أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الربيع من جديد

الربيع من جديد

04-11-2019 01:48 AM
الشاهد -

المحامي موسى سمحان الشيخ

النسخة الجديدة من الربيع العربي اليوم تتبدى في أبهى صورها في العديد من الأقطار العربية ، ومع انه لم يمضي سوى زمن قصير على الربيع الاول الذي ابتدأت بواكيره عامي ٢٠١٠ وعام ٢٠١١ الآ ان ربيع اليوم الذي يحمل الأهداف ذاتها والتوجهات ذاتها : اسقاط الانظمة الفاسدة المحاطة بنخب لا تقل عنها سوءا وفسادا ، والتخلص من الأنظمة التي أثبتت عجزها وافلاسها على كافة المستويات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ، أنظمة نكلت بشعوبها وادارت لها ظهرها وتحالفت سرا وعلانية مع قوى لا تضمر سوى الشر لبلدانها ، قوى سلطوية وصلت غالبا للحكم بطريقة غير مشروعة واسهمت عن قصد او غير قصد بتفريخ قوى إرهابية ورجعية اذاقت الشعوب العربية الامرين ونكلت بهم ، بكلمة أنظمة لم تعترف الا على الورق بالحقوق الدستورية والقانونية والمدنية لمواطنيها ، وجرى للربيع الاول في نسخته الاولى في مصر وسوريا وليبيا واليمن والعراق ما جرى حيث تكالبت عليه قوى كثيرة محلية واجنبية وارجعت العرب قرونا الى الوراء ولعب البترودولار لعبته ، تونس شكلت استثناء الى حد ما .

اليوم نزلت الجماهير الى الشوارع في السودان والجزائر ولحقت بها جماهير لبنان والعراق وجرت محاولات خجولة في مصر قضي عليها قبل ان تبدء وفي الأردن استطاعت نقابة المعلمين انتزاع مكاسب جيدة بعد معركة كر وفر مع الحكومة ، جديد هذه الحراكات كلها اعني قاسمها المشترك – باستثناء النموذج العراقي – انها تدرجت في مطالبها ، كما استفادت من التجارب السابقة حيث لم تجر الى العنف ، وحافظت على وحدتها وتماسكها لقد سجل النموذج السوداني خطوات الى الامام تحسب للقوى المشاركة وتمكن من إزاحة نظام دكتاتوري وتعمل القوى الجديدة الان على ترسية حكم تشارك فيه معظم القوى السودانية وفي الجزائر وعلى مدار عشرات الأسابيع ما زالت القوى الشعبية صامدة امام الفساد وتركة بوتفليقة الثقيلة وجبروت العسكر .
التاريخ لا يعيد نفسه الا بشكل متعرج ومختلف فحراك الشارع في لبنان اذهل الجميع في صموده وسلميته وهو يحطم جبروت الطائفية وتحالف راسمال الذي حمل الشعب مديونية ٩٠ مليار دولار وملأ شوارع لبنان بالزبالة وحرم المواطن اللبناني من الماء والكهرباء حتى وصل الاملاق الى قوته اليومي ، لقد صمد شعار 'كلهن ، يعني كلهن' صمودا في الساحات رغم الجوع والبرد وفي العراق ما زالت قوى التغيير صامدة رغم انها دفعت قرابة ٣٠٠ متظاهر واكثر من ١٢ الف جريح في مواجهة القوى المحلية والتداخلات الإقليمية ، للعراق خصوصيته وسينتصر الشعب لا محالة رغم ثقل القبضة الطائفية .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :