أخر الأخبار

متى .. متى

08-05-2019 10:39 AM



المحامي موسى سمحان الشيخ
العالم العربي اليوم على فوهة بركان، تعصف به رياح عاتية داخلية وخارجية، الأدق انه على مفترق طرق بعد الصراعات الطائفية والمذهبية والاتية والحروب المنظورة وغير المنظورة هذا علاوة على استبداد الحاكم العربي والتآمر الخارجي والذي بلغ ذروته في السنين الاخيرة بعد اغتيال الربيع العربي والتآمر عليه وؤده، صحيح ان بوادر ربيع عربي جديد تطل من السودان والجزائر قد تسهم في حال نجاتها من براثن العسكر وصراع القوى وسطوة الاجنبي نقول قد تسهم في تعديل الوضع العربي الذي نزل بالعرب لمرتبة الصفر فأضحوا بين فكي كماشة الامبريالية الاميركية والعدو الصهيوني علاوة على تربص قوى اقليمية ودولية عديدة طامحة وطامعة في خيرات وطن مستباح.
صورة كالحة إن لم تكن سوداء تماما هي صورة العربي المقموع اليوم، حيث تغيب القوى الفاعلة وتخدر الجماهير العربية بمعسول الكلام وبريق الوعود الكاذبة بينما هي تجري ليل نهار بحثا عن رغيف الخبز المغمس بالدم والقهر، العالم العربي اليوم بكلمة يعيش فقدان الهوية الجامعة، عالم تطحنه الازمات السياسية والاقتصادية والتفكك الاجتماعي والأهم فقدان الثقة بين مكونات المجتمع العربي الواحد، لا أحاول تسويد الصورة لانها سوداء أصلا، فالدول القطرية وصلت الى نهائية الطريق، درب بلا أفق مع اصرار غريب عجيب على تدمير القواسم المشتركة، كل يغني على ليلاه، الجامعة العربية مفلسة تماما، بناء في القاهرة وعلى ضفاف النيل تأكل الجرذان اثاثه، ومؤتمرات قمة أبعد ما تكون عن القمة، لا وحدة صف، ولا وحدة هدف، ولا جبهة صمود أو تصدي وتخل عربي رسمي عن قضية جمعت العرب ذات يوم، وخاضوا حروبا عديدة من أجلها وبعضهم اليوم يركض علانية وبزهو منقطع النظير لملاقاة عدو أذاقهم الامرين وما زال يسوم الفلسطينيين العذاب والخسف، يختلق النظام العربي الرسمي كل يوم عدوا جديدا ويتجاهل العدو الحقيقي .
أما التحالفات العربية اليوم فمضحكة مبكية وهي سطحية تافهة يتندر العالم بها لانها تعقد تحت يافطة الخوف والفزع وتكديس سلاح لا يستعمل الا في الحروب العربية البينية والشواهد أكثر من ان تعد أو تحصى في اليمن وليبيا اليوم وفي سوريا والعراق بالامس القريب الخاسر الحقيقي هو الشعب العربي المطحون والذي لا يسمع أحدا اسئلته المشروعة عن مستقبل بلاده وعن غده الملبد بكل غيوم التخلف والقهر والتبعية، هل ارى ضوءا في نهاية واحدة، لنا غد نعم ... ولكن متى ؟؟ متى ؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :