أخر الأخبار

على وقع الثقة

25-07-2018 01:04 PM



د. رحيل محمد غرايبة

مهمة الرزاز ليست سهلة، وهو يعلم ذلك، ويعلم كل السياسيين والمراقبين أنه ورث تركة ثقيلة تهد الحيل، سواء على الصعيد الاقتصادي المثقل بالديون، وأرقام البطالة العالية، وتضاؤل المنح الخارجية ونضوب منسوب المساعدات وتراجع مصادر الانتاج المحلي، وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتآكل الدخل الفردي، واستمرار الاضطرابات في الإقليم وإغلاق الحدود وقصص الفساد التي لا تنتهي، أو على الصعيد السياسي حيث تمر المنطقة بمحطة استثنائية تتسم بالصراع الدولي والإقليمي على اقتسام المصالح على حساب الضعف والتفكك العربي وغياب المشروع العربي الموحد وتهالك الأنظمة ومشاريع التدمير الذاتي وملفات اللجوء والنزوح، ووقوع الأردن في بؤرة الصراع يزيد من خطورة الموقف خاصة في ما يسمى صفقة القرن وحقيقة الضغوط التي تتم ممارستها على الاردن من اجل تحمل دورها المفروض في التسوية النهائية، وما يترتب على ذلك من توتر وقلق داخلي يتسع في صدور الأردنيين وملفات آخرى تنوء بها الجبال، مما يجعل الدكتور الرزاز في مواجهة ظروف معقدة على كل الأصعدة وفي جميع المجالات.
هذه الظروف تحتم علينا جميعاً أن نسهم في حل معضلاتنا عن طريق تشكيل جبهة داخلية موحدة، تجتمع فيها الجهود وتحشد فيها الطاقات عبر محصلة واحدة، وأن لا يمارس السياسيون دور المتفرج أو الدور السلبي عبر المناكفات الداخلية التي تزعزع البناء وتحط من العزيمة وتضعف القدرة على مواجهة أزماتنا العميقة والمعقدة.
الرزاز إذا أراد النجاح فعليه الأخذ بأسباب النجاح الواضحة والمعروفة التي لا يختلف عليها العقلاء، وليس مطلوب منا صناعة العجلة من جديد، فهناك تجارب وقصص نجاح عديدة على مستوى العالم والاقليم، وربما تكون نقطة البداية بايجاد قيادة وطنية مخلصة منتمية لوطنها وشعبها وقادرة على محاربة الفساد، وتطهير البلد من المافيات والحيتان الذين تغولوا على المال العام ونهبوا المقدرات الوطنية بحماية بعض المتنفذين والقادرين على ليّ ذراع القانون والتحايل على السلطة، ولا شك ان ذلك يمثل الاختبار الاول للحكومة الجديدة؛ فاذا تم تمكينها من النجاح في هذا الاختبار فسوف يشكل ذلك دفعة امل قوية من اجل التقدم خطوة فعلية الى الامام.
أما المسار الثاني فيتمثل بالقدرة على بناء شراكة حقيقية مع الشعب من خلال الية ديموقراطية صحيحة وموثوقة قادرة على اجتذاب الشخصيات النظيفة والكفاءات الحقيقية التي يزخر بها الشعب الأردني، بعيدا عن الشللية الماسورة لابناء الذوات والطبقات المخملية التي تعودت على الاستئثار بمواقع النفوذ والسلطة ،فنحن لدينا عدد وافر من الطاقات المتميزة والتخصصات النادرة، وهي على قدر عال من الكفاءة والانتماء المفعم بالصدق والاخلاص لهذا الوطن، ولكنهم بحاجة إلى من يعرفهم ويقدر مواهبهم ويوظف مالديهم في محصلة ايجابية فاعلة في خدمة وطنهم وشعبهم.
الدكتور الرزاز يمتاز بنظافة اليد والسمعة الطيبة من خلال سيرته العملية في القطاع العام والخاص، ويمتلك العقلية المنفتحة والاستيعابية، بالاضافة الى أنه يملك رؤية متكاملة حول الانتقال بالأردن من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الانتاجي والاعتماد على الذات، ولذلك نحن نملك الفرصة رغم التحديات الصعبة، ولكنها بحاجة إلى منهجية تشاركية تعاونية ايجابية فاعلة قادرة على التغلب على ثقافة الاحباط واليأس وثقافة العزلة والانسحاب، ومن هنا يمكن البدء باقتراح ايجاد تشريع ينظم الحالة التعاونية وايجاد هيئة تنظم هذا المجال في كل محافظات المملكة بالتعاون مع صندوق تنمية المحافظات وايجاد مشاريع العمل الانتاجية التي تضم الشباب الباحثين عن العمل في مسارات مدروسة ومشاريع عمل صغيرة تتناسب مع كل بيئة ومعطياتها ومقدراتها المختلفة بحسب المناطق والمحافظات وهناك من يملك رؤى في هذا الجانب ولديه الاستعداد للتعاون.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :