أخر الأخبار

مؤتمر وارسو

14-02-2019 01:09 PM


المحامي موسى سمحان الشيخ


مؤتمر وارسو المنعقد بين 13-14 من الشهر الحالي والذي تحاول فيه الادارة الاميركية تسويق وتسويغ مقترحاتها فيما يختص بصراعها مع ايران والفلسطينيين بهدف تطويعهما وفرض أجندتها عليها دون حضورهما ورغم إرادة الطرفين ، ويأتي هذا المؤتمر لتعزيز مكانة نتنياهو وتجميل صفقة القرن التي تستهدف فعليا تصفية القضية الفلسطينية كما تسعى الادارة الاميركية الى طمأنة حلفائها -الخليجيين تحديدا- بعد قرارها الخروج من سوريا وتهديد وضعها مجددا في العراق بعد خروج اصوات عديدة تترصد وجودها وتدعو لخروجها واذا اقتضى الامر إخراجها، ادارة ترامب تريد فرض تطبيع مجاني استفزازي على العرب مقابل اللاشيء، أو مقابل الفزاعة الايرانية وهضم الحق الفلسطيني حتى في حده الأدنى من حيث أتى.
مرة ثانية هدف الادارة الاميركية من مؤتمر وارسو وكل تحركاتها من خلال ما تسميه "الناتو العربي" هدفها فرض الكيان الاسرائيلي "كحليف للعرب ولدول الخليج العربي" تحديدا مع ان القناة الاسرائيلية أمس سربت نبأ مفاده : ان السعودية حتى الان ضد التطبيع مع دولة الكيان ويجدر هنا ان نرى في المواقف العربية الرسمية ما يسمى بالازدواجية الفعلية المعمول بها وهي سياسة الموقفين، موقف علني للاستهلاك المحلي وموقف اخر فعلي وتحت الطاولة وهو الموقف الحقيقي لهذا النظام العربي وذاك، في مؤتمر وارسو لن تحصد الادارة الاميركية الكثير حتى لا نقول ستفزع من الغنيمة بالاياب، امريكا الحالية ضعيفة في ميزان القوى العام عالميا وحتى في منطقتنا رغم ادعائها عكس ذلك ورغم الاصوات المتهالكة عليها والمتعلقة بأذيالها تقدم نفسها كحامية للعرب رغم ولائها المطلق للعدو الصهيوني تبيع العرب السلاح بالمليارات وترتهن ارصدتهم وتحمي طغاتهم والمفارقة حسب الاحصائيات العالمية ان العرب والذين يشكلون ما مجموعه 5% من سكان العالم يشترون ويكدسون اسلحة تعادل 50 بالمئة غالبيتها اسلحة تكتيكية منسقة تستخدم غالبا لمحاربة أنفسهم بها كما يحدث اليوم في سوريا واليمن وليبيا والعراق وأصقاع عربية اخرى ، نسيت ان اشير الى ان 60% من مشردي العالم ونازحيه ولاجئيه عربا قهرتهم بلادهم واماتتهم، ادارة ترامب تخسر معاركها في الداخل الاميركي ذاته وفي العالم ايضا.
عودة الى وارسو وهي عودة غير محمودة، فوارسو بالنسبة لنا كأوسلو ليست حميدة، منظمة التحرير لم تذهب الى هناك وهذا حق شرعي وقانوني لفلسطين قبل ان يكون موقفا للسلطة، حيث يوجد الامريكان يوجد السعي المستمرلاضاعة الموقف الفلسطيني، وحتى السلطة التي ما زالت تؤمن وتسعى للتفاوض فلا يمكن ان يؤخذ موقعها على محمل الجد، والفلسطينيون عموما شاءت السلطة أم أبت لا يملكون ترف الانتظار، وهذا الموقف ليس انطباعا بقدر ما هو موقف الكل الفلسطيني الذي يؤمن ويريد حقا مواجهة العدو وهو على استعداد لدفع الكلفة التي هي ضريبة التحرير.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :