أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك سجال الحكومة والمعلمين .. تحولات في المشهد...

سجال الحكومة والمعلمين .. تحولات في المشهد الاحتجاجي

17-09-2019 11:52 PM
الشاهد -


خاص
بين اتهامات بتسييس مطالب المعلمين وتوسيع دائرة المعارضة والتأييد، تكشفت أساليب جديدة في التعامل مع أزمة الإضراب من الجانبين، الحكومة والنقابة.

الحكومة تصر بأن نقابة المعلمين انقلبت على الاتفاق عام 2014 وبأنها لم تتطرق إلى وعد بصرف علاوة 50% باعتبار إقرار هذه العلاوة سيوسع عجز الموازنة.

كما أن الحكومة بحثت عن الحل من خلال توسيع دائرة المبادرات كحل مؤقت لتدريس الطلبة في مراكز تطوعية، خصوصا طلاب التوجيهي .

حاول رئيس الحكومة عمر الرزاز احتواء الموقف برسالتين وجههما إلى المعلمين من خلال التلفزيون الاردني مرة ومن خلال الموقع الرسمي مرة الأخرى، والرسالتان قوبلتا فورا بالرفض والاستهجان من قبل المعلمين ومن يدعم اضرابهم، مع التنويه بأن الرئيس يتجنب حضور أي لقاء او اجتماع بحضور أعضاء من نقابة المعلمين ، حيث كلف فريقا بإجراء الحوار مع النقابة.

وزير التربية والتعليم أوعز لمدراء التربية والتعليم تزويده بكافة أسماء المعلمين المضربين والممتنعين عن التدريس، وهو ما يعبر عن نية الحكومة بالانتقال من مرحلة الحوار إلى مرحلة اللجوء للقانون والقضاء لغايات فك الإضراب .

ومن إجراءات الحكومة أيضا ، الإعلان عن تعيينات جديدة لمعلمين في وزارة التربية والتعليم من خلال ديوان الخدمة المدنية.

نقابة المعلمين هي الأخرى تستخدم تكتيكات جديدة تدل على أن الإضراب ليس فكرة طارئة، بل هو احتجاج تصعيدي مخطط له بشكل محكم، ويتم تنفيذه مع جاهزية إعلامية وأشكال احتجاجية مرافقة.

لوحظ بأن محطات إعلامية وصفحات رسمية تابعة لأحد الأحزاب المعروفة تقوم بالترويج لتحركات نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة بشكل مكثف، وتحديثات عن يوميات الاضراب، وتبني هاشتاغات الكترونية لتوسيع دائرة الاحتجاج.

الأخطر من ذلك كله، أن التعليقات على معظم الصفحات المؤيدة لإضراب المعلمين أصبحت تصف كل شخص يقف ضد الإضراب من أولياء أمور الطلبة وحتى باقي المواطنين بأنهم "سحيجة".

ومن استراتيجية نقابة المعلمين محاولة تشديد الزخم من خلال الإعلان عن وقفات احتجاجية على هامش الإضراب في بعض محافظات المملكة مثل الكرك واربد ، ويبدو أنها بذلك تحاول الوصول إلى إعادة فكرة الدعوة لاعتصام مركزي في العاصمة عمان خلال الفترة القادمة.

إن ظهور نائب النقيب بشكل شبه يومي في بث مباشر، يعتبر محاولة لترسيخ فكرة الإضراب وعدم الغياب عن المشهد حتى لايفقد الإضراب زخمه .

مؤشر مثير للتساؤل بدا واضحا خلال إحدى حلقات البث المباشر تحول فيها خطاب نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة إلى استهداف فئات أخرى غير المعلمين للوقوف في وجه الحكومة، والفئة التي استهدفها النواصرة تثير الشك في نية النقابة من الإضراب، فتوجيه الخطاب لمنتسبي القوات المسلحة والأمن العام وقوات الدرك، يعتبر خروجا عن المسار الاحتجاجي ومحاولة لاستمالة جهة محايدة، تعتبر جهة تنفيذية، وتحريضها على الانخراط في الاحتجاج يثير شبهة كبيرة حول أهداف نائب النقيب خصوصا وبأنه عضو حزب سياسي وله دور قيادي في هذا الحزب.

أما عن دخول قنوات فضائية غير محلية على خط الإضراب فهذا قد يمهد لجهات خارجية بالتدخل في الشأن الداخلي، فقد قامت قناة معروفة من خلال أحد برامجها السياسية الساخرة الموجهة إلى استغلال إضراب المعلمين الاردنيين، و تعمدت توجيه الانتقاد اللاذع للحكومة وللإعلام المحلي بشكل متحيز وغير مهني، وتم تداول مقاطع الحلقة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مع متابعة تعليقات لأشخاص غير أردنيين تضمنت توجيه الانتقادات والتكلم بشكل "فج" عن الأردن ونظامه السياسي .

توقيت الإضراب يعتبر موضع شك كونه بدأ مع بداية العام الدراسي، بالإضافة إلى عدم مراعاته لقضايا سياسية مصيرية وعلى رأسها تصعيد الحكومة الإسرائيلية في إعلان نيتها ضم غور الأردن وبسط نفوذها على كامل مدينة الخليل.

لم تشفع نداءات الأهالي إلى وقف السجال بين المعلمين والحكومة، فلا تعليق للإضراب ولا تخطيط واضح للحكومة فيما يتعلق باحتواء مطالب المعلمين.

المعلمون فوق الشجرة متمسكون بمطلبهم، والحكومة تفكر بشكل آني وكأنها تفاجأت بالإضراب الذي كان متوقعا منذ فترة طويلة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :