أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك !

ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك !

08-05-2019 10:42 AM


عبدالله محمد القاق
يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك في السادس من شهر ايارالجاري الذي باركه الله بنزول القرآن الكريم الذي تكثر فيه الطاعات فقد قال سبحانه وتعالى عن أهمية هذا الشهر الكريم "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة البقرة. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة: من لياليه المباركة. والواقع إن أهم معاني الصيام هو تنقية النفوس من الأدران وتزكيتها ومجاهدة النفس في مواجهة الصعاب والمشكلات ، فقد جاء في الآيات الكريمة والحديث الشريف: ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين: وحديث الرسول الكريم "المجاهد من جاهد نفسه في الله" وهذا يعني أن الصوم هو جهاد النفس المعقود على كل مسلم ومسلمة من اجل المزيد من الدعاء وذكر الله وقيام الليل والزكاة. وفي هذا الشهر تمتلئ المساجد بالمؤمنين الذين يسبحون الله من أول الشهر حتى نهايته، فضلا عن صلة الرحم.. وهذا يؤكد أهمية هذا الشهر ويجسد معانيه إيمانا واحتسابا انطلاقا من الرغبة في أداء الدور الكبير خلال الشهر. والواقع إن شهر رمضان هو أجمل الشهور حين يقول الصائم على مائدة الإفطار "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت وبك آمنت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.. يا واسع الفضل اغفر لي.. الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت". وفي هذا الشهر العظيم تتجلى العبادة الخالصة لله عز وجل لا يشوبها رياء ولا نفاق ولا مباهاة حيث أضافها الله عز وجل وميزها عن سائر العبادات الأخرى للحديث القدسي قال الله تعالى "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال تعالى: إلا الصوم فانه لي وأنا اجزي به، يدع شهوته وطعامه من اجلي" متفق عليه. واللفظ لمسلم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. في هذا الشهر المبارك تفتح خزائن الفضل والرحمة والإحسان وتقبل ليالي الجود والعفو والغفران لقول رسولنا الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم) "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين". وفي رواية (صفدت الشياطين) والمعنى واحد. متفق عليه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. والحكمة من ذلك حتى يكون الناس متحفزين للإقبال على الله عز وجل وان يكونوا متهيئين للتوبة النصوح الخالصة لله سبحانه وتعالى. فان باب التوبة مفتوح على مصراعيه ينتظر التائبين المستغفرين العابدين. فمن رحمة الله رب العالمين لعباده إن فتح لهم باب التوبة في هذا الشهر الفضيل المبارك. فهل من تائب ليتوب الله عليه؟ في هذا الشهر الكريم الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. هذا ويمثل شهر رمضان المبارك الطابع الايماني.. طابع الرغبة في قراءة القرآن الكريم اناء الليل واطراف النهار وفي تدارس كتاب الله الذي انزل في شهر رمضان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.. فقد روى الامام البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس.. وكان اجود ما يكون في رمضان.. حين يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل اجود ما يكون بالخير من الريح المرسلة.. وهذه اللقاءات بين الرسول الكريم وبين الوحي.. كانت كلها علما وعملا، فهما وتطبيقا وتربية وسلوكا.. وهذه بداية الانطلاق والابتداء لقوة الاسلام وسيادة المسلمين وهي التي جمعتهم على شعار موحد هو »كل شيء من اجل الاسلام«.. وقد ظهرت ثمرات هذا التحرك في ظل الايمان الوثيق بالله والعمل الخالص من اجل الاسلام في جميع الميادين والمعارك التي فتحها او خاضها المؤمنون. وقد اقترن هذا الشهر الكريم بالفتوحات الاسلامية، ففي السادس عشر منه وفي السنة الثانية للهجرة كانت غزوة بدر التي دفع اليها ..وخطط لها.. وقذف بالقلة المؤمنة فيها الايمان المتدفق والمتوقد، لا العقل البارد والمتعثر، هذا المنطق الذي يحلو للانسان في ليالي هذا الشهر الكريم قراءة الكتب والتفاسير العلمية والدينية حيث نجد مكتباتنا الاسلامية زاخرة بها ومنها فضائل رمضان، ومجالس رمضان، وغزوة بدر، وفتح مكة وغيرها..وهذه العناوين تدل على مدى اهتمام المسلمين بهذه الايام العظيمة بل ان بعض علماء الاعلام كان يؤرخ الفراغ من مؤلفه الضخم في التفسير او الحديث او الفقه او سائر فنون الثقافة الاسلامية ببدء الصيام فيقول وكان الفراغ من كتابته في غرة رمضان، او بليلة القدر . ان رمضان هو الموسم الثقافي الكبير الذي يؤرخ به. لانه شهر الصيام الذي افاض فيه الخير والنور والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: »رمضان اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره عتق من النار« فهذا الشهر الذي نقضي نصفه الاخير.. بكل ارادة وعزيمة وخشوع لله.. ودعوات كريمة بان ينصر الله الاسلام والمسلمين على اعداء الامة والمشركين تتسم ايامه ولياليه بالروحانية بأجل معانيها واسمى مقاصدها في صيام بالنهار وقيام بالليل وتلاوة للقرآن الكريم في تبتل وخشوع وانقطاع لله سبحانه وتعالى وقتل الشهوات وكبح جماح النفس والصبر على الطاعات. فهذا الشهر الكريم هو شهر الوحدة حيث يصوم المسلمون ويفطرون في وقت واحد، يصومون لرؤيته ويفطرون لرؤيته. هذا الشهر يمثل موسم العطف على الفقراء والمحتاجين والمعوزين والايتام وما اكثرهم في مجتمعنا الاسلامي خاصة في فلسطين الذين هم يعانون صنوف العذاب من الاحتلال، والترويع والقمع والابادة. فما احوجنا في هذا الشهر الكريم ان نتعانق جميعا ونرص الصفوف. وجمع الشمل وتوحيد الكلمة من اجل اغاثة اخواننا الفلسطينيين جراء هذه الظروف الصعبة والحساسة. الم يقل الرسول انه شهر الرحمة والعطف والتكافل الاجتماعي والوحدة وشهر الصبر والتسامح. نضرع الى الله العلي القدير ان يأتي رمضان وقد تحررت فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي لينعم الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف آمنا مطمئنا كبقية الشعوب الاسلامية. - وما أحوجنا في هذا اليوم أن نتدبر معاني القرآن الكريم وسنن رسوله للقيام بالعبادات خاصة وان الحديث الشريف الذي يرويه النبي عليه الصلاة والسلام عن الله سبحانه وتعالى "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فانه لي وأنا اجزي به".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :