أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك باسم سكجها يكتب عن مصطفى القيسي

باسم سكجها يكتب عن مصطفى القيسي

02-12-2019 11:25 PM
الشاهد - باسم سكجها


من الصعب عليّ أن أصف علاقتي بالراحل الحبيب مصطفى القيسي، فهو العمّ والأخ الكبير ووالد أصدقائي، وصديق أصدقائي، وهو الرجل الذي لم أعرف عنه أو منه سوى نظافة اليد واللسان والمواقف الوطنية والإنسانية الشريفة، ولهذا كلّه ففقدانه يعني لي الكثير.
قبل تسلّمه قيادة المخابرات العامة بنحو سنة، عرّفني إليه العمّ الحبيب الراحل الحاج محمود سعيد، في مزرعته في عين الباشا، وبالطبع بمعية أخي التاريخي أحمد سلامه، ومنذها وحتى قُبيل رحيله بقليل، لا أظنّ أنّ شهراً واحدا مرّ دون أن ألتقي به في مناسبة إجتماعية ما، في بيته العمّاني، أو مزرعته الذيبانية، أو عند جاري الراحل محمد السقاف، وغيرها الكثير.
العمّ أبو مازن لم يتغيّر، ولم يأخذه سحر الكرسي، ومن مواقفه التي عليّ أن أذكرها أنّه أمر إبنه الكبير صديقي مازن بالتخلّي عن شراكة في مشروع إعلامي مهمّ، حتّى لا تكون هناك شبهة إستغلال الوظيفة، ومن الصعب عليّ أن أنسى أنّه كان يعتبرني من “المعارضة”، ولكنّه لم يُقدّم لي حتّى لو إشارة بتغيير مواقفي، وبالعكس فقد حماني في مواقف صعبة، تقديرنا منه لقناعته بأنّ مواقفي نظيفة.
كان مصطفى القيسي رجل مخابرات محترفاً، أوصلته خبرته ومهنيته إلى أرفع المواقع، ولكنّك حين كنت تجالسه أو تراه يقود سيارته بنفسه، أو يتمشّى في شارع، لن تعرف أبداً أنّ هذا الشخص صاحب ذلك الموقع، وليس من هوامش الكلام أن نذكّر بأنّه قاد الجهاز المخابراتي أكثر من ستّ سنوات كانت ضمن الأشرس في تاريخنا، حيث حرب الخليج الأولى، وتداعيات هبّة نيسان، ومدريد وأوسلو ووادي عربة، وغيرها وغيرها.
قبل أشهر قليلة كان المرض قد تغوّل في جسده، ولكنّه حرص على تلبية دعوة لغداء عند الغالي أحمد سلامة في دبين، ولم يزد عدد المدعوين على سبعة، وكان الراحل الحبيب يتحدّث معنا بلغة الإشارة، وحين همست بإذن إبنه حبيبي مازن: كان ينبغي لك ألاّ تتعبه، ردّ عليّ أبو مصطفى: هو الذي أصرّ على التواجد، فهو يعتبركم أهله المقرّبين.
الأردن ودّع الكبير مصطفى القيسي اليوم، ولكنّه سيظلّ يتذكّره باعتباره من رياحين البلد العظام، ومن الذين لم يصغروا أمام الموقع الكبير، وظلّوا حتى آخر رمق يؤمنون به ويقدّمون له ما يملكون من إخلاص، دون منّة أو إدّعاء، فليرحمك ربّي يا العم أبا مازن الحبيب، وللحديث بقية!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :