أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية أحوال الديرة العيسوي يستذكر والدته في الذكرى الثالثة لوفاتها

العيسوي يستذكر والدته في الذكرى الثالثة لوفاتها

19-10-2019 07:01 PM
الشاهد -


استذكر رئيس الديوان المكي يوسف حسن العيسوي والدته في الذكرى الثالثة لوفاتها برسالة مؤثرة كتب فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم
هاهي السنة الثالثة لذكرى وفاتك ياأمي
مرت السنين كالبرق الخاطف أو ربما أسرع رغم أني لا زلت أذكر يوم وفاتك ياأمي وكأنها أمس أو ربما أقرب مازلت أذكرك بابتسامتك الصافية وحنانك فاق التصور إلى الآن لازلت أستنشق عبير ذكرياتك وأشعر بك معي أذكر أيامآ كنت لي
قلبآ رحيمآ وصديقآ حميمآ أشكو إليك همومي وأبثك أحزاني وتشمليني بحبك المعطاء وحنانك الفياض أذكر أيامآ كنت محاطآ بدعاءك المتواصل الذي ساعدني في كثير من المحن ومدني بالقوة والصمود فقدتك فقدآ أوجعني وآلمني بكل ما للألم من معاني أيقظ في جرحآ نازفآ لن يتوقف ماحييت
آه ياأمي لو تعلمين كم تقسوا علي مشاعر الحنين والشوق لضمك وتقبيل يديك وكأني صرت فى بحر متلاطم أمواجه عاتيه
وكأن سفين الحزن صادف قلبي شاطئآ هادئآ فأقسم ألا يرحل عنه أبدآ
أما المنزل الذي فارقتيه وبصماتك تحيا في جدرانه أراه إلى الآن بلا روح
كيف لا وقد أفلت شمسه وأظلمت أركانه إلى الأبد فمازلت أبحث عنك فى ثناياه فهنا كنت تصلين وهنا كنت تجلسين وهنا كنت تنامين وهنا مصحفك وهنا وهنا وهنا وهنا نباتاتك التي افتقدت عنايتك وحنانك ولمساتك الدافئة هي أيضآ تبكيك ياأغلى من عشقت ولكنني وبرغم حزني وقهري لازلت أبدي التماسك الشديد المصطنع أمام الجميع لا تجزعي ياأمي فلا زلت أذهب إلى مملكتك الدافئة وأعتني بنباتاتك الحزينة على فراقك وأسقيها وأسمدها وأطبطب عليها علني أعوضها جزئآ مما فقدت وهي أيضآ باتت تصادر أحزاني وتحدثني عنك وعن شوقها إليك بابتسامة رقيقة منها لقد بدأت أوراقها تستعيد رونقها من جديد وبدأت تزهر من جديد للحفاظ على ذكراك فلقد عاهدتني أن تستعيد رونقها لأجل روحك الحبيبة الطيبة
من عرف حنانك ثم حرم منه لن يعرف حنانآ أبدآ ومن ذاق حبك ثم سلب منه لن يذق حبآ بعده أبدآ ومن شعر بعطفك الأموي ثم فقده لن يشعر بعطف أبدآ
فراقك أذاقني قسوة الحياة بشكل رهيب فحزني لا يعرف شتائآ أو صيفآ أو ربيعآ أو خريفآ ربما صارت حياتي فصلآ خامسآ يجمع الفصول الأربعة
إضافة إلى الدموع والحزن والألم والأسى والضيق والشعور بالفقد الحقيقي لروح الحياة ونبضها
أمي في ذكرى وفاتك الثالثة تنتابني رغبة قاتلة بالبكاء عله يهون علي مافي قلبي المثخن بألم الفراق
أرغب البكاء فى صمت شديد أبكي في داخلي دونما دموع فالبكاء أضعف من أن يعبر عما بداخلي من مشاعر وأسى
فأي بكاء قد يعوضني عن رحيلك أي بكاء يستطيع أن يعيد لي بركات دعاءك أي بكاء يعيد لي لذة النطق بكلمة * أمي *
أي بكاء يعوضني حنان جف نبعه للأبد أي بكاء يعيد لي شمسآ أفلت وقمرآ أظلم أي بكاء يعيد لي من كان يكرمني ربي من أجلها أي بكاء يعيد لي أمي
آه ما أصعب فراقك يا أمي
آه ثم آه ثم آه من ألم قد ألم بي ألم يعصف بقلبي منذ رحيلك
لاتقلقي يادرة قلبي لازلت على عهدي بك أزورك في قبرك كما كنت أزورك في بيتك وأعتني بنباتاتك التي زرعتها بيدي حول قبرك لأنني أعلم مقدار حبك للزرع والنباتات يامن زرعتي في قلبي الحب والوصال لن أخيب ظنك بي ولن أخذلك ماحييت حتى بعد وفاتك سأبقى على العهد ياأمي ياأم الوفاء
لن أنساك يا أمي بل سأسكب دموعاً صامتةً ممزوجة بدعوات دائمة بأن يشملك الله برحمته وأن يسكنك الفردوس الأعلى من جنته
ابنك ابو حسن




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :