أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك العلاقات مع عمّان وصلت إلى الدرك الأسفل و”الغضب...

العلاقات مع عمّان وصلت إلى الدرك الأسفل و”الغضب الملكيّ ليس“إرضاءً للرأي العّام”

03-12-2019 02:16 PM
الشاهد - زهير أندراوس:
ما زالت العلاقات المُترديّة بين إسرائيل والأردن تحتّل عناوين الإعلام العبريّ، وخصوصًا لأنّ الأزمة بينهما وقعت في الذكرى السنويّة الـ25 لتوقيع اتفاق السلام بينهما، في العام 1994، حيثُ قال الجنرال في الاحتياط، عاموس غلعاد، إنّه يتحتّم على الكيان المُحافظة على اتفاق السلام مع الأردن لأنّه يُعتبر بمثابة كنزٍ إستراتيجيٍّ للدولة العبريّة، ولفت المسؤول الإسرائيليّ الرفيع، الذي كان مدير الدائرة الأمنيّة والسياسيّة في وزارة الأمن الإسرائيليّة، لفت إلى أنّ انهيار السلطة الفلسطينيّة يُهدِّد قدرة الأردن للمُحافظة على اتفاقية السلام، على حدّ قوله.
في السياق عينه، نقل المُحلِّل للشؤون الأمنيّة في صحيفة (معاريف) العبريّة عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب، نقل عنها قولها إنّ الحديث عن العلاقات الأردنيّة- الإسرائيليّة، هو حديثٌ عن حلفٍ استراتيجيٍّ مُستمِّرٍ منذ نحو 50 سنة، وتحديدًا منذ 1970، حين هرعت إسرائيل لنجدة الملك حسين الذي كان نظامه عرضة للخطر بسبب الحرب مع الفلسطينيين واجتياح الجيش السوريّ شمالاً، مُضيفةً إنّه بتنسيقٍ مع إدارة ريتشارد نيكسون ومستشار الأمن القومي هنري كيسنجر، حشدت إسرائيل القوات في مثلث الحدود الأردن ـ إسرائيل ـ سوريّة، وهدّدّت باستخدامِها ضد الاجتياح السوريّ.
هذا وأثار تمرين عسكريّ أجرته القوات المسلحة الأردنية الأسبوع الماضي التكهنات حول الرسائل السياسيّة التي أرادت المملكة توجيهها إلى إسرائيل، والتي وجد فيها تحليل سياسي نشرته صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّه رسالةً غاضبةً من الأردن، على حدّ تعبير المصادر المسؤولة بتل أبيب، والتي استندت إليها الصحيفة العبريّة.
وحضر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تمرين أطلق عليه اسم “سيوف الكرام” نفذه لواء الحرس الملكي الآلي وهو أحد تشكيلات المنطقة العسكرية الوسطى، بحسب بيان نشره الموقع الإلكتروني للقيادة العام للقوات المسلحة الأردنية. وجاء عنوان تحليل الصحيفة العبريّة: لماذا أجرى الأردن تدريبات عسكرية ضدّ غزوٍّ إسرائيليٍّ؟، واستهدف التمرين التصدي لسيناريوهات التصدي لغزو الأردن من الجهة الغربية من دون ذكر دولة بعينها، والتي سيكون تفجير الجسور على نهر الأردن عاملا حاسما فيها، وفق التحليل.
وأشار إلى أنّ التمرين يتماهى بشكلٍ كبيرٍ مع الخطاب التعبوي والمعادي لإسرائيل والذي أصبح دارجًا في الإعلام الأردنيّ، خاصّةً مع لهجة الغضب التي يستخدمها العاهل الأردني بعد إعلان بنيامين نتنياهو عن خطة لضمّ وادي الأردن في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويذكر أنّ التوتر الحاصل له أسباب داخلية في الأردن الذي يستضيف أعدادًا كبيرةً من اللاجئين في ظلّ نقص المساعدات خاصة الخليجية، ناهيك عن الضغوط الاقتصادية في ظلّ تعطل التجارة مع تركيا حيث كانت تعبر الشاحنات عن طريق سوريّة.
ولفت التحليل في (هآرتس) العبريّة إلى أنّ إسرائيل تشعر أنّ التوتر في العلاقات بين البلدين ربما يأتي بهدف تنفيس غضب الشارع المحليّ وكسب وده، ولكن الرسالة الواضحة: غضبنا منكم حقيقيّ، فيما نقلت المُستشرِقة الإسرائيليّة سمدار بيري، والتي تعمل محللةً للشؤون العربيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، نقلت اليوم الثلاثاء عن مصادر رفيعةٍ وعليمةٍ في كيان الاحتلال قولها إنّ الأزمة مع الأردن أعمق بكثير ممّا يتوقعّه المُواطنون، وأنّ التردّي في العلاقات بين البلدين، اللتين وقعتا على اتفاق سلامٍ في العام 1994، وصل إلى الدرك الأسفل والحضيض، على حدّ تعبير المصادر في تل أبيب.
هذا ونفذ خلال التدريب محاكاة لـ”معركة دفاعية محكمة”، استخدمت فيها “أسلحة المناورة والإسناد والقصف التمهيدي من سلاح المدفعية والطائرات المقاتلة والعمودية لتدمير مقدمات العدو والجسور التي يمكن استغلالها كنقاط عبور، إضافةً إلى رمايات من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأسلحة مقاومة الدبابات والمتفجرات، ورماية الدبابات من حالتي الحركة والثبات”، وفق بيان القوات المسلحة.
من ناحيته أوضح المُحلِّل نداف هعتسني في مقالٍ بصحيفة (معاريف)، أوضح أنّ تدهور العلاقات الأردنيّة الإسرائيليّة هو درسٌ يجب أنْ نتعلّمه من العلاقات الإسرائيليّة القادِمة مع دول الخليج، فيجب ألّا ندفع أثمانًا مقابل التنسيق الأمنيّ السريّ معها، أوْ بسبب حالات العناق الدافئة في الغرف المُغلقة، خاتِمًا مقاله بالقول إنّ المملكة العربيّة السعوديّة تحولّت إلى صديقةٍ لإسرائيل دون أنْ نعطيها أراضٍ كالأردن، أوْ نتنازل لها عن ثرواتٍ طبيعيّةٍ كما فعلنا مع المملكة الأردنيّة، لأنّ السعودية تعلم أنّ مفتاح الاستقرار في المنطقة هو إسرائيل، القادِرة على الدفاع عنها أمام إيران والشيعة، على حدّ أقواله، التي اعتمدت بطبيعة الحال على مصادر أمنيّةٍ وسياسيّةٍ في تل أبيب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :