أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة اوساط عربية ودولية ترفض الصفقة الرامية الى...

اوساط عربية ودولية ترفض الصفقة الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية

17-07-2019 10:54 AM

 عبدالله محمد القاق

صفقة القرن تفشل في طرح برامجها الاقتصادية في المنامة

قادة عرب :تخصيص 50 مليار دولارللفلسطينيين والاردن ومصر ولبنان مجرد اوهام

لم تنجح ورشة المنامة التي سخرت اميركا جهدها لانجاح افكار جاريد كوشنروالتي أعاد كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر في كلمته الافتتاحية لورشة الازدهار من أجل السلام التي استضافتها المنامة التأكيد على أن الخطة الاقتصادية المقدمة ضمن إطار صفقة القرن هي بمثابة "فرصة القرن" للفلسطينيين رغم رفض القيادات الفلسطينية، وحتى رجال الأعمال الفلسطينيين الذين حضروا الورشة لها، فيما هاجمت الصحف البريطانية المخطط الأمريكي الذي يرمي للقضاء على المطالب الفلسطينية المندرجة في إطار حل الدولتين المطروح سابقًا ضمن مباحثات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية,

على خلاف ما كان كوشنر يرمي إليه من وراء ورشة المنامة لإنجاح مساعيه الدؤوبة بالترويج لصفقة القرن على أنها الخيار الأنسب للفلسطينيين، هاجمت صحيفة الغارديان البريطانية الخطة، واصفًة إياها بأنها صفقة من الأوهام بتكلفة 50 مليار دولار.
قال صهر الرئيس الأمريكي كوشنر في كلمته الافتتاحية لورشة المنامة الاقتصادية موجهًا خطابه للفلسطينيين دون أن يقدم على ذكر الجانب الإسرائيلي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتخلَّ عن الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الاتفاق على "مسار اقتصادي شرط"، وأن واشنطن وترامب ملتزمان بالتوصل إلى مستقبل أفضل للفلسطينيين وللشرق الأوسط برمته.أ
وجدد كوشنر وصفه لصفقة القرن التي تجرد الشعب الفلسطيني من حقوقه بأنها "فرصة القرن من أجل خلق فرص للشعب الفلسطيني"، وفي محاولة لإنجاح ورشة العمل التي فشل أساسًا بتحقيق غايته قبل انعقاد جلستها الافتتاحية، زعم رجل العقارات الأمريكي أن الخطة الاقتصادية ستكون "مركزًا نابضًا بالاقتصاد في الضفة وغزة" وتساعد على "تحقيق الازدهار لشعوب المنطقة,".

وخلال جلسة الأعمال الافتتاحية لورشة المنامة كان واضحًا تفوق الإسرائيليين في حضورهم رغم أنه تمثيل غير رسمي، فقد حضر الجانب الإسرائيلي عبر رجال أعمال ومستثمرين وما يزيد على 20 صحفيًا لتغطية وقائع المؤتمر، فضلًا عن الحضور الواسع للجانب العربي، وأكد رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار أن شركائه رجال الأعمال العرب على استعداد للاستثمار في الشق الاقتصادي، واصفًا ما يحدث بأنه "نوع منطقي جدًا من الأحلام وكنت أتمنى أنه لو كان المستفيدون هنا" في إشارة لرفض الجانب الفلسطيني حضور المؤتمر..

لكن محاولات الإمارات إلى جانب كوشنر التي بدت خلال المؤتمر تسعى لإظهار نجاحه لم تكن كما أراد لها المنظمون أن تكون، بعدما عبر أحد رجال الأعمال الفلسطينيين الحاضرين في المؤتمر عن خيبة أمله لعدم بذل كوشنر الجهد المطلوب لمعالجة الوضع السياسي بحسب ما نقلت وكالة رويترز على لسانه دون أن تكشف عن اسمه، مشيرًا إلى أن "جاريد ليس سياسيًا، إنه رجل عقاري"، وتابع مضيفًا: "لا يمكنك صنع السلام الاقتصادي فقط أو السلام السياسي فقط، عليك تنفيذهما في نفس الوقت,
ولعل أبرز الحاضرين عن الجانب الإسرائيلي كان ممثلًا بالرجل الذي شغل مناصب عسكرية وحكومية في إسرائيل يوآف مردخاي، والذي تحول لاحقًا ليصبح رئيس مجموعة نوفارد التي تختص بالبنى التحتية والمساعدات الإنسانية في العالم العربي باستثناء قطاع غزة والضفة الغربية، ويعرف عن الجنرال الإسرائيلي أنه روج عام 2017 لما يعرف بخطة مارشال التي نشرها حينها في مقالة موسعة ضمن فصلية التقدير الاستراتيجي لمركز أبحاث الأمن القومي.
وقدطالب مردخاي في دراسته التي يبدو أن الشق الاقتصادي لصفقة القرن قام على أنقاضها بإدراج "مبادرات واستثمارات دولية جادة تمكن من إعمار وتغيير حقيقيين - اقتصادي وفي الوعي - ودون تمكين (حركة) حماس من معارضتها أو منعها"، ويضيف في دراسته أنه "زيادة على ذلك يفترض أن تدرج هذه العملية بمسار تسوية أمنية واقتصادية وحل للمسائل المطروحة على الأجندة العامة مع مبدأ تقليص القوة العسكرية لحكم حماس ووقف مسألة اشتراط العملية بإعادة الأسرى والمفقودين من عملية الصخر الجارف".

ويضيف مردخاي في دراسته قائلًا: "نطمح لخلق معادلة لن يكون مجديًا للأطراف المختلفة معارضتها وسيكون من مصلحتها تبنيها وتلقفها"، وهو ما يشير فعليًا لإفراغ المطالب الفلسطينية المرتبطة بحق العودة، وحل الدولتين، والذي تسعى لإنجازه الإدارة الأمريكية الحالية التي واجهت انتقادات داخلية واسعة بسبب الدعم غير المحدود الذي تقدمه لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو..

وتأمل أطراف أن تكون ورشة المنامة التي شهدت توافقًا على مقاطعتها من جانب القيادات الفلسطينية، وراء مصالحة وطنية بين الأحزاب الفلسطينية المنقسمة سياسيًا فيما بينها، وبوابة لتوحيد القرار الفلسطيني مجددًا، وهو ما انعكس في تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي أظهر استعداده للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في قطاع غزة أو العاصمة المصرية القاهرة من أجل المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام والاتفاق على استراتيجية موحدة لمواجهة صفقة القرن.
وعلى خلاف ما كان كوشنر يرمي إليه من وراء ورشة المنامة لإنجاح مساعيه الدؤوبة بالترويج لصفقة القرن على أنها الخيار الأنسب للفلسطينيين، هاجمت صحيفة الغارديان البريطانية خطة السلام من أجل الازدهار الاقتصادية التي طرحت تفاصيلها أمس الثلاثاء أمام المجتمعين في المنامة، واصفًة إياها بأنها "صفقة من الأوهام بتكلفة 50 مليار دولار وميزانيتها غير موجودة بعد".

وأضافت الصحيفة بأن واشنطن "انخدعت برغبة دول الخليج وحماسها لتوطيد العلاقات مع إسرائيل وخلطت بين ذلك ورغبة هذه الدول في الانحياز إلى جانب إسرائيل بشكل علني ودفع فاتورة ذلك"، موضحًة في افتتاحيتها التي خصصتها لنقاش ورشة المنامة أن: "أغلب هذه المقترحات تم تقديمه من قبل وبعضها قبل عشر سنوات واتضح أنها غير قابلة للتنفيذ تحت الظروف الحالية، لكن المستشارين يصرون على طرحها على الساسة لأنهم يرفضون ببساطة الاعتراف بأن العقبة الأساسية أمام التنمية الاقتصادية في المنطقة هي احتلال الضفة الغربية وحصار قطاع غزة".

وذهبت صحيفة ذا تايمز البريطانية إلى أبعد من ذلك باتهام مراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر واشنطن بـ"قتل آمال قيام دولة فلسطينية" بافتتاحها لورشة المنامة، مشيرًا إلى أن كوشنر ألغى بشكل مباشر دعم واشنطن لحل الدولتين الذي كان أساسًا للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية منذ عقود، وأنه أراد في افتتاح ورشة السلام من أجل الازدهار القول إن واشنطن تنسحب من مبادرة السلام العربية التي تقوم على أساس إنشاء دولتين واحدة فلسطينية وأخرى إسرائيلية.
تجد السلطة الفلسطينية نفسها أمام موقف صعب، تواجهه من خلال حلقتين إما الموافقة على الشق الاقتصادي الذي يسعى لإنهاء مشروعها القومي بالحصول على شرعية أممية لدولة فلسطينية، أو رفضها المشاركة بالمؤتمر وهو ما تحاول الحكومة الإسرائيلية استثماره داخليًا للمضي بتنفيذ مشروعها الاستيطاني في المنطقة ج التي تشمل 60 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، التي تريد الاستيلاء عليها، وبالتالي فإنها مطالبة لمواجهة ذلك بتنفيذ مصالحة وطنية داخلية لمقاومة مخططات صفقة القرن..

ورغم ما تواجه السلطة الفلسطينية من صعوبة في الوضع الراهن، فإنها ملزمة بتنفيذ خطوات استباقية عبر إنهاء الانقسام الوطني بين القيادات الفلسطينية أولًا، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية مع إصلاحها ثانيًا.
وقد اعتبر الصحفي بن وايت في مقال نشره موقع ميدل إيست أي البريطاني أنه رغم ما تواجه السلطة الفلسطينية من صعوبة في الوضع الراهن، فإنها ملزمة بتنفيذ خطوات استباقية عبر إنهاء الانقسام الوطني بين القيادات الفلسطينية أولًا، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية مع إصلاحها ثانيًا، والابتعاد عن تقديم الحلول السطحية للأزمات على غرار ما تقوم به في أزمتها المالية الحالية أخيرًا.
وكانت مجلة نيوزويك الأمريكية قد نقلت على لسان المدير التنفيذي للمجلس الديمقراطي اليهودي في أمريكا هالي سويفير مطالبته الإدارة الأمريكية دعم حل الدولتين عوضًا عن إعادة طرح أفكار قديمة، مضيفًا أنه لطالما كانت سياسة واشنطن على مر العقود تؤيد دعمها لحل الدولتين، وهو المطلوب في الوقت الراهن من الإدارة الحالية عوضًا عن تقديم "الصور اللامعة والوعود الفارغة"، وهو في هذا يؤكد خطاب بعض الأوساط والنخب الأمنية الإسرائيلية المعارضة لنتنياهو.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :