأخراً خير من أن لا تبدأ، وأضاف بأن النقل أهم من الطاقة والمياه لأنه أساس البنية التحتية، مبيناً أنه كان جزءاً من لجنة الخدمات وكان أمامهم عدة توجهات تم طرحها فيما يتعلق بالنقل وهي (سكة الحديد الوطنية، القطارات الخفيفة، الباص السريع، والنقل البري المتمثل بالحافلات وباصات الركوب المتوسط)، مشيراً إلى أن جميع الدراسات لهذه المشاريع كانت جاهزة لكن المشكلة كانت تكمن بالتمويل.
وعن أولويات البدء في تلك المشاريع قال عبيدات أنه كان من المستحيل البدء بمشروع سكة الحديد الوطنية لأن تمويلها ضخم وقد يتجاوز خمسة مليارات دينار أردني، بالإضافة إلى أن القطار الخفيف كان بحاجة إلى تمويل كبير، ومشغلين من الخارج وهناك مشاكل في التشغيل لأن تكلفة الرحلة ستكون مكلفة وقد تصل لخمسة دنانير في رحلة من الزرقاء لعمان وهو أجر مرتفع لذلك تم استثناؤه لحماية المواطن.
وعن مبررات اختيار مشروع الباص سريع التردد لتنفيذه، قال عبيدات أن تكلفت المشروع هي الأقل، مؤكداً على أهمية وجوده في عمان لأنه إذا تم تأجليه أكثر من ذلك سيعقد الأمور في العاصمة، ومع البدء بتنفيذ مشروع الباص السريع جاء معه بالتوازي باص عمان لغايات نقل المواطنين وتعليم المواطنين ثقافة استخدام مواصلات النقل العام، وهذه الثقافة صعب نشرها في الأردن لأن المواطن الأردني حتى لو كان متدني الدخل فهو يسعى دائماً للحصول على سيارة فيأخذ قرض.
كما دعا العبيدات المواطنين الكف عن جلد الذات والتحمل حتى انجاز مشاريع الباص السريع وأن يكون هناك تعاون مع أمانة عمان، معتبراً بأن تحضُّر الدولة يمكن قياسه بمدى تطور قطاع النقل العام وبأن هذا يتطلب تغيير الثقافة المجتمعية، وأثنى على العاملين بالمشروع من أمانة عمان واصفاً إياهم بالكفاءات الأردنية من خريجي الجامعات الأردنية، الذين يجب تقديرهم ورفع معنوياتهم.


الضجة على مناهج وزارة التربية والتعليم


بين العبيدات أن وزارة التربية والتعليم وجدت بأن المناهج في الصفوف الدنيا فيها مشكلة فقامت الوزارة من خلال مركز المناهج ومن خلال تشبيكهم مع القطاع الخاص فتعاقدوا مع شركة بريطانية كانت وظيفتها فقط ترجمة كتب المناهج الجديدة، ووضعوها على أرض الواقع ، مشيرا إلى أنه قام بعد ما كثر اللغط في المناهج بإحضارها بدراستها ووجدها تحاكي البيئة.
وأوضح معالي محمد طالب، أن الرأي في المناهج يجب أن يكون تكاملية بين الحكومة والقطاع الخاص مراعياً لرأي الشركات الأجنبية التي لها علاقة بالمنهاج، وأضاف أنه تم تشكيل لجنة لمراجعة هذه المناهج من ضمنها أشخاص انتقدوا المناهج الجديدة وهاجموها، مبيناً أنهم أصبحوا الآن مدافعين عن المنهاج نتيجة الحوار والتشاركية في الرأي، ونوه عبيدات على أن هناك مشكلة على مستوى المؤسسات والأفراد في الأردن وخارج الأردن بسبب عدم التواصل وعدم القدرة على فهم الآخر، مشيراً إلى أن جبهة المناهج هدأت وبانتظار التغذية الراجعة من الميدان "المدارس والمعلمين والطلاب".
وركز العبيدات على ضرورة تدريب المعلمين على تدريس المناهج المحدثة بالرغم من وجود دليل للمعلم، معتبراً بأن لمناهج لم تعد كتابا لوحده، وانما هي بيئة متكاملة بوجود مثلث التكنولوجيا واضلاعه هي وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت والقنوات الفضائية، فالطالب أصبح يسبق استاذه في الحصول على المعلومة، وهذا لا ينفي ضرورة وجود استاذ جيد يحاكي لغة العصر ويعلم الطلاب العمل بنظام المجموعات والعمل الجماعي وآليات التفكير الإبداعي، وليس كما هو اليوم في امتحانات الثانوية العامة التي تعتمد على الحفظ ، وأكد أنه لابد من وضع 25% من الأسئلة على الأقل من الاسئلة التي التي يتم على أساسها تمييز الطلبة بناء على تفكيرهم وليس حفظهم، فالتوجيهي الماضي الذي حصد فيه الطلبة معدلات مكتمله في المواد العلمية يثبت بأنه لا يوجد أسئلة تراعي الفروق بين الطلاب.


اشكالية القبول الموحد ومخرجات التعليم العالي


تحدث العبيدات بأن هناك ثلاثة ملفات لمناقشتها بخصوص الجامعات والتعليم العالي، الملف الأول هو القبول، مشيراً إلى وجود مشكلة في القبول الموحد وأنه حان الوقت لرفض القبول الموحد واستبداله بنظام موحد مرن، والمقصود به أن تقوم كل جامعة بتفصيل المؤشرات والمعايير التي بموجبها يتم القبول في كلية وكل تخصص وعلي ضوئها يصبح التنافس بين كل الجامعات الأردنية سواء كانت رسمية أو خاصة، وللطالب حرية الاختيار حسب الرسوم أو متطلبات العمل أو حسب مواءمة مخرجات الطالب قبل ، منوهاً بأن هذا النظام لا يتعارض مع مركزية اتخاذ القرار لدى وزارة التعليم العالي، واضاف أنه أيضاً يمكن أن يتم القبول حسب ماهو معمول به في أمريكا وأوروبا يعني أن يقوم الطالب بالتقديم بأي جامعة هو يرغب فيها مع التأكيد على تنظيم الاعداد في هذه الجامعات والتي يعمل عليها مجلس الأمناء ومجلس العمداء في الجامعات حسب الطاقات الاستيعابية ، معبراً عن رفضه بوجود وزارة للتعليم العالي ومفضلاً أن يكون بدلاً منها أمانة عامة كما كان في السابق.


أما الملف الثاني الذي أشار إليه العبيدات فهو الحوكمة، حيث بين الدكتور العبيدات أن تعيين رئيس الجامعة يمر بدائرة كبيرة من الاجراءات حتى يتم تعيينه، مبدياً اتفاقه مع الرأي الذي لا يمنع من تعيين شخص سياسي او اقتصادي او حتى شخصية عامة كرئيس للجامعة وأن لا تكون مقتصرة على استاذ دكتور، وأن تكون آلية اختيار رئيس الجامعة بناء على لجنة تقصي، واختيار اسماء لها وزن وثقل بدلا من اعتماد طريقة التعيين الحالية.
واوضح الدكتور العبيدات أن التعليم العالي بحاجة لثورة بيضاء، وأن هناك تقصير من الحكومة في دعم ملف الجامعات، مشيراً إلى ان الحكومة في السابق كانت تدعم 6 جامعات لديها 50 ألف طالب بمبلغ 52 مليون دينار والآن 400 ألف طالب وعشر جامعات والدعم الذي تقدمه الحكومة مازال ثابتاً ، مضيفاً بأن هناك تشوه في توزيع الدعم على الجامعات، فالجامعة التي لديها وضع مالي مستقر تحرمها الحكومة من الدعم وتعطي للجامعات التي لديها خلل في ادارة التمويل.


وعن الواقع المالي لبعض الجامعات تحدث العبيدات بأن هناك جامعات رسومها اقل من رسوم بعض رياض الاطفال وغير قادرة على رفع الرسوم وبنفس الوقت مطلوب منها رفع كفاءتها وان يكون لديها برنامج موازي ودولي وهذا أمر غير منطقي، كما أن هناك دور للثقافة المجتمعية التي تحد من التعليم التقني، مشدداً على أن يكون معدل القبول للطب في الجامعات الأردنية نفسه الذي يسمح للدراسة في الخارج يعني اذا كان معدل القبول 80 % في الجامعات، يكون نفس المعدل للراغبين في دراسة نفس التخصص في الخارج.


وختم العبيدات بدعوة الشباب للاتجاه للعمل في القطاع الخاص للتخفيف من هاجس البطالة لديهم، متمنياً بأن يكون هناك مراعاة من قبلهم لادارة وتنظيم واحترام لوقت حتى يتمكنوا من انجاز الاهداف والتطلعات، وداعياً الاردنيين المحافظة على وطننا ومنجزاتنا ومكتسباتنا.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :