أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات القــريــن من الجــنّ

القــريــن من الجــنّ

01-08-2018 03:16 PM

جمال المصري

القرين خلق من أرقى طبقة من الجن واقواها واشرسها ؛ فمن صفاته المكر والعناد والخبث ودائما مخالفا للانسان في كل شئ فهذه وظيفته .. وسوسة البشر وابعادهم عن كل ما هو صالح للانسان ، قال تعالى : ( وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ) ق 23 ، وقال تعالى : ( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيد ) ق 27 ، وقال أيضاً : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) الزخرف 36 ، يولد القرين او ينزل عند ولادة الانسان وهو ظله الملازم له طوال حياته وهو ما يحدد إذا كان الانسان له إرادة قوية ونزعة ايمانية راسخة في قلبه ام لا ، فالانسان المؤمن لا يستطيع أن يستقطبه الشيطان وليس للشيطان سلطان عليه .. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، قالوا: وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بالخير) .
وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية عدم إسلام قرين النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : أي استسلم وانقاد، وكان ابن عيينه يرويه فأسلم بالضم ، ويقول : إن الشيطان لا يُسلم ، لكن قوله في الرواية الأخرى : فلا يأمرني إلا بخير ، دل على أنه لم يبق يأمره بالشر ، وإن كان ذلك كناية عن خضوعه وذلته لا عن إيمانه بالله ، ان القرين لا يحرق ولا يموت لأنه مقرون بالانسان في الدنيا فليس بمقدور أي أحد مهما كانت قدرته في حرق الجن ، ان يتعامل مع هذه النوعية الا اذا وهبه الله هذه القدرة ولكن ايضا لا يستطيع قتله او حرقه نهائيا وانما يتم تعذيبه وترهيبه وضربه ان لزم الامر حتي ينصرف والقرين ماكر وعنيد وهو الوسواس الخناس لكل انسـان فمثلاً عندما يريد العبد ان يعبد ربه ويصلي الفروض تدور رأسه باسئلة وهواجس منها ماذا تستفيد ! يعني ستدخل الجنة ! لا ربنا يريدك ولن يتوب عليك ! كل البشر ضائعون فكن مثلهم وان عانده وصلى ياتيه في الصلاة ويجعله يسرح في الخيال وفي أي موضوع حتي ينسيه كم ركعـة صلاها .
ووظيفته الأساسية هي اختبار العبد ان كان صحيحا في طاعة الله أم لا ؛ فان تكاسل وسمع كلامه وابتعد عن الدين كان وليد الشيطان ( قرينه ) وان عصي شيطانه واستعاذ بالله منه وغاص في طاعة الرحمن اصبح عليا ليس لشيطانه سلطان عليه ولا غواية، وقرين العابدين الساجدين في بداية مرحلة المحبة الالهية والتعالي على كل شهوة انسية ودنيوية يأتيه في الصلاة ويريه اشكال اكثر اغراءً وفظاعة من غير العابدين؛ ففي بعض الاحيان ياتيك بنساء جميلات امامك ويعريهن ليشدك عن الصلاة ، وهذا تسلط من الشيطان حتي يزعزع من كان ضعيف الايمان فهو لا يأتي لمن يكون في الحانات او الصالات فهو ليس بحاجة اليه ولا لخدماته لأنه في النار معه ولا لقاطع الصلاة ولا لمتبرّجه ومتعطرة فهي أصلاً عاصية وأمرها منتهي ، القرين يجعل فيك التردد والتشكك والتساؤل وهو في بعض الاحيان يجعل الانسان وكانه شخصيتان ( ازدواج في الشخصية ) .
وللقرين تاثير كبير علي الانسان واحلامه ويسيطر عليها ؛ فهو يجعل الانسان يتذكر الحلم او ينساه ومنهم من يوحي للانسان انه مع الله ويريه اشياء كثيرة في الحقيقة والاحلام ، إن كل مشكلة تحدث بين الزوجين يكون من ورائها هذا الملعون القرين او القرينة ؛ فهو ما يجعل الزوج ينفر من زوجته ويهجرها وكذلك الزوجة ، ويجعل الاثنان يختنقان من وجودهما معا في مكان واحد .. وكذلك حالات الخطوبة تبدأ الحوارات الداخلية للخطيب والخطيبة وحالة الرهبة من الزواج وكرههم لبعض في بعض الاحيان ، وانقلاب الاحوال من اقتراب الزواج الى الفراق والعداء .. ويجعل الاب يثـور ويكره اولاده والعكس صحيح فيجعل الاولاد يكرهون آبائهم .. ان القرين يحوّل المشكلة الصغيرة الى كبيرة فيجعل الموضوع ينقلب من شتى الجوانب في رأس الأب فمن موضوع تافه الى غليان وحوار وثورة وكارثة ثم الانسحاب من موقع الكارثة بعد اتمامها ذلك هو القـريـن .
وعندما تتعرّض لخطر مثل أن تكون بالقرب منك أفعى أو عقرب أو دابة خطيرة السلوك فيهرع قرينك دون صدور صوت من جهة الخطر لتنبيهك و جعلك تقوم بالالتفات نحو الخطر وفي تلك الأثناء يقوم القرين بتمويه مصدر الخطر وإبعاده عنك بشتى الوسائل الممكنة لديه أتعلمون لماذا ؟؟ لأنه بمجرد مهاجمتك و موتك سوف يموت هو الآخر و لذلك يدافع عنك لآخر نفس ورمق في حياته و لذلك سمي قرينا .. لاقترانه بـك .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :