أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات منذ متى كان الوطن تاجرًا

منذ متى كان الوطن تاجرًا

27-11-2019 10:08 AM
النائب مصلح الطراونه

الى وصفي المرة تلو الأخرى أقول تحية لثراك الطاهر ،... أيها الراقد خلف هدب العين ، تحية أيها الجاثم في عرين الموت تقول حين نصحوك أن تلبس واقي الرصاص العمر واحد و إذا مكتوب لي أموت بمصر ما رح أموت بمكان غيره ) ، هاهم بعدك ، متمترسون خلف جدران بنيت على كاهل الوطن ، متمسكون بمقاعدهم ونسوا قوله تعالى إنك ميت و إنهم ميتون ) ، تحية وطنية ... بنكهة وطن آليت إلا أن تكون أحد شهدائه، في وقت توارى فيه الجبناء خلفك، أتساءل دوما ( تواروا لتركك في مواجهة مع الموت، ألأنك العظيم الأجدر بلقاء عظيم ؟! أم للالتفاف على ما تبقىه بعدك من الوطن ؟؟!! )
وصفي ... أخبرني أيها الراحل في المدى ، هل للوطنية معنيان متناقضان؟؟ ... أخبرني وقد سكن الوطن حشاك، كيف سأصبر و أنا أرى نزيفاً من الخاصرة ؟؟ وجعا يستشري بخارطة هذا الوطن و بجسدي ؟؟ ما توقعت أن أكبر بهذه الأشهر بهذه السرعة ، كنت يا سيدي على الحياد ، ..: ذات ليلة وجدتني امتلئ بالوطن دفعة واحدة ، وجدتني في عاصفة يحاولون وصفها بنسمة باردة ، ولأنني ما اعتدت إلا أن أسمي الأشياء بمسمياتها دون خجل أو وجل ، رأيت كم نحن بحاجتك أنت ... وهزاع ... حسين باشا ... لم على الموت أن يغيب أمثالكم ؟!
وصفي ... نعم باسمك المجرد أخاطبك ، دون لقب ، دون وصف ، دون حروف تركتها ليتقلدها غيرك ، و يتأبطها البعض سيفا على رقابنا ... أخبرني ... أفي حب الوطن ، و الصراخ بوجه الفاسدين المنتهزين خيانة ؟! ، وهل علي أن أقف بصفوف كثيرة إلا صف الوطن لأكون وطنياً ؟؟ حين غيبك القدر عنا بكينا ... تباكينا ... قرأنا في عملك تضحية ، و ما انتبهنا أنك حين غادرتنا تركت لنا حملا تنوء له الجبال ، و الغريب أن بعضهم لم ينوء قد أنملة من هذا الحمل، لأنه لا يرى الوطن وطنا بقدر ما يراه مزرعة ينتفع بها ، و حتى و إن اعتبروها كذلك يتوجب عليهم حمايتها ليدوم بها دوامهم ، و لكن نراهم يقفون بصف أنفسهم بمعزل عن صف وطن ( ولد في النار و يعيش في النار )
تديرنا بعدك الأهواء ، و يسيرنا #مبدأجبرالخواطر ، يأزّمون الوطن ليرضى سعادة فلان ، يختزلون وطنا قدم الشهداء هديةً بحقيبة لدولة فلان ، لا يَرَوْن من الوطنية إلا ما يسير في مجرى جيوبهم ، ولا يعرفون من الوطنية إلا ما يعقدون به صفقاتهم، تغيرت بعدك ملامح الوطن فغدا شاحبا كهزيل يحتل مقعدا على الميناء لا يمتلك إلا النظر في وجوه المارة .
موجوع أنا يا صاحبي ، موجوع بوطني ، بخاصرة الحب التي غادرتها كثيرا وما غادرتني أبدا ، مفجوع ألملم نفسي كل ليلة لأستطيع الوقوف صباحا ... ليبقى في الصوت ما يزعج الفاسدين ... و لأغني للوطن كما غنيت أنت.
أعاني كثيرا من السير بوجه واحد ، في دولة كثرت فيها الأقنعة ، تحولت فيها الألسن عن الصدح بالحقيقة ... لو أمي علمتني كيف أسير بقناع ... لكنت الآن أحتسي شراباً دافئا على شرفة تطل على بوابة مستشفى غادرته عجوز مسنة لا تمتلك ما تعالج بها نفسها ... لو علمتني أمي كيف أسرق وطنا و أضعه في حقبتي ، كيف احتسي دماء الشهداء بفنجان قهوتي في الصباح ... لو علمتني
وصفي لا تنزعج فهذيان هذا القلم ... حمى يعانيها كل ليلة ، بسبب ما يحاك لهذا الوطن ، سأحتسي قهوتي و ألملم نفسي لأعود صباح غد صادحة في وجه الفاسدين ، ... السارقين ... البائعين ... منذ متى كان الوطني تاجراً؟!؟!:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :