ربى العطار
بالرغم من النشاطات "المبهجة" التي تروج لها الحكومة فيما يتعلق بالاستثمار وفوائده، وحديثها اليومي عن الفرص الاستثمارية والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين في سبيل تحقيق اقتصاد قوي قادر على المنافسة، إلا أن الواقع المؤسف الذي نسمعه كل يوم عن اجراءات حكومية طاردة تساهم في طرد الاستثمار يجعلنا نقف موقف الحيران بين من نسمعه من الحكومة وبين ما يدور على أرض الواقع، فالحكومة ينطبق عليها المثل (أسمع كلامك أصدقك، أشوف أفعالك استعجب).
ومع وقع الحديث الدائر والشكوى اليومية من التجار من حالة الركود وهروب المستثمرين الذين يستند عليهم تجار ووكلاء لعلامات تجارية، وإغلاق شركات عالمية في بعض المدن الصناعية يجعلنا نتسائل عن واقع المدن الصناعية ومصيرها في ظل هذه الشكاوى وهذا الركود.

يوجد في الأردن ست مدن صناعية وهناك توجيهات ملكية للإسراع في افتتاح المدينة الصناعية السابعة في محافظة مادبا .

مدينة عبد الله الثاني ابن الحسين الصناعية / عمان
تقع مدينة عبد الله الثاني ابن الحسين الصناعية في مدينة سحاب،وتعتبر أكبر مدينة صناعية في المملكة ، وقد تم إنشاؤها في عام 1984م ، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة (2530 ) دونماً ، واستقطبت ما يزيد عن 467 شركة صناعية تمثل استثمارات عربية وأجنبية و مشتركة، حيث بلغ حجم الاستثمار الكلي في هذه المدينة ( 1395) مليون دينــــار، وقد وفرت (15675) فرصة عمل.

مدينــة العقبة الصناعية الدولية / منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة
تبلغ المساحة الإجمالية لمدينــة العقبة الصناعية الدولية ( 2750) دونما ، تم تطوير المرحلة الأولى بمساحة ( 570) دونما تم اشغالها بالكامل والعمل جاري حاليا لتطوير المرحلة الثانية، وقد تم اختيار شركة تمثل إئتلافا عالميا ممثلا بشركة أمريكية وشركة تركية لتطوير وإدارة وتسويق المدينة، وتم اعتماد المدينة كمنطقة صناعية مؤهلة
تكتسب المدينة أهمية كبرى وذلك لوجودها داخل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة (منطقة حرة)، ولقربها من ميناء العقبة والمطار ، وهناك( 121) شركة في المدينة، منها العامل واخرى قيد الانشاء وقد بلغ حجم استثماراتها حوالي 426 مليون دينارا.

مدينة الحسن الصناعية / اربد
تقع في محافظة اربد على بعد 72 كم شمال العاصمة عمان حيث تبلغ المساحة الإجمالية للمدينة (1178) دونماً وتم إنشاؤها عام 1991 م، تم تنفيذ مدينة الحسن الصناعية على ثلاث مراحل ، واستقطبت ما يزيد عن (154) شركة صناعية بحجم استثمار تجاوز (489.5 ) مليون دينارا ، وفرت المشاريع العاملة في هذه المدينة (36509) فرصة عمل، وتعتبر أكبر مدينة صناعية مؤهلة في المملكة .

مدينــة الحسين بن عبد الله الثاني الصناعية / الكرك
تقع في محافظة الكرك ، على بعد (118 ) كم جنوب العاصمة عمان، حيث تبلغ المساحة الإجمالية للمدينة (1856) دونماً ، وقد تم الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى وبمساحة (578) دونما، حيث تم افتتاحها برعاية ملكية سامية في أيلول 2000 ، والمدينة مزودة بكافة خدمات البنية التحتية ويتوفر فيها أراضي مطورة ومباني صناعية جاهزة
وقد استقطبت هذه المدينة (34) شركة صناعية بحجم استثمار تجاوز (47) مليون دينارا ، ووفرت (4580) فرصة عمل .

مدينة الموقر الصناعية / عمان
تتميز مدينة الموقر الصناعية بموقعها الاستراتيجي على الطريق الدولي الذي يربط الأردن بالعراق والمملكة العربية السعودية حيث تبعد 24 كيلومتراً فقط عن مدينة عبد الله الثاني الصناعية في سحاب و 12 كيلومترا عن مدينة الموقر، و تبعد 340 كيلومترا عن ميناء العقبة، وتبلغ المساحة الإجمالية لمدينة الموقر الصناعية 2500 دونما المرحلة الأولى منها 1000 دونم تقريباَ سيتم تجهيزها ببنية تحتية حديثة و مجموعة خدمات اساسية تلبي احتياجات المستثمر بهدف تسهيل وتسريع البدء بالعمل، وهي شبكات الطرق الداخلية، والكهرباء وإنارة الشوارع، واتصالات حديثة وصرف صحي وتصريف مياه الأمطار إضافة إلى محطة لمعالجة المياه، تتمتع المشاريع الصناعية في مدينة الموقر الصناعية باعفاء بنسبة 50% من ضريبة الدخل وضريبة الخدمات الاجتماعية و لمدة عشر سنوات بموجب قانون تشجيع الاستثمار المعمول به.

مدينة المفرق الصناعية / المفرق
انشئت في عام 2016 وتم افتتاحها رسمياً منتصف الشهر الجاري شباط 2019، وتقع ضمن منطقة الملك حسين بن طلال التنموية في المفرق، وتبلغ مساحة المدينة الصناعية (المنطقة التنموية ) ما يقارب (1847) دونم ، وتقع المدينة على الطريق الدولي الذي يربط الأردن بدول الجوار (سوريا والعراق والسعودية)، ويتوفر في المدينة اراضي مطورة ومباني صناعية جاهزة ،ساهم الموقع الاستراتيجي للمدينة ووجود موقع مخصص لإقامة منطقة لوجستية في التعزيز من تنافسية المدينة.

مدن صناعية قيد الانشاء
هناك محاولات لتوزيع المدن الصناعية على مختلف مناطق المملكة، حيث يوجد خمس مدن صناعية تنتظر الانتهاء من الدراسات اللازمة لأعمال البنية التحتية وتنفيذها وهي (مدينة مادبا الصناعية، مدينة السلط الصناعية، مدينة جرش الصناعية، مدينة الطفيلة الصناعية، مدينة الزرقاء الصناعية).

معوقات الاستثمار

كل ما أسلفناه سابقاً حول المدن الصناعية (حسب ماجاء في موقع شركة المدن الصناعية) يعطي انطباعاً جيداً، لكن اجراءات مقصودة أو غير مقصودة تساهم في تشويه صورة هذا الانطباع .
الشكاوى المتكررة من المستثمرين ركزت على ما وصفوه بـالاجراءات البیروقراطیة والروتینیة الحكومیة والقوانین المستحدثة، والتي دفعت بالبعض لنقل استثماراتھم الى الخارج بسبب فرض ضرائب، جدیدة علیھم وعلى المنشآت الصناعیة القائمة، الأمر الذي من شأنه تحمیل المستثمر أعباء مالیة جدیدة، بالإضافة إلى مخاوف من بطء التقدم في توثيق الشراكة مع القطاع العام في الاردن.
كما أن الحاجة إلى ضرورة فتح أسواق تصدیریة جدیدة الى دول افریقیة وامیركا الجنوبیة وتفعیل اتفاقیات التجارة بین الدول هو مطلب أساسي للمستثمرين.
المصانع في المدینة تبقى بدون عمل في بعض الاوقات لحین التخلیص على بعض البضائع في الجمارك والتي تحتاج الى أكثر من اسبوعین لحین استلامھا، بالإضافة للغرامات التي تكلف المستمثرين مبالغ كبيرة.
كما أن قلة الزیارات الحكومية للمصانع على أرض الواقع واللقاء بالمستثمرین زاد من حجم المشكلة حیث یتم اتخاذ القرارات بالمكاتب، هذا ويضاف إليه مشاكل يعانيها المستثمرون عند تصويب أوضاع العمال الوافدين واصدار التصاريح اللازمة، والمدة الزمنية التي يتعطل فيها الانتاج لتدريب خبراء اردنيين للعمل على خطوط الانتاج في المصانع.
لا يمكن اغفال ارتفاع فواتير الطاقة والرسوم التي تتقاضاها أي جهة حكومية مقابل خدمة تقدمها للمستثمر مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.