..استكمالا لما نشر.. فقد تواردت الملاحظات من عدد كبير من المواطنين والمعنيين، وواصلت «الدستور» رصد المشاهد الشائهة والعشوائية التي تعيشها مناطق وسط البلد هذه الايام.. فلا تستغرب ابدا اذا شاهدت ارباب السوابق الموشومة سواعدهم بانواع الوشم مثل الافاعي والخناجر وعبارات الوعيد والندم وغيرها، وهم يفترشون اروقة المسجد الحسيني الكبير في ساعات الظهيرة يقضون ساعات من القيلولة تحت تأثير «الخدر» الناجم عن تعاطي حبوب الهلوسة.. يتخللها الخمور واشياء اخرى.. يستريحون قليلا.. ولكن في طهر المسجد الحسيني!..
اما في المنطقة الممتدة من دخلة الرضا الى درج عمارة الشابسوغ وصولا الى بناية الايتام، فلن تحتاج لدليل كي تشاهد افواجا من العمالة الاسيوية ذكورا واناثا.. يعرضون خدمات تبدأ بتنظيف البيوت ولا تنتهي بعروض المتعة الحرام!.. بالاضافة الى تحول تلك المنطقة الى موئل لهم يتناولون المشروبات الروحية في «الخرابات المهجورة» في الطلوع المتفرع من شارع الشابسوغ باتجاه جبل القلعة.. وما يتخلل ذلك من افعال صارخة في قلب العاصمة.. جهارا نهارا!..
المشهد طافح في السوداوية في كافة مناطق وسط البلد هذه الايام في ظل الهيبة المفقودة لكافة الجهات الرسمية بدون اي استثناء!.. فلا تندهش اذا سمعت باعة البسطات فوق الارصفة «المحتلة» عنوة، يروجون لبضائعهم بعبارات خادشة للحياء والقيم، مليئة بالمصطلحات السوقية، والتحرش اللفظي بالمارة.. وخاصة السيدات!.. بل وفي ظل هذه الفوضى لا غرابة ان تشاهد صاحب بسطة ينصب ارجيلته فوق رصيف المشاة ويتطاير الجمر من فوق رأسها.. والمستفز ان ترصد على اطراف اسفلت شارع طلال قوارير ماء مملوءة بالبول يقوم بعض اصحاب المحال التي لا تتوفر فيها دورات مياه بالتبول بالقوارير وقذفها على طرف الاسفلت!.
العرض المأساوي مستمر في وسط البلد على غرار عروض الافلام في دور السينما.. سيارات تخالف القوانين وتسير بعكس السير، واذا ما اعترضه مراقب السير، ينزل السائق مزمجرا منرفزا يصرخ ويعربد في وجه رقيب السير الذي افهموه ان كلمة «الأمن الناعم» بصورة مغلوطة، اذهبت هيبته تحت رعونة التطاول على الهيبة، واستثمار الظروف التي لا علاقة لها من قريب او بعيد فيما يسمى «الربيع»..الذي اتعبنا.. مثلما اتعبتنا اجهزتنا المختصة بتراخيها الستفز!..وللحديث بقية!.