أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هل يسهم انعقاد مؤتمر جنيف المقبل فيي ايجاد حل...

هل يسهم انعقاد مؤتمر جنيف المقبل فيي ايجاد حل للازمة السورية ؟

30-05-2013 11:00 AM
الشاهد -

الملك يحث كيري وهيغ على قيام دور بارز لوقف اراقة الدماء في سورية والاسهام بالحلول الرامية لتحقيق الامن و الاستقرار

الشاهد – عبدالله محمد القاق

كانت الازمة السورية والقضية الفلسطينية في مقدمة الموضوعات التي بحثها جلالة الملك عبدالله الثاني مع كل من السيد جون كيري وزير الخارجية الاميركية والسيد وليم هيج وزير الخارجية البريطاني على جانب اجتماع مؤتمر اصدقاء سورية الذي عقد في في عمان لبجث الاوضاع السورية المتدهورة والتهيئة لعقد مفاوضات جنيف الثانية لوضع نهاية للازمة السورية. واكد الملك عبدالله الثاني أهمية استمرار الجهود الأمريكية والدور الأوروبي في مساعي السلام الذي يشكل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. كما أعاد الملك خلال لقائين منفصلين مع وزير خارجية أميركا جون كيري، ووزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، التأكيد على موقف الأردن لإيجاد حل سياسي انتقالي وشامل للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا شعبا وأرضا، ويحد من تفاقم الأوضاع الخطيرة على الساحة السورية وتداعياتها الكارثية على المنطقة.
وخلال استقباله الأربعاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في الشرق الأوسط، جرى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وجهود تحقيق السلام، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة، خصوصا على الساحة السورية. وشدد جلالته، خلال اللقاء، الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، على أهمية استمرار الجهود الأمريكية لمساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لإعادة إطلاق المفاوضات استناداً إلى حل الدولتين، بما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً مواصلة الأردن العمل مع جميع الأطراف لتقريب وجهات النظر وصولا إلى إحياء فعلي وحقيقي لمفاوضات السلام التي تعالج مختلف قضايا الوضع النهائي.
ولفت جلالته إلى الأهمية الكبيرة التي تشكلها مبادرة السلام العربية وضرورة استثمارها في الوصول إلى السلام الشامل في المنطقة. وأكد جلالته أهمية الدور القيادي الأمريكي في دعم مساعي تحقيق السلام، والتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، التي تشكل جوهر الصراع في المنطقة، مشددا على أن استمرار الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، تشكل عقبة حقيقية أمام مساعي السلام، وتهدد بتقويضها.
وعلى صعيد آخر، بين جلالته أن الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين تضع أعباء هائلة على الأردن وموارده، ما يستدعي استمرار المجتمع الدولي بدعم المملكة وإمكاناتها. وجدد جلالته، خلال اللقاء، التأكيد على موقف الأردن لإيجاد حل سياسي انتقالي وشامل للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا شعبا وأرضا، ويحد من تفاقم الأوضاع الخطيرة على الساحة السورية وتداعياتها الكارثية على المنطقة.
من جانبه، استعرض كيري جهود الولايات المتحدة لتحقيق السلام في المنطقة، وتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولا إلى إحياء عملية السلام، كما ثمن الدعم الأردني بقيادة جلالة الملك للجهود الأمريكية لدفع جهود السلام في الشرق الأوسط وتعزيز أمنه واستقراره.وقدر وزير الخارجية الأمريكي عاليا حكمة جلالة الملك في التعامل مع مختلف التحديات في المنطقة، وما يقوم به الأردن من جهود حيال اللاجئين السوريين، مؤكدا استمرار الولايات المتحدة في مساندة المملكة، والعمل على حث المجتمع الدولي للمساهمة بشكل أكبر في هذا المجال.
وتناول البحث بين جلالة الملك عبدالله الثاني الأربعاء وزير الخارجية البريطاني في اجتماع جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية والمستجدات الراهنة في الشرق الأوسط. وأكد جلالته خلال اللقاء أهمية الدور الأوروبي، خصوصا البريطاني، في مساعي السلام الذي يشكل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني أساسها، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة وقف إسرائيل الفوري لأية إجراءات أحادية، خصوصا الاستمرار في سياسة بناء المستوطنات.وحذر جلالته من مغبة الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأماكن المقدسة في القدس، وخطورة ذلك على فرص إحياء عملية السلام.
من جانب آخر، بين جلالته أن تزايد أعداد اللاجئين السوريين يضع أعباء إضافية متزايدة على الأردن، الأمر الذي يستدعي استمرار المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لدعم إمكانات المملكة وقدراتها. كما أكد جلالته دعم الأردن لإيجاد حل سياسي انتقالي وشامل للأزمة السورية للحد من تداعياتها الخطيرة على المنطقة بأسرها، وبما يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا.
كما أشاد هيغ بعلاقات التعاون ومستوى الشراكة والتنسيق والتشاور الكبير بين الأردن وبريطانيا حيال مختلف القضايا، مثمنا جهود الأردن في استضافة اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات لهم بالرغم من محدودية الموارد وشح الإمكانات، ومعربا عن استمرار بريطانيا بتقديم الدعم للأردن، وحث المجتمع الدولي على القيام بدوره في هذا الشأن ومساندة المملكة في جهودها الإغاثية. والواقع ان اجتماع المجموعة الأساسية لـ أصدقاء سوريا في عمان الاربعاء الماضي والذي اعدت له الحكومة الاردنية بعناية والقى السيد ناصر جودة وزير الخارجية كلمة هامة به في شأن ايجاد حل سياسي للازمة السورية يجئ وسط احداث دامية في سوريا اسفرت عن أكثر من مائة الف قتيل وتهجير حوالي اربعة ملايين شخص اكثر من نصف مليون بالاردن وتدمير البُنى التحتية في سوريا وهدم المنازل وخسارة قدرت بحوالي ثلاثمئة بليون دولار، وذلك في اطار الرغبة بايجاد حل للأزمة السورية توطئة للتحضير لاجتماع جنيف الثاني، التي اتفقت كل من روسيا والولايات المتحدة الامريكية على عقده خلال شهر تموز المقبل للتوصل الى حل نهائي وحازم وحاسم سلمياً للازمة السورية التي لم تجد في الافق حلا عسكريا لانهاء هذا الوضع المتردي والذي إذا ما استمر ستنطلق شظاياه للدول المجاورة.
هذا الاجتماع الهام الذي ضم كلا من وزراء خارجية الاردن والسعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا وحضره عن المعارضة رئيس الائتلاف السوري بالنيابة جورج صبرا بحث ايضاً التطورات الراهنة في سوريا في ضوء اجتياح النظام السوري لجزء كبير من مدينة القصير الاستراتيجية ودعوة قطر لحضور اجتماع عاجل للجامعة العربية لبحث زيادة المساعدات اللازمة للمعارضة السورية والتي اخذت تندحر في القصير وغيرها من المدن السورية وخلفت قوات الاسد قتلى ودمارا وتشريدا شاملا في مختلف الجبهات والمحافظات.
لقد تم بحث هذا الوضع المتدهور في سوريا في اكثر من اجتماع وكان آخرها في اذار في مدينة استانبول التركية حيث اعلن جون كيري وزير الخارجية الامريكية في ختام المؤتمر ان بلاده ستزيد مساعداتها غير القتالية الى المعارضة السورية في حين اعلن وزير الخارجية البريطانية ان الاتحاد الاوربي سيناقش تخفيف حظر السلاح عن المعارضة السورية.
ولعل اهمية هذا الاجتماع الذي عقد في عمان وحضرت جانبا من فعالياته للتغطية للصحافة تكمن لخطورة الازمة السورية، واحتضان الاردن لاكثر من نصف مليون لاجئ سوري وتقصير الدول الكبرى في دعم الاردن لهؤلاء اللاجئين الذين يتضاعف وصولهم يوما بعد يوم فضلا عن ان هذا الاجتماع جاء بعد اعتراف نحو 114 دولة بالائتلاف الوطني المعارض كممثل شرعي للشعب سواء في مؤتمر اصدقاء سوريا في مراكش في كانون الاول الماضي او في الجمعية العامة للامم المتحدة، الامر الذي يضفي على هذا اللقاء اهمية كبيرة نظراً لكون الاردن يتحمل الكثير من الاعباء التي يقدمها للاخوة السوريين، في حين ان المراقبين يرون ان هناك تقصيراً من المجتمع الدولي لدعم سياسة الاردن في توفير كل الخدمات والمساعدات لهؤلاء الاخوة الذين شردوا من ديارهم في ظروف استثنائية وقاسية.
والواقع ان هذا اللقاء اتسم بحساسية كبيرة خاصة وان الاردن يسعى كما قال الملك لحل الازمة بالحوار وبالتفاهم فضلا عن تجمع القوى القومية في الاردن، واكد من ناحيته ان العلاقة مع الشقيقة سوريا هي علاقة اخوة وتاريخ وجغرافيا ودين ومصالح وأمان ولدينا عدو مشرك الامر الذي يدعو الاردن الى الوقوف الى جانب سوريا الوطنية مهما كان الثمن. هذا المؤتمر اصبحت اهدافه ونواياه واسعة وهو تقديم مزيد من الدعم للجهود الرامية لحل الازمة السورية، بشتى الوسائل، وحقن الدماء بين الاخوة والحؤول دون اي تدخل خارجي، خاصة وان الرئيس السوري بشار الاسد اعلن في تصريح له لصحيفة كلارين ووكالة تيلام الارجنتينيتين ان اسرائيل تدعم الاحداث في سوريا، وتوجههم وتعطيهم المخطط العام لتحركاتهم وفق مصالحها ولا تريد الحل السياسي في سوريا بل وانها تدعم الارهاب. ويرى وزير الخارجية ناصر جودة الذي شارك مؤخراً في اجتماعات اصدقاء سوريا ان اتفاق موسكو وواشنطن حول سوريا هو بمثابة نقطة تحول فقد تم الاتفاق على حل سياسي للقضية السورية يبدأ من اتفاق جنيف واحد، وان روسيا ستعمل على اقناع الرئيس بشار الاسد والحكومة السورية بتشكيل وفد لجنيف والولايات المتحدة واوربا والدول العربية بدأوا حث المعارضة على التوحد، وان يكون لهم موقف موحد ومشترك وتشكيل وفد لمؤتمر جنيف، لان مثل هذا اللقاء سيسهم في تجسيد الحل السياسي وهو دعم مسار الحل السياسي المنشود وتجنب الضربة العسكرية. ولعل استعداد الاردن بأن تبقى حدوده مفتوحة، هو دليل واضح على الاخوة القائمة بين الشعبين السوري والاردني وتقديم كل المساعدات للاجئين السوريين بالرغم من ان المساعدات العربية والدولية غير كافية بسبب تدفق اللاجئين السوريين المتواصل، لا سيما وان افضل ما يقوم به الاردن حاليا هو ادخال المساعدات الانسانية والطبية الى جنوب سوريا عبر الامم المتحدة والتركيز على انشاء المخيمات للاجئين السوريين ورفضه اقامة منطقة عازلة في سوريا لانها ستزيد من الاشكالات القائمة حالياً، وذلك بسبب رفض سوريا والصين وايران ذلك.
فالاوضاع الراهنة في سوريا والتي تزداد حدتها يوما بعد يوم، باتت تهدد امن واستقرار المنطقة ابرزها التوترات والازمات المرتبطة بها سوريا، والتي لم تضع هذه الازمة بين النظام والمعارضة المطالبة بالتغيير اوزارها بعد، فيما تفرض المستجدات القائمة حاليا على المجتمع الدولي التحرك على مختلف الصعد، نحو وأد الفتن والبحث مع شركاء الاقليم عن مخارج رئيسة للازمات المتفاقمة، بما يحفظ امن و استقرار المنطقة ويحقق تطلعات وطموحات شعوبها في العيش الكريم.
ولا شك ان زيارة الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء الى تركيا هدفت الى بحث الاوضاع السورية نظراً لما يملك الاردن وتركيا من دور اقليمي هام ومحوري، يساعدهما بالتعاون مع الدول الاخرى لبحث هذه الازمة وصولا لانهاء تداعياتها الخطيرة في ضوء التهديدات الاسرائيلية للمنطقة.
هذا وقد تزامنت زيارة الرئيس النسور الى استانبول في الاسبوع الماضي مع تصريحات اطلقها الرئيس خشية تداعياتها مشدداً على ان امن الخليج بل والمنطقة هو جزء من امن تركيا، واستقرار المنطقة يضمن استقرار العالم، وهذا يدل على مدى التقارب بين تركيا والاردن ودول المنطقة في هذه المرحلة خاصة وان تركيا التي تستقبل اعداداً كبيرة من النازحين السوريين تؤيد العملية السلمية في الشرق الاوسط وحل النزاع الفلسطيني ــ الاسرائيلي على اساس قرارات الامم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً الى جنب مع اسرائيل، وتؤيد مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الشرق الاوسط والتي تبنتها الجامعة العربية في بيروت عام 2002 بالاجماع، ولعل المحادثات التي اجراها المسؤولون الاردنيون مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي حول الازمة السورية وتداعياتها وانعكاساتها السلبية على المنطقة سيكون موضع بحث ومناقشة واهتمام المؤتمرين، خاصة وان ايران تعتبر لاعبا رئيسا في الأزمة وترى من خلال تصريحاته في الاردن بانه يجب ان تحل بشكل سلمي وبشكل سوري ــ سوري على حد قوله مؤكداً ان طهران تؤمن بوحدة الاراضي السورية وبوحدة الشعب السوري رافضا اي تدخل اجنبي في المشكلة السورية.
والواقع ان الاردن سيرمي بثقله في اجتماع اليوم بضرورة ايجاد مخرج سياسي للازمة السورية، وضرورة دعم جهود الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة للازمة السورية بغية التوصل لحل يوقف دوامة العنف وسفك الدماء ويحافظ كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني على وحدة سورية وتماسك شعبها محذرا جلالته من تداعيات الازمة على امن المنطقة ومستقبل شعوبها.
نأمل ان يكون هذا المؤتمر فاعلا لجهة انهاء هذه الازمة المتفاقمة ويمهد لمؤتمر جنيف الثاني بايجاد الحل السياسي وفق الاسس الرئيسة الرامية الى وحدة سورية وانهاء الخلافات عبر الحوارات الفاعلة والجادة وزيادة المساعدات للاجئين السوريين بالاردن واستبعاد اي تدخل خارجي في سوريا على غرار الوضع الليبي لأنه لا تتوفر لهذا التدخل شروط النجاح بسبب عدم وجود التوافق الدولي في لعبة التغيير في سوريا نتيجة المواقف لكل من روسيا والصين وايران، كما ان الولايات المتحدة نفسها غير مستعدة للتدخل خارج اطار الشرعية الدولية وغير مستعدة ايضا ان تتحمل تكلفة سياسية واقتصادية خشية التورط في صراعات جديدة لم تهدأ بعد اشكالاتها من التدخل في كل من العراق وافغانستان فضلا عن ان الولايات المتحدة تؤمن بأهمية التغيير في سوريا شريطة الا يكون على حساب اي تهديد على اسرائيل. وقد كان هذا واضحا في تصريح لوزير الدفاع الاسرائيلي السابق باراك الذي طلب من الحكومة الامريكية تخفيف الضغط على النظام السوري في المرحلة الحالية. اجتماع وزراء خارجية اصدقاء سوريا في عمان اليوم يعلق عليه الكثيرون آمالا كبيرة ونأمل ان يتوصل الى الحلول الرامية لايجاد الحل السلمي والسياسي الناجع لسورية لانهاء هذه الازمة وتداعياتها على دول المنطقة في هذه الظروف الراهنة والصعبة ايضا
رئيس تحرير جريدة الكاتب الارنية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :