أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات وارسو والتطبيع

وارسو والتطبيع

21-02-2019 01:53 PM


المحامي موسى سمحان الشيخ


ستون دولة بمستويات تمثيلية مختلفة توافدت الى وارسو لم تفلح واشنطن من خلالها لرسم استراتيجية جديدة لمنطقة الشرق الاوسط ، فأميركا المأزومة اليوم داخليا والعاجزة عن قيادة نفسها رغم مظاهر العظمة الفارغة التي يجسدها جنون رجل يدعى ترامب وحوله عصبة من الاشقياء العنصريين، هذا الحشد الدبلوماسي والذي تميز بغياب أوروبي واضح، استطاع أن يلمح صورة نتنياهو فقط وتقديمه لجمهور دولة العدو كمرشح مقبول بعد فساده ومجمل سياساته التي أضعفت العدو حقا رغم مظاهر قوته العسكرية، مؤتمر حشد له "كوشنر" صهر الرئيس وعراب صفقة القرن مجموعة مفردات مكررة عن صفقته غامضة تعد برخاء اقتصادي وهمي محاولا حجب تكرار كلمة فلسطين خلال يومين ولو مرة واحدة.
في الغرف المقفلة قيل الكثير بلا شك وسعت امريكا كما الكيان الغاصب للبدء من محيط الدائرة بتدوير الزوايا وليس من مركز الدائرة، بمعنى التطبيع أولا والتطبيع عاشرا ثم تأتي فلسطين في نهاية النهاية، كيان شكلي على الورق واستطاع ترامب حصر ممثلي الدول العربية الحاضرة في المؤتمر في الزاوية، هم ارادوا لأنفسهم هذا الموقف واستغله نتنياهو أبشع استغلال معلنة قنواته الاعلامية انه خلال عام 2018 زار أربع عواصم عربية والتقى عدة مسؤولين عربا وارسل عدة وفود لدول عربية، والحقيقة أن العلاقات الدبلوماسية العربية تعود لعهد بعيد قبل نتنياهو وحتى قبل سيفي ليفني التي كشفت المستور في اكثر من تصريح، هذا عدا عن العلاقات التاريخية التي اصبحت واضحة وكشفتها وثائق وزارة الخارجية البريطانية في مرات عديدة وفي هذه النقطة بالذات حدث خرق واضح وظفه نتنياهو وبنس لصالح دولة العدو، وفشل الحضور العربي بالدفاع عن نفسه فالصورة والكواليس تقول عكس تفوهات الساسة العرب ودفاعهم عن مستنقع التطبيع الذي غدا اليوم علنيا ويبنى عليه.
صفوة القول ان مؤتمر وارسو بمدخلاته ومخرجاته وحتى الياته لم يستطع انقاذ نفسه بتكوين حلف (ناتو عربي) واضح التخوم والمعالم كما لم يستطع خلق مقاربات سياسية جديدة ضد "ايران" بعبع دول الخليج وعدوها اللدود ولم يستطع طمس الحق الفلسطيني الواضح وضوح الشمس، فالمواقف التي اتخذها مؤتمر وارسو لا جديد فيها، فأميركا عدو لدود لكل ما هو فلسطيني وصهيوني العدوانية تطعي على كل تحركاتها وحتى نتنياهو الكاسب الوحيد من المؤتمر لن يضيف لنفسه أو لتاريخه سوى ما قالته وستقوله شعوبهم التي هي مع فلسطين قلبا وقالبا فلا أحد يستطيع بيع تاريخه ومثله أو حتى الخروج من جلده فلسطين غلابة وتستطيع الدفاع عن نفسها واسترداد حقها.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :