الشاهد -
دولة الرئيس صباح الخير وطابت أوقاتكم بفترات ما زلنا نشهد فيها عدم استقرار أو بصيص أمل في تغيير على الساحة الاردنية وفي ظل نتائج ما كنا نترقبه من تعديل قد يساعدكم على تحمل المسؤولية او يدفع بالعجلة للأمام وبخلاف ما كان البعض يتوقعه من ترفيعات حكومتكم التي اثبتت انها ما زالت تراوح مكانها حيث تفاجأنا بتعديل يزيد من المشكلة ويضاعف تراجع حكومتكم للوراء اذ نجد أن اهتمامكم في التعديل الوزاري الذي جرى وكان مسبوقا بزخرفة واستعراض منكم لأيام وأيام كتعديل يقوم على اساس الكفاءة والعمل في حين ان الاختلالات كانت واضحة لكم وللعيان في النقل والبلديات والسياحة والتعليم والاستثمار وبالتنمية السياسية لنجد ان التعديل جاء خارج هذه الوزارات لا بل طال وزراء كانوا اكثر كفاءة في مواقعهم في استبدال الحقائق.
فالاستثمار ميت في مكانه والبلديات تشكو من شح الموارد والخدمات والنقل متأزم ومشاريعه غائبة والتعليم يعاني وكانت النتائج ان ابقيتم على هذه المجموعة من الوزراء الذين لم يتقدموا شبرا واحد في مراكزهم ولم يخرجوا على المألوف الذي يشكو منه الجميع فأي تعديل هذا الذي تدعون؟
دولة الرئيس ونحن نتساءل عن الاعباء التي تواجهون للخروج من الأزمة نرى ان الفريق الاقتصادي لا يعتمد في خططه الا على قانون الضريبة الذي سوف يزيد من الاعباء المالية على المواطن بأثر الضريبة الغير مباشرة ولم نجد اية مشاريع لدى فريقكم الاقتصادي سوى الاضرار التي ستلحق بالسوق المحلي وبقطاع الصادرات وهجرة الاستثمارات.
دولة الرئيس وانتم تفكرون بتنمية الاحزاب الا تدري بأن مئات الملايين التي خصصت لتحقيق هذا الهدف من المنح والمساعدات الخارجية ذهبت لورش العمل وندوات ومؤتمرات بفنادق وقاعات خمس نجوم دون نتائج ودون جدوى ماذا لو صرفت هذه المبالغ باسم الاحزاب على مشاريع في مناطق مختلفة من الشمال للجنوب وشرقا وغربا من المملكة وتحت مظلة الاحزاب وعمت الفائدة بين المجتمع والاحزاب بدلا من بعثرة هذه المبالغ طوال العشرين عاما التي مضت وذهبت لفنادق البزنس البوفيهات الفارهة لجذب اعداد محددة ومحصورة من فئات المجتمع الاردني وفي معظمهم غير مشاركين او متفهمين للعمل الحزبي وتدريب الحزبين على البرامج عبر ندوات ومحاضرات لمستشارين ومدربين وبالحصيلة لا يوجد أية تنمية ملحوظة على ارض الواقع ولا قناعات لدى المواطن بالاحزاب وكل هذا بسبب البرامج التي تنفذها وزارتي التخطيط والتنمية السياسية دون ان تدرج بالمشاريع التي تخدم المجتمعات ومتطلبات المواطن ضمن تحديد الاولويات حيث نجزم انه لو كانت هنالك مشاريع تلامس هم المواطن بالاموال التي ذهبت هباء وتحت شعارات حزبية ومسميات احزاب لوجدنا الناس أكثر اقبالا وقناعة بالعملية السياسية التي ترغب المؤسسات الراعية ايصالها للمواطن وهذا مثالا من الأمثلة الكثيرة التي لا تملك فيها الحكومات اية مقومات وبرامج في عملها ومثالا على ان كل تعديل هو فقط تبديل وجوه ولا تعديل على الاعمال والنشاطات والمشاريع والبرامج.