أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة الجامعة العربية مدعوة لمطالبة المجتمع الدولي...

الجامعة العربية مدعوة لمطالبة المجتمع الدولي بفتح تحقيق في اغتيال ياسر عرفات

11-07-2012 01:48 PM
الشاهد -

فيما تكشفت قضية " سم " الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عبر اجهزة الموساد الاسرائيلي :

*المطلوب الاستعانة بالخبرات العربية والدولية العلمية للوقوف على حقيقة أسباب مرض ووفاة الرئيس الراحل.

الشاهد – عبدالله القاق

يعتبر المحللون والمراقبون السياسيون ان جريمة اغتيال الرئيس الرمز ياسر عرفات، لن يمحوها الزمن، وان كشف الحقيقة مطلب كل طفل وشاب وشيخ وامرأة وفتاة فلسطينية، وليس في الشعب الفلسطيني من لا يهمه عملية الإغتيال، والجميع يدرك ما أحدثه غياب الرئيس عرفات عن المشهد الفلسطيني .

والواقع أن الجميع مدعو اليوم الى تشكيل قوة ضغط على المجتمع الدولي، لفتح تحقيق دولي في إغتيال الرئيس عرفات، وعلى الفلسطينيين أن يتفاعلوا مع الظروف الراهنة، لإنجاح التحقيقات والوصول الى النتائج التي يطمئن اليها الكل الفلسطيني والعربي والاسلامي، لأن ياسر عرفات لم يكن قائداً عادياً بل رمزاً استثنائياً لن يتكرر في الأخ توفيق الطيراوي، وما جاء في برنامج قناة الجزيرة يعتبر نقطة ارتكاز قوية لإستئناف التحقيقات المطلوبة .زماننا . والواضح أن ملف اغتيال الرئيس عرفات لم يغلق في أي اجتماع للمجلس الثوري ومركزية الحركة، كما ابلغني السيد فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية خلال زيارتي له في مقره في تونس مؤخرا بل كان مثاراً لأن أكثر المعنيين بمعرفة الحقيقة، هم أبناء حركة فتح، الذي كان قائدهم العام ياسر عرفات ولازال رمزهم الوطني الكبير الذي لا يمكن أن ينسوه .

ولعل اهتمام السلطة الفلسطينية بهذا التقرير تمثل في أصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته بمتابعة ملف وفاة سلفه الراحل ياسر عرفات بما في ذلك إمكانية استخراج رفاته عقب ظهور أدلة جديدة تفيد باحتمال وفاته مسموما. وان الرئيس عباس طلب الاستعانة بالخبرات العربية والدولية العلمية للوقوف على حقيقة أسباب مرض ووفاة الرئيس الراحل. وأكد تعقيبا على تقرير بثته قناة "الجزيرة" القطرية أن "السلطة الفلسطينية ـ كما كانت على الدوام ـ على استعداد كامل للتعاون وتقديم جميع التسهيلات للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مرض ووفاة الرئيس الراحل". وذكر أنه "لا يوجد أي سبب ديني أو سياسي يمنع، أو يحول دون إعادة البحث في هذا الموضوع بما في ذلك فحص رفاة الرئيس الراحل من قبل جهة علمية وطبية موثوقة وبناء على طلب وموافقة أفراد عائلته". وأظهر تقرير قناة الجزيرة القطرية وجود أدلة بشأن العثور على مستويات عالية من مادة "البولونيوم" المشع والسام في مقتنيات شخصية لعرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته في نوفمبر 2004 في ظروف غامضة. من ناحيته أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس الاربعاء ان السلطة الفلسطينية تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على غرار لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

والواقع أن "الأيادي الإسرائيلية وأدواتها الخبيثة التي امتدت لشخص عرفات تؤكد بوضوح أن إسرائيل ليست العنوان الصحيح لصناعة أية عملية سلمية وإنما هي مشروع موت وفناء وعدوان على الإنسان والأرض". أن مسألة ضلوع الاحتلال الإسرائيلي في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات غير قابلة للنقاش، ولكننا نرى ضرورة الاستمرار في التحقيقات من أجل كشف أداة القتل والاغتيال واليد التي نفذته. لان "العدو الإسرائيلي هو من اغتال الشهيد ياسر عرفات رحمه الله.. ولا شك في ذلك، وتبقى أداة القتل والاغتيال واليد التي نفذته مجهولة وتحتاج إلى مواصلة التحقيقات والتحريات لكشف كل التفاصيل". ويتساءل المراقبون "هل قتل عرفات بالسم المصنع في مختبرات الإسرائيلية أم بالغاز المشع القاتل المصنع في مفاعلاتهم النووية .. أم غيرها؟. ولكن العلامات والأعراض التي وصفت في سجلاته الطبية تضاربت مع البولونيوم المسمم، حسبما قال دارسي كريستين المتحدث باسم معهد الفيزياء الإشعاعية في لوزان لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب أ.). وقال واصفا هذا بالامر "المحير" إن النتائج غير كافية للتوصل إلى استنتاجات بشأن سبب الوفاة وان هناك حاجة للمزيد من التحقيقات. وسوف يعني هذا إخراج جثة عرفات لإجراء المزيد من الفحوص على عظامه. وفي محاولة إسرائيلية للتنصل من اغتيال الشهيد ياسر عرفات، زعم عضو الكنيست والرئيس السابق لجهاز 'الشين بيت' الاسرائيلي آفي ديختر، 'إن إسرائيل لم تشارك في عملية تسميم غذاء أو مواد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات'.
واضاف، 'لا الشاباك ولا دولة اسرائيل كانا يعملان في تحضير الطعام لياسر عرفات، لقد كان له اعداء كثيرون من الداخل والخارج'. وجاءت تصريحات ديختر لاذاعة الجيش الاسرائيلي، تعقيبا على التحقيق الذي اجرته فضائية الجزيرة حول مقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات بالسم. وتم الكشف ' حسب الجزيرة' عن وجود هذه المادة السامة في ملابس الرئيس الراحل عرفات التي كان يرتديها قبيل وفاته، بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق. ويشير التحقيق وفقا لمقتطفات نشرتها قناة 'الجزيرة' انه تم اجراء فحوص شملت الملابس التي ارتداها عرفات قبل وفاته بما فيها قبعته وفرشاة اسنانه

ويعتقد أكثر الفلسطينيين أن ياسر عرفات قد مات مسموما ، ومع ذلك لم تتحرك السلطة الفلسطينية ولا حركة فتح لتطالب الفرنسيين – على الأقل – بفتح تحقيق رسمي في أسباب وفاة رئيسهم المنتخب وزعيم الفلسطينيين لأكثر من ثلاثين سنة.
لقد حامت الشبهات منذ وفاة عرفات في 11 نوفمبر 2004 حول أسباب وفاته ، وقد أعلن الطبيب الاردني الخاص لعرفات صراحة قبيل موت عرفات، أنه لا يستبعد حدوث تسمم قاد الى تناقص أعداد الصفيحات الدموية. أما الطيب عبد الرحيم، مدير دائرة الرئاسة الفلسطينية آنذاك فقد ذكر أمام الصحفيين قبل وفاة عرفات بأسبوع أن الأطباء الفرنسيين يدرسون احتمال تسمم عرفات كـ "واحد من الاحتمالات القوية". ولقد تباطأ مستشفى بيرس العسكري الفرنسي في تسليم سهى زوجة عرفات ملفه الطبي حتى مرور عشرة أيام على وفاته.

والحقيقة يمكن القول إن إسرائيل بسجلها الأسود في الاغتيالات المعلنة وقد حاصرت عرفات لسنوات في مقره برام الله ، كانت قادره بكل سهولة على تسميمه ، ولا زلنا نذكر محاولتها الفاشلة لتسميم خالد مشعل في الأردن عام 1997 بحقنه في أذنه ، وقد طلبت الحكومة الأردنية بعد كشفها العملية الإجرامية حينذاك، عقارا مضادا له من حكومة بنيامين نتنياهو لعلاجه. وقد دأبت إسرائيل وبتأييد مطلق من الولايات المتحدة على اعتبار عرفات معوقا للتسوية السلمية الوهمية ولا يُستبعد أن تقرر الخارجية الأمريكية بتهورها المعهود أن إزاحة عرفات سيساعدها في موقفها في العراق.

إن هذه القضية لا تحتمل المزايدات السياسية التي أنشأتها حالة الانشقاق الفلسطيني ، إننا هنا أمام رمز لنضال الفلسطينيين ورمز لسلطتهم المنتخبة لا يصح خذلانه بهذا السكوت. إن المطالبة الرسمية من السلطة الفلسطينية – بل ومن بعض الحكومات العربية – بالتحقيق في وفاة عرفات ، والإلحاح في هذا الطلب باخراج رفاته يعتبر امرا ضروريا للوقوف على اسباب قتل هذا القائد الرمز التاريخي عرفات فيى هذه المرحلة الحرجة والحساسة . سيخفف من حالة الهوان التي يمر بها العرب الآن.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :