أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك العنف الجامعي .. وآثاره على المجتمع الأردني

العنف الجامعي .. وآثاره على المجتمع الأردني

10-04-2013 10:57 AM
الشاهد -

الشاهد ترصد آراء الطلبة وأهل الاختصاص

الشاهد – خالد حكمت الزعبي

يشكل العنف الجامعي ظاهرة سلبية قلقة في جامعاتنا ومعاهدنا الأردنية فالكثيرون تتطرقوا لهذه الآفة والتي أصحبت تسيطر على المشهد العام في جامعاتنا التي كانت منارات علم يتقدم من خلالها المجتمع والوطن على حد سواء . اليوم غدت الجامعات أماكن لتصفية الحسابات لدى بعض التيارات الفكرية وأماكن للصراع القبلي والمناطقي وعديدة هي أسباب هذه الظاهرة السلبية منها السياسية والاجتماعية والعشائرية بالإضافة لعوامل خارجية تتدخل وتتآمر على الجامعات ،الهدف منها هدم مسيرة التعليم العالي في الأردن كما وهناك العديد من المشكلات لدى الطلبة في جامعاتنا وهي الفراغ والشعور بالإحباط وسوء الاندماج والتكيف مع المجتمع الجامعي بالإضافة لأمور تستفز الطلبة منها انتخابات مجالس الطلبة والإحداث التي تنتج عنها وقامت الشاهد بعمل جولة في بعض الجامعات الأردنية في محاولة منها لرصد آراء طلبة الجامعات بظاهرة العنف الطلابي في الجامعات وسؤال عدد من أهل الاختصاص عن الأسباب والحلول المقدمة للقضاء على هذه الظاهرة السلبية . علاء برغل – الجامعة الأردنية: أسباب العنف إدارات الجامعات الخاطئة وأسس القبول عن طريق المكارم والعنصرية الزائدة. محمود احمد الزامل – جامعة العلوم والتكنولوجيا: الأسباب واضحة هي الجهل والفراغ الدائم لدى الطلبة. زيد الفحيلى: جامعة آل البيت: العنف سببه العشائرية والتعصب وجهل الطلبة. فيصل الشمري – جامعة الحسين بن طلال: الفراغ والواسطة لدى اغلب الطلبة تمام سليمان - جامعة الزرقاء: أغلب أسباب العنف هي انتخابات مجالس الطلبة والعشائرية والفراغ هشام الزعبي – جامعة البلقاء التطبيقية: 90% من العنف سببه البنات وانتخابات مجالس الطلبة عبد الله الخوالدة – جامعة الزرقاء: التدخلات الخارجية والتحيز لطلاب دون الآخرين هي الاسباب. نداء أيمن الزعبي – جامعة اليرموك: الأسباب واضحة هي الانتخابات الطلابية والعشائرية حمزة عمر أبوزيد – جامعة اربد الأهلية: البنات والعشائرية والفراغ والانتخابات احمد الخوالدة – جامعة الزرقاء الخاصة: التدخل لإعادة الطلبة الذين تم فصلهم بسبب العنف الجامعي سبب رئيسي معاذ الزعبي – جامعة عجلون الوطنية: العشائرية – البنات – الفراغ طارق محمد حسين – جامعة جدارا: للعشائرية دور بسيط ووجود البنات هديل عساف – جامعة اليرموك: قلة الوعي الديني ونقص في الثقافة لدى اغلب الطلبة عبد الحكيم العموش – الجامعة الهاشمية: العنصرية والابتعاد عن القيم الأخلاقية نورس احمد الزعبي ـ الجامعة الهاشمية: نحن أهل الثقافة والعلم والتطور.نفعل هذا، فكيف بجامعات المجتمعات المتخلفة. العميد ماجد مساعدة وفي جولتنا قمنا بزيارة جامعة الزرقاء الخاصة وهي الجامعة الأردنية الوحيدة التي تعتبر خالية من العنف الجامعي للاطلاع على التجربة الناجحة في التخلص من هذه الظاهرة. وتحدث لنا عميد شؤون الطلبة في جامعة الزرقاء الخاصة الدكتور ماجد مساعدة والذي أكد انه وبالرغم من أن المنطقة المقامة عليها جامعة الزرقاء تعتبر من المناطق العشائرية الكبيرة إلا أن الجامعة والحمد لله جامعه خالية من العنف الجامعي وذلك بفضل التواصل الدائم من قبل عمادة شؤون الطلبة ورئيس الجامعة مع الطلبة وإقامة الأنشطة باستمرار وقد حازت جامعة الزرقاء على اغلب البطولات على مستوى الجامعات الأردنية بالإضافة لعقد العديد من الدورات لعدد كبير من الطلبة ويقدر عددهم 4200 طالب وطالبة ونقوم بالجامعة بعدد من الخطوات للحد من هذه الظاهرة منها استدعاء أولياء أمور الطلبة الذين نشعر أن لديهم بوادر عنف جامعي ومخالفات قد تؤدي للعنف ونقوم بتحاور معهم بالود . وهنالك خطوة ايجابية ورائعة في جامعة الزرقاء إذ أنها الجامعة الوحيدة التي لم تتراجع في يوم عن عقوبة فصل طالب ارتكب مخالفة والجامعة ترفض أي واسطة بهذا الشأن وهذه الخطوة تعتبر رادعا قويا لجميع الطلبة وهناك إجراءات أخرى نقوم بها منها استقبال الطلبة دائما ومراعاة ظروفهم ولدينا أمن جامعي متميز و لدينا40 موظف في عمادة شؤون الطلبة مقسمين على فرق للتواصل مع الطلبة . وبالإضافة لكل ذلك جامعة الزرقاء جامعة مغطاة بالكاميرات في كافة الساحات والممرات وهذا لا يتوفر في الجامعات الأخرى وهناك تعاون مستمر بين الهيئة التدريسية والإدارية في الجامعة . إما بخصوص الجامعات الأردنية التي تعاني من ظاهرة العنف الجامعي دائما فأنني أرى أن هناك عددا من الأسباب لانتشار هذه الظاهرة السلبية منها عدم وجود ردع في الجامعات حيث أن الطالب يفصل بسبب العنف ثم يتم إعادته للدراسة بعد التدخلات الخارجية والواسطة من خارج الجامعة وأنا مع المثل القائل "من آمن العقاب أساء الأدب" لان الطالب لم يعد يخاف بسبب وجود نائب قريب له أو شيخ عشيرة أو واسطة ما. وهناك عدد من الحلول منها إيجاد العقوبات الرادعة وعدم التراجع عنها . وأخيرا أتمنى أن تبقى جامعاتنا آمنه وان لا تخرج عن رسالتها ودورها في خدمة المجتمع المحلى. د.عبدالخالق يوسف الختاتنة وفي نهاية جولتنا على عدد من الجامعات تحدث ل "الشاهد" د.عبد الخالق يوسف الختاتنه أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك عن الظاهرة وأسبابها وطرق القضاء عليها والذي قال ان العنف ظاهرة أزلية رافقت الإنسان منذ الأزل , إلا أنها أصبحت قضية تتناولها وتهتم بها العديد من المؤسسات والجهات المختصة محليا وعالميا ، وتبلورت في السنوات الماضية العديد من المؤسسات التي تحاول أن تتصدى لظاهرة العنف ، وظهرت العديد من الدراسات التي تناولت مسألة العنف باعتباره يمثل مشكلة مجتمعية ، وخصوصا العنف ضد المرأة والطفل وأخيرا العنف الطلابي ، إلا انه لحد الآن لم تظهر لا جهات ولا مؤسسات تتناول العنف السياسي الذي تمارسه الدول على الشعوب . وفي المجتمع الأردني أيضا ظهرت مجموعه من المؤسسات التي حاولت التصدي لهذه الظاهرة ، تحليلا ودراسة ، إلا انه يندر أن يكون من الباحثين من عايش هذه الظاهرة إحساسا نابعا من كونها قضية تشكل احد أهم معوقات تقدم المجتمع و الأمة ، ومع ذلك تكاد جوانب أخرى من ظاهرة العنف تكون مغفلة و لم تنل الاهتمام المطلوب مثل قضية العنف الطلابي واشكالياتها في الوسط الجامعي والمجتمع بشكل عام , بالإضافة إلى عوامل التنشيط والتفعيل المرتبطة بهذه الظاهرة . في السنوات الأخيرة وتحديدا في بعض الجامعات الأردنية، طرحت إدارات الجامعات وبعض الجهات ذات العلاقة، ضرورة تحليل ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية , وتصدى لذلك مجموعة من الباحثين، وشكلت فرق بحثية من أعضاء هيئات التدريس , ويلاحظ على هذه الدراسات أنها اتسمت ببعد توجيهي ذو صبغة ومنحى مؤطر، بعيدا عن الإدراك الكامل لقضية العنف الطلابي ومفعلاتها ، من خلال التقيد بأهداف تلك الدراسات، مما افرز تساؤلات وأسئلة مقيدة لا تخرج عن إطار التوجيه السياسي والإداري لإدارات الجامعات، ولهذا خرجت تلك الدراسات في نتائج و استنتاجات مقيدة انعكاسا للتقيد والقسر في مجريات تلك الدراسات، والحذر العام الذي سيطر على الباحثين المعروف مسبقا لديهم عن المسموح وغير المسموح به في تناول مثل هذه القضايا , وهو انعكاس للجو السياسي العام الذي يهيمن على المجتمع بكل فئاته , ولهذا فإننا نرى بان الأزمة الطلابية مستمرة، وخصوصا فيما يتعلق بمسألة العنف الطلابي. وحول ظاهرة العنف الجامعي وأمام هذا الواقع فإننا نطرح مجموعة من الأسئلة المترابطة والمتشابكة، التي تمس واقع العنف الطلابي في الجامعات الأردنية . هل العنف الطلابي في الجامعات الأردنية فعل عفوي . ؟ . . وهل ثقافتنا الاجتماعية في المجتمع الأردني مغذية لهذه الظاهرة ؟ وما علاقة المناخ السياسي العام في المجتمع الأردني بهذه الظاهرة؟ وهل المناخ السياسي والإداري داخل الجامعات الأردني مغذ لها؟ وما علاقة إدارات الجامعات بهذا النمط من العنف؟ وهل ظاهرة العنف الطلابي ظاهرة منعزلة بذاتها؟ ما علاقة الجو الثقافي العام في المجتمع والجامعات في تغذية ظاهرة العنف الطلابي؟ وأخيرا ما علاقة غياب الوعي الوطني والقومي بظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية؟ إن المتتبع لواقع الجسم الطلابي في مختلف المؤسسات التعليمية في الأردن، يعي جيدا بان هذا الكم الهائل من الأعداد الطلابية، تعيش حالة من فقدان السيطرة والتشتت والعجز، وعدم القدرة على التعاطي والتفاعل مع المحيط الطلابي والحياتي والمجتمعي ،بصورة ايجابية مشرقة، بسبب التهميش و العجز الذي يفعل وتسخر إمكانيات هائلة لتفعيلة. كما إن غياب الانخراط الفعلي في حركة طلابية ذات رؤيا واضحة لأهمية الطالب والنشاط الطلابي والاتحادات الطلابية، وعرقلة جهودهم عن انجاز المهام المطلبية، وتغيبهم عن الهموم و الشؤون الوطنية والقومية، وتحريم وتجريم العمل السياسي والثقافي الهادف ، المفعل والمنمط للقطاع الطلابي ، الذي يضعهم أمام مسؤوليات تاريخية ، ويجعلهم صمام أمان للوطن والأمة لمواجهة المؤامرات والتحديات ومحاولات السيطرة والهيمنة، خصوصا إننا نعيش في منطقة من العالم تكثر فيها الأزمات والمؤامرات السياسية الاستعمارية والصهيونية ، والتدخلات الخارجية السافرة ، وهي محط أطماع الدول الكبرى، التي لا تعير مع مصالحها أي أهمية لكرامة الأمم والشعوب ، إن تغيب الطلاب عن الحياة العامة من شانه أن يضعف البنى الاجتماعية والسياسية ويضعف المجتمع برمته ، ويقلل من قدراته على مواجهة التحديات الراهنة التي تتسم بالتعقيد والخطورة . وفي المقابل فان الاتحادات الطلابية الموقعية في الجامعات والمؤسسات التعليمية، لا تعدو أكثر من تجمعات اقرب ما تكون إلى العشوائية وأشبه بنظام الفزعات،وخصوصا في الفترات الانتخابية تفعل فيها العشائرية والجهوية والمناطقية والانتماءات الضيقة، كما تريدها إدارات الجامعات ،وبالذات عمادات شؤون الطلبة , بل ومحاولة تسخيرها وتأطيرها في اتجاهات محددة ضيقة غير فاعلة . بل ومشوهة بطريقة قسرية تقف عند حد المسموح به وغير المسموح به بعد هذه المناقشة ونتيجة إلى تشعبات الموضوع وتعقده يمكن أن نلخصه إلى النقاط التالية: إن العنف الاجتماعي والعنف الطلابي ليس ظاهرة متأصلة في المجتمع الأردني ، وإنما يمكن إن يتغذى من خلال التناقض الذي تتسم به الثقافة العربية الممتد إلى حقبات تاريخية طويلة من الزمن، على اعتبار إن الثقافة الاجتماعية السائدة في المجتمع الأردني والعربي هي ثقافة متناقضة تحمل في طياتها عناصر مغذية للعنف وجانب أخر متسامح. 2. تساهم إدارات الجامعات في تأزم العمل الطلابي ، وتعمل على تشويهه في كثير من الحالات. 3. إن المحرمات السياسية والممنوعات السياسية التي تمارس ضد العمل السياسي العام ، وضد النشاط السياسي الطلابي ، فعل مناشط واطر تقليدية تجنبا للعمل السياسي الطلابي ، كانت أهم نتائجه العنف الطلابي. 4. إن التفعيل ألقسري للفئوية والجهوية والمناطقية والعشائرية، والحرمان السياسي والثقافي اضر بالعمل الطلابي، وعليه فان هذا التفعيل مسئول مسؤولية مباشرة عن العنف الطلابي. 5. إن تفعيل الثقافة التقليدية وضعف التربية الوطنية يساهم بشكل واضح في تعزيز العنف الطلابي. 6. إن الانفراج السياسي والثقافي داخل الجامعات ، وتفعيل العمل الطلابي المرتبط بالأهداف الوطنية يعد صمام أمان ضد ممارسات العنف. 7. إن تغييب البعد الوطني عن العمل الطلابي ، يفضي إلى إشكاليات عميقة مضره بالجسم الطلابي وبالأهداف الوطنية والقيم العليا للمجتمع. 8. إن غياب وتهميش الوعي الوطني و القومي الأصيل يفسح المجال واسعا أمام الانتماءات ألضيقه ، ويجعل هذه الانتماءات أكثر تأثيرا ، وبالتالي تكون مسؤولة بشكل مباشر عن العديد من المعضلات والمشكلات العميقة التي تواجه الوطن والأمة وتدفع باتجاه تازيم وتفعيل العدوان والعنف في الحياة العامة وفي الوسط الطلابي








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :