أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اجتماعي أماني جرار تدعو في "شومان" لدعم...

أماني جرار تدعو في "شومان" لدعم السلام لتحقيق التنمية المستدامة

16-01-2019 02:08 PM
الشاهد - دعت الاكاديمية الدكتورة أماني جرار إلى ضرورة دعم وتعزيز بناء السلام في عقولنا كحصون للسلام، والعمل معا لتنمية مستدامة في المملكة، معتبرة أن "التنمية مطلبا للشعوب جميعها في سبيل التحرر والانعتاق".

جاءت دعوة جرار، خلال ندوة أقامها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، لمناقشة كتابها "التنمية المستدامة والسلام العالمي"، أمس الاثنين، وشارك فيها إلى جانب المؤلفة الوزير السابق د. جواد العناني، وأدارها مع الجمهور السفير السابق مازن الحمود.

وبينت جرار أن السلام يأتي كنتيجة حتمية للتنمية المستدامة، وهي واحدة من أهدافها الاساسية والتي لابد من إقامة شراكة حقيقية مع الجهات المختلفة ذات العلاقة لضمانها.

وبحسبها، فإن الكتاب مهدى إلى كل مستنير وداعية للسلام ومن أضاء شمعة محبة وسلام، وإلى صناع السلم في معركة الحرب على الارهاب، وصناع التنمية في سيرورة النماء والرخاء، وإلى كل من آمن بالتنمية والسلام صنوان لا ينفصلان.

أهمية الكتاب، بحسب المؤلفة، تتأتئ كونه يتصدى لقضايا التنمية في الوطن العربي عموما والأردن خصوصا، فهو يطرح التنمية باعتبارها مطلبا حقيقيا الشعوب، مشيرة إلى أن مراعاتها والتصدي في سبل تحقيقها يجنبنا الكثير من المشكلات والعقبات التي تقف حيال تقدمنا، لا سيما مشكلة غياب السلام.

ولفتت جرار أن الكتاب الصادر حديثا عن دار الصايل للنشر والتوزيع في عمان، يستهدف المهتمين بقضايا التنمية وكذلك قضايا السلام، خصوصا أولئك التنويريين النهضويين والتنمويين والسياسيين والمهتمين بحقوق الانسان.

ووفقا لجرار، يعالج الكتاب ثلاثة محاور رئيسية، تتمثل بـ"التنمية، والسلام، والتربية في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب"، إلى جانب قراءات حول مفهوم السلام، التي شملت أقوال القادة والمشاهير في السلام، فضلا عن عملية فهم العلاقات الدولية وفق منظور الأردن والشرق الأوسط.

وعرجت جرار خلال حديثها عن الكتاب، إلى موضوعات عدة يقع على عاتق الدارسين الاهتمام بها وبذل المزيد من التمعن والفهم، اهمها "نماذج تربية السلام"؛ بهدف الاستفادة عمليا من جهود دولية بذلت عبر التاريخ كالإعلان العالمي لحقوق الانسان، والعقد الدولي لثقافة السلام، واللاعنف لأطفال العالم، صوب تحقيق التنمية والامن وحقوق الانسان للجميع، والسلام والعدالة في المعاهدات الدولية.

الجزء الأول من الكتاب بعنوان "التنمية" اشتمل عرضا لثقافة التنمية بدءا من فلسفة التنمية، فتوضيح التنمية البشرية والتنمية المستدامة في ضوء المقارنة، ثم مناقشة موضوع التنمية والنمو الاقتصادي، وفقا للمؤلفة.

أما الجزء الثاني، فتناولت فيه جرار محور "السلام"، الذي استعرض قضايا حقوق الانسان في التاريخ البشري، والاشارة الى مشكلة الارهاب ومستقبل النظام العالمي في الحرب على الارهاب، سعيا للأمن الانساني والنظام العالمي الجديد.

وحول الجزء الاخير من الكتاب، فهو يعالج محور التربية في مواجهة العنف والتطرف والارهاب، حيث طرح سبل عدة للتصدي للإرهاب من خلال نماذج مقترحة مختلفة في التربية، مثال ذلك نموذج التربية وفق قيم الديمقراطية، والتربية وفق قيم السلام، والتربية وفق قيم المواطنة العالمية، والتربية وفق المنظومة القيمية الاخلاقية، مقدما التربية الانسانية كنموذج تربوي يحترم الإنسانية جمعاء".

وتساءلت جرار عن كيفية خروج المواطن العربي من حالة اللاسلم إلى حالة السلام العالمي؟ وكيف يمكننا تحقيق التنمية المستدامة في عالم مليء بالأضداد والصراعات والفقر والمجاعات؟

وأوصت الدكتورة جرار بأهمية تبني منظومة تربوية لبناء سبل العيش المستدام، وقالت "في عالم يعج بحالات العنف والتطرف والارهاب، يتحتم علينا كمواطنين عالميين، السعي نحو السلام من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والتي لا تتأتى سوى بخلق مزيد من الشراكات الدولية مع اللاعبين الدوليين والمواطنين والمجتمع المدني، لتتضافر جهودهم معا من أجل حماية وضمان حقوق الانسان وتحقيق التنمية".

من جانبه، ذهب د. جواد العناني إلى أن الكتاب في أساسه كتابا للدارسين والباحثين، يوفر عليهم عناء البحث، ويُذكرنا بالكتب التراثية الأصيلة التي وضعت في القرون الأولى للحضارة الإسلامية مثل العقد الفريد، والأغاني، ووفيات الأعيان، ومعجم البلدان، والقاموس المحيط، وزهر الآداب، وغيرها من الكتب العلمية.

وبحسب العناني، فإن الكتاب يملأ فراغاً في معرفة الأدبيات العالمية الحديثة عن موضوعي السلام العالمي من ناحية، وموضوع التنمية من ناحية أخرى، مؤكداً أن الكتاب حمل في طياته تصنيفاً متميزاً للأدبيات المنشورة حول هذا الموضوع في نظام عالمي جديد ذابت فيه المسافات، واختزلت فيه الأوقات حتى صارت الثانية فيه دهراً، وأصبح الناس وإن بعدت المسافات بينهم يتأثرون ويؤثرون في حياة بعضهم بعضا.

وفي معرض حديثه عن الكتاب، عرج العناني إلى أهمية ما جاء في البحث الصادر العام 2017 عن اثنين من أمريكا اللاتينية يحتلان مركزين هامين في برنامج الأمم المتحدة للإنماء وهما: "مجدي مارتينز سليمان، وأوسكار فرنانديز تارانكو"، اللذان اكدا في بحثهما المنشور أن "السلام ليس مجرد مقياس يجب تحقيقه، بل يتطلب تحقيقه مشاركة ديناميكية وفاعلة من فئات المجتمع الساعي إلى "الحوكمة" والأمن الاقتصادي لكي لا يحول النزاعات إلى صدام مسلح أو عنف".

ومهمة استعراض محور التربية في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب، يجد العناني أن المؤلفة حققته، وأنها عكست موقفها وأراءها دون أن تسمح لنفسها بالخروج عن المنهج العلمي والاستعانة بالنتاج الفكري والدولي المتاح عن دور التربية في تعزيز الأمن والسلام.

ورأى العناني أن الدكتورة جرار وضعت عصارة تجاربها وقراءاتها لتُخرج لنا كتاباً مرجعياً مرتباً يدفعنا للبحث في موضوع قد يكون المقرر الأساس لبقاء البشرية وسلامها، ومنع الظلم وتحقيق العدل واحترام انسانية الإنسان وحقه في حياة كريمة.

وبين أن الفكر الثنائي الجامع الذي يوصي به الكتاب ويدعو إليه، توقف عند سؤال "هل تأمين الحقوق الإنسانية والأساسية في مناخ ديمقراطي داخل الدول ستؤدي بالضرورة إلى سلامٍ عالمي يعود على تلك الدول بالفوائد التي تجعلها مصممة على الديمقراطية وتحقق النماء المستمر الذي يدعم السلام؟".

وجرار، أكاديمية وباحثة أردنية، تعمل كأستاذ جامعي في قسم دراسات التنمية بجامعة فيلادلفيا، إضافة لعملها كمديرة لدائرة العلاقات العامة والثقافية في الجامعة. وهي حاصلة على درجة دكتوراه الفلسفة في التربية (التنمية السياسية، ومعتمدة من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي في ثلاثة اختصاصات من الحقول المعرفية، إضافة إلى تخصصها الرئيسي في الإدارة العامة في السياسة، العلوم السياسية، والفلسفة.

أما "شومان"؛ فهي ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :