أنس عشا

أكد رئيس الوزراء السابق د. هاني الملقي أن الأردن خرج من عنق الزجاجة في ظل إنخفاض المديونية السنوية من مليارين لمليار تقريباً، وذلك في الندوة التي استضافتها جماعة عمان لحوارات المستقبل للحديث عن انجازات حكومته، كما تطرق في الندوة لجميع مراحل المملكة والأزمات الاقتصادية التي مرت بها.

وتابع الملقي ' لم أعمل إلا لمصلحة الوطن، وتقدمت بتقرير مفصل لجلالة الملك عبد الله الثاني حول انجازات حكومتي في السنة والأولى، والأمر تكرر في السنة الثانية كذلك'، قبل أن يمازح الحضور ' لا أملك حساباً على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ولكنني أعلم ما الموضوع الشائع، تريدونني أن اتحدث عن عنق الزجاجة؟'.

وعن الندوة، قال 'لقاء اليوم ليس للتلميع، كوني لم أسعى لوظيفة أو منصب وكذلك لم أطرد من أي وظيفة أو منصب، هذه دعوة كي لا نساق خلف المعلومات الخاطئة، علينا أن نحكم عقولنا، نحن وطن محسود على موارده البسيطة وموارده البشرية، الدولة الأردنية تحمل هوية عربية هاشمية ونحمل رسالة قومية وهذا يعني عدم التقاعس عن مد يد العون لمن يطلب ذلك'، كما تطرق لأزمة العمالة الوافدة 'لا يجوز أن يتواجد العامل الوافد في المؤسسات الرسمية، مع إحترامي لجميع الجنسيات ولكنني وجدت عمالاً مصريين في رئاسة الوزراء !!'.

قبل أن يتحدث عن بعض الأزمات التي مر بها الأردن وأهمها النكسة وما صاحبها من اتكالية اقتصادية جعلت نصف ميزانية المملكة من المساعدات، وتابع 'بعد توسع التعليم وزيادة عدد المتعلمين توجه المتعلمين للقطاع الذي يضمن الراتب والتأمين وخرجوا من البوتقة الإنتاجية'.

وعن صفقة الغاز الصهيوني قال الملقي ' وصلتني الاتفاقية جاهزة للتوقيع، ولم أجد فيها إلا ما ينفع المصلحة الوطنية باستثناء الإيذاء النفسي الناتج عنها، ولكننا نشتري من الاحتلال الماء كذلك، وهنا أتساءل هل تعرفون مصدر الغاز الموجود في الباخرة التي بالعقبة !! '.

وقال الملقي أن الشللية والمحسوبية أدت لأنتاج مشاريع بنية تحتية ليست ذات أولوية وأعطى مثالاً 'ذهبت لافتتاح مركز صحي في إحدى المناطق، لو دخل كل أهل المنطقة للمركز لكان هناك فائض في الغرف !! '، كما أعتبر أن كارثة غزو العراق كانت سبباً مباشراً في تغيير النسيج الاستهلاكي للمواطنيين.

وأضاف ' ما أود أن أقوله أن الأردن تجاوز كل أزمة بفضل شعبه وقيادته'، ليعود ويمازح الحضور ' أنا لست نرفوز وأحب النكتة والضحك، ولكنني حازم ومبدئي بالحياة ' أمشي عدل يحتار عدوك فيك''.

وتحدث رئيس الوزرء السابق عن اتفاقية وادي عربة ' رغم أن الاتفاقية لم تكن لأهداف مالية وجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه قال أننا لا نقوم بالسلام مقابل المال، ولكن الولايات المتحدة شطبت جميع الديون عن الأردن في ذلك الوقت'.

لينتقل بعد ذلك لحقبة جلالة الملك عبدالله الثاني 'جلالة الملك فتح صفحة جديدة مع دول الجوار كما أنه قوى القطاع الخاص ليخفف العبئ عن القطاع العام، كما أنه سوق للبحر الميت لوحده وجاء بجميع الشركات العظمة لتشاهد الأردن من خلاله'، وتابع 'في عهد حكومتي افتتحت 'amazon' مكاتبها في الأردن، كما أن مشروع العبدلي جاء في وقت غياب النشاط الاقتصادي'.

وعن منطقة العقبة الخاصة، تحدث' الملك الحسين كان معجب بنموذجي شرم الشيخ وبورسعيد في مصر، وتمت إنشاء دراسة لإنشاء العقبة الاقتصادية الخاصة'، وأكمل 'لم نقم ببيع الميناء، كان لدينا 7 أرصفة واليوم أصبحوا 31، كما أننا عززنا من الأردن كمركز لبيع الحبوب في المنطقة، أصبح لدينا تخصص في الميناء الذي تحول ولم يباع، الأمر ذاته ينطبق على المطار، المطار للأردن، أين سيذهب !! كنا نستقبل مليون مسافر واليوم نستقبل 8 مليون'.

وتابع الملقي ' قمنا بزيادة الضريبة على المطاعم لا يمكنك أن تجد مكاناً في المطاعم، ووضعنا ضريبة على الطيران والأردن كلها في تركيا، الحكاية ليست بالضرائب، وهدفنا من الضرائب هو الحد من الاستهلاك'، وعن المدينة الجديدة قال ' النمو في مصر زاد بسبب المدينة الجديدة، كانت ستنشط الحالة الاقتصادية للجميع'.

كما تطرق لأهمية التأمين الصحي للقطاع الخاص كونه سيوجه المواطنين للعمل فيه مما سينعكس على الاقتصاد الوطني قائلاً ' التأمين الصحي ليس منة على المواطن'، كما تطرق لبعض المشاريع مستغربا عدم أكمالها مثل طريق عمان عجلون وسكة حديد العقبة.

واختتم الندوة بالحديث ' منذ عام ونصف وأنا وأولادي نسمع كلمات مثل (المخلوع)، لن أجروء على تقديم استقالتي لجلالة الملك ولكنني توسلت لجلالة الملك أن أستقيل'، قبل أن يرد على أحد الحضور ' الشرف ليس لكم بمقابلة مسؤول، بل الشرف للمسؤول لأنكم كنتم تدفعون راتبي والآن تدفعون تقاعدي'، وأكمل ' الأحاديث كثيرة، قالوا أنني ذهبت للبنان لمقابلة عوني مطيع، أنا لا أحب لبنان وأخر مرة زرتها فيها كانت عام 2005'.

كما أكد الملقي في الندوة صعوبة عودته لرئاسة الوزراء بسبب عمره وخروجه الحديث من المرض، وأنه سيفكر طويلاً لو عرض عليه ذلك مفضلاً ترك الفرصة لغيره.