أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية منوعات مشاركة ابنائنا في التنمية بالعطلة الصيفية

مشاركة ابنائنا في التنمية بالعطلة الصيفية

01-08-2013 10:15 AM
الشاهد -

محمود محمد النسور

منذ زمن بعيد وعلماء الاجتماع يصدرون الابحاث والدراسات حول الدور الذي يمكن ان يناط بالطلاب في عملية التنمية والاقتصاد وهذه الابحاث شقت طريقها الى ترجمة فعلية في البلدان المتقدمة منذ القرن الماضي. فاشراك الطلاب في عمليلة التنمية يترك بصمات مشرقة اذا ما كانت هناك خطط وبرامج فعلية تصوغها جهات ومؤسسات رسمية والتطرق الى هذا الموضوع يتزامن مع عطلة الطلاب التي تمتد حتى اوائل ايلول المقبل، وهذه فترة زمنية ليست قصيرة، يجب استثمارها من الطلاب بحيث تعود عليهم بكثير من المنافع والفوائد، سواء كانت مرتبطة بانشطة مجددة او بممارسة بعض الاعمال التي قد تعود عليهم بمكاسب مادية. فكان على المؤسسات التربوية الرسمية ومنذ زمن طويل العمل على صياغة خطط وبرامج قادرة على توظيف طاقات هذه الفئة من المجتمع، فاوقات الفراغ التي تمر في حياة الطلاب تستدعي منهم بذل االجهود، كما ان رسم الخطط المحددة قائم على ابحاث ونظريات علمية واجتماعية وسلوكية ففي حالة الاعتراف ان بعض المعسكرات الشبابية التي تنظم في المحافظات كانت قد اسهمت في تنمية مواهب ومهارات الطلاب وساعدتهم على الارتقاء بها مثل الرسم، الرياضة، السياحة، الموسيقى وما عداها من نشاطات وفعاليات بالمقابل عليها ان تعترف ان الطلاب الذين يتوجهون عليها ان تعترف ان الطلاب الذين يتوجهون الى هذه المعسكرات يشكلون نسبة قليلة من اجمالي الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة. لذا يجب وضع خطة شاملة واسعة لاستقطاب ومن المراحل كافة وهذا امر يستدعي التنسيق والتشاور بين وزارة التربية ووزارة الشباب ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص التي تعنى بالشباب. ففي الدول الاوروبية ودول اسيا المتقدمة مثل اليابان والصين يقوم الطلاب ومن مرحلة التعليم الثانوي والجامعي على مساعدة الفلاحين بقطاف المحاصيل الزراعية وحماية البيئة باشراكهم بمهام واعمال محددة وكي لا يبدو الامر سطحيا فان وزارة البيئة في المانيا سبق ان نشرت خبرا يقول: انه ومقابل حصول الطلاب على الملايين من عملهم خلال صيف 2005 فان الجهد الذي بذلوه في حماية البيئة وفر على موازنة الدولة مبلغ يصل الىحدود 5 مليارات يورو وهذا المثل الذي نحن بصدده يظهر بوضوح كيف ان هؤلاء الطلاب ساعدوا الى حد كبير في المشاركة بتنمية بعض القطاعات واستطاعوا بالمقابل من كسب مردود مادي مكنهم من توفر احتياجاتهم الدراسية وغير الدراسية. ومن البديهي ان تشكل هذه الدعوة للقيام بسلوك مشابه لان هناك من سيقول بان ما يزيد على مليون انسان في سورية يبحثون عن فرص عمل وبالتالي فالطلاب ليسوا من المحسوبين على سوق العمل ومثل هذا الرأي منطقيا لا يدفع من طرح المبادرات والاجتهادات التي تؤدي الى الاقتداء بتجارب ناجحة وهي بعض البلدان المحسوبة على قائمة البلدان الغنية اجتماعيا واقتصاديا. الاخذ بمفهوم المناخ هو الخيار الامثل الذي من شأئه خدمة الطلاب في اوقات العطل لكن هذه الامكانات احاطتها بكثير من الخطط والبرامج. يتميز المجتمع الاردني بوفرة اصحاب الاختصاص واصحاب الكفاءات في علوم التنشئة والامكانات التي تساعدهم لصياغة تصور ينسجم ويتناسب مع حقيقة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بطلابنا فعلى سبيل المثال لا الحصر، فان التصور المطلوب ان يتسم بالواقعية التي من شأنها التوفيق بين الطلاب الذين يقيمون في المدينة والاخرين الذين يسكنون القرى والمناطق الريفية، فالسعي الى تشجيع الطلاب على مزاولة الانشطة الرياضية قد يمكن طلاب المدينة من ذلك من دون ان يتيح الفرصة لطلاب المناطق البعيدة والنائية والتشجيع على ارتياد المراكز الثقافية والاهتمام بالمطالعة ايضا قد يتيح الفرصة لشريحة من الطلاب، وقد حجبت عن البعض الاخر من الذين لا تتوافر في قراهم ومناطق هذه المراكز بمعنى انه يتعين القيام لتوفير الامكانات من جانب المختصين وهؤلاء لن يبادروا بمثل هذه المهام بمعزل عن الاشراف المباشر الذي هو مسؤولية المؤسسات والتي هي وحدها القادرة على توفير كل ما يلزم. هذا الرأي لقد جاء على السن كتاب الصحف والمهتمين في اكثر من مناسبة والذي اتمنى ان يشق طريقه الى التنفيذ ونحن نتمنى على وزارة التربية الاعلان عن دورات لاستبقال الطلاب الذين يرغبون مثلا في التعليم على الحاسوب واكتساب دراسات جديدة تفوق البرامج التعليمية الاولية، وذلك مقابل تسديد مبلغ من المال اقرب الى الرمزي وباعتقادنا ان طلاب التعليم الاساسي بحاجة ماسة لمثل هذه الدورات. اما وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التربية التي بمقدورها ان تنظم ندوات توعية وانشطة حول مفهوم العمل التطوعي وتوعية الطلاب وارشادهم الى الاساليب التي تؤدي الى مشاركة فاعلة في مواجهة الكوارث الطبيعية بل ويمكن الانتقال بهذه الدورات والندوات من طور التوعية النظرية الى طور التطبيق العملي على الواقع سواء في كيفية المشاركة في انقاذ الممتلكات العامة والخاصة في حالة حصول زلازل وعواصف وحرائق وآليات الحفاظ على السلامة البيئية ويمكن في هذه الحالة اشراك الطلاب في تنظيف مجاري الوديان وعمل سدود مائية واعلان يوم نظافة من كل اسبوع تتم خلاله مشاركة عمال النظافة في جمع القمامة من بعض الاحياء والشوارع والساحات العامة والعمل التطوعي قضية على درجة عالية من الاهمية، وتكرس مع مرور الزمن ثقافة المسؤولية والمبادرة في اذهان الجيل الجديد والذي ما زال بحاجة الى كثير من الرعاية والاهتمام





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :