أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات يعشقون القمامة

يعشقون القمامة

19-08-2018 01:27 PM

 

 

 

ناديا هاشم العالول

الله جميل يحب الجمال" عبارة تتواجد فقط بلغتنا العربية ومع ذلك نرى الآخرين من"غير الناطقين بلغة  الضاد" محاطين فعليا بالجمال بعناصره المختلفة من نظافة وترتيب بالشوارع والمتنزهات..

ببحارهم بأنهارهم بأجوائهم وترابهم.. يجتهدون لإضافة المزيد من الجمال المتراكم محققين قفزة نوعية تناجي :"سبحان االله الخلاق ".. بينما تفتقر"بعض"بلادنا العربية لهذا العنصر الأساسي !

فعلا..فغياب عنصرالنظافة تحت وطأة الأوراق المتطايرة وأكياس البلاستيك المتفاقمة

والقمامة المكدّسة بالزوايا وعلى جوانب الطرقات، والمتجمعة حول الحاويات، تفاقمه

أبخرة تزكم الانوف وقطط تتقافز مفزعة القلوب وذباب متطاير يحلّق فوق الرؤوس،

كلها برمتها ستبخّر الجماليات لمخالفتها قول الرسول :"النظافة من الايمان".. "اماطة

الأذى عن الطريق صدقة" وتصدح نفْس الأسطوانة المشروخة: النظافة ثقافة..والثقافة تستغرق وقتا طويلا كي تتبلور وتصبح واقعا حقيقيا!

ونجيب بدورنا :اذا كان ديننا يحثنا على النظافة متوِّجا إياه بالطهارة لماذا"البعض"يصر على العكْس؟" ويا خوفنا من هؤلاء"البعض" لكونهم الثمرة الفاسدة التي تفسد صندوق الفاكهة بأسره! لماذا يلقي"البعض"القمامة هنا وهناك؟

إذا كان الموضوع مرتبطا بالتربية فالكل يتعلم وينشأ وسط شعارات وتعليمات تنادي بضرورة المحافظة على النظافة سواء بكتب الدين او العلوم او البيئة او حتى ببعض مضامين كتب اللغة العربية..علاوة على متابعتنا نماذج عالمية متفوقة بالنظافة كالنموذج الياباني والماليزي والسنغافوري..الخ سواء على التلفاز أو على وسائل

التواصل الإجتماعي !

فان كانت كل علوم الأرض جميعها والإعلام بأسره والسوشال ميديا وحتى القانون

لايغير هؤلاء"البعض".. إذن يتبقى سبب واحد: لكونهم يعشقون القمامة "!

والمقصود بالعشق هنا العشق المرَضي كالتعلّق ب"شخص"ما أو ب"شيء"لدرجة

الهوَس الخطيرالذي لا يخضع لعقل او لمنطق لرغبتهم بالتواجد بالقرب من ذلك  الشخص المهووسين به.. او الأشياء..وكلاهما يحتاج الى علاج نفسي !

فاما من يحيطون أنفسهم ب"الكراكيب"فهم يعانون من التخزين القهري أو اضطراب

التخزين (disorder Hoarding (لكونهم يجدون صعوبة مستمرة بالتخلص من المقتنيات، بسبب تصورهم لوجود حاجة للاحتفاظ بها، فيشعرون بالضيق من فكرة

التخلص منها فتراهم يشعرون بالأمان وهم محاطون بالقمامة..فعلى ما يبدو ان هنالك قاسما مشتركا بين مكدّسي القمامة بالبيوت"و"مكدسيها بالشوارع" لإنضوائهم تحت مظلة عشقهم للقمامة ورغبتهم بإبقائها قريبة منهم.. فالقرْب دوما مطلوب !

ناهيك عن جماعات أخرى تقلد هذه النماذج الغلط ولسان حالها يقول :"مفيش حد احسن من حد"..علاوة على ان نسبة تبعثر قمامتها كفشّة خلّق نتيجة كبْت نفسي..وربما وربما !

والحل ؟

لا بد من المتابعة مع الافراد والجماعات والبلديات من اجل التوعية البيئية والنفسية!

ولحسن الحظ هنالك نسبة كبيرة من الأفراد المتعاونين المتابعين لموضوع النظافة العامة بأنفسهم هذا على المستوى الفردي..

فما أحوجنا للاجتهاد المتكاثر من تراكم عادات فردية تصبح سلوكيات ايجابية متكررة تؤدي لقفزة نوعية للثقافة الجمعية المدعومة بمراقبة قانونية تكمل حلقات سلسلة النظافة..

كلًّها من شأنها قادرة لأن تغيّرالثقافة الجَمعية نحو الأفضل

hashem.nadia@gmail

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :