أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة استراتيجية اميركية جديدة هدفها تجنب التدخل...

استراتيجية اميركية جديدة هدفها تجنب التدخل العسكري في المنطقة

07-03-2013 12:49 PM
الشاهد -

توقع انتفاضة شعبية عارمة في الضفة الغربية احتجاجا على مقتل الاسير الفلسطيني جرادات ؟

هل يستطيع اوباما خلال جولته المقبلة للمنطقة فرض السلام ومعرفة مواقف الاطراف المتصارعة

الشاهد – عبدالله محمد القاق

في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري جولته الشرق اوسطية للتمهيد لزيارة الرئيس الاميركي اوباما المرتقبة لبعض الدول العربية ومنها الاراضي المحتلة واسرائيل والتي تشكل زيارة أوباما إلى المنطقة مؤشراً قوياً على استمرار أهميتها الحيوية في السياسة الأمريكية، الا ان كيري قال في برلين ان اوباما لن يعرض خطة سلام على اسرائيل والفلسطينيين لكنه يعتزم ان يصغي علما بان الرئيس الاميركي قد جعل اقرار السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين من اولوياته في فترته الاولى ولكن بعد اربع سنوات لم يعد لهذه القضية نفس المكانة. وسيلتقي اوباما قادة المنطقة وبالتالي سيفكر المسؤولون الاميركيون كيف يمضون قدما في عملية السلام. تجئ زيارة اوباما في جو من الاحتقان في الشارع الفلسطيني احتجاجا على قتل اسرائيل للاسير الفلسطيني عرفات جرادات وتجتاح الاراضي المحتلة انتفاضات شعبية واضراب كل الاسرى في سجون اسرائيل احتجاجا على الممارسات التعسفية لاسرائيل للاسرى الفلسطينيين وهذا ما دعا الرئيس الفلسطيني الى القول – انه لايمكن التوصل الى اتفاق سلام في المنطقة الابعد تبييض السجون من هؤلاء الاسرى والتخفيف من معاناتهم بالرغم من وجود اهتمام أمريكي متزايد بمنطقة المحيط الهادئ. ومن المرجح أن يعمل الرئيس أوباما على تكريس الإستراتيجية الأمريكية المبنية على تجنبُّ التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة، كما يُتوقع أن تأخذ المسألة السورية حيزاً كبيراً من زيارته، مع إعطاء الملف النووي الإيراني حيّزاً مناسباً. وستبقى القضية الفلسطينية حاضرة في هذه الزيارة كما يقول مركز الزيتونة الاستراتيجي في بيروت ، إلا أنه من غير المتوقع أن يأتي أوباما بمبادرة حقيقية جديدة؛ ولكنه سيسعى لحلحلة حالة الانسداد في مسار التسوية السلمية وإيجاد بيئة مناسبة للعودة إلى طاولة المفاوضات، وتخفيف القيود الإسرائيلية، وبما يقوي الوضع السياسي الداخلي لقيادة المنظمة والسلطة وفتح في مواجهة أية استحقاقات قادمة. تأتي الزيارة للرئيس اوباما في العشرين الجاري في ضوء مجموعة من المؤشرات التي تشكل محددات لدبلوماسية الولايات المتحدة تجاه المنطقة بشكل عام والموضوع الفلسطيني بشكل خاص، إذ إنه من المتعذر الفصل بين البعدين، وتتمثل مؤشرات البيئة العامة في الآتي: 1- الإعلان عن نوع من التحول في الأولويات الجيوستراتيجية الأمريكية باتجاه زيادة التركيز على المنطقة الباسيفيكية (المحيط الهادي) من ناحية، وتقليص الوجود العسكري في أفغانستان عام 2014، بعد الانسحاب من العراق في الولاية الأولى لأوباما من ناحية ثانية. ولعل ذلك أثار بعض التساؤلات خاصة في "إسرائيل" عن مدى انعكاس ذلك على المكانة الإستراتيجية للشرق الأوسط بشكل عام، و"إسرائيل" بشكل خاص في الاستراتيجية الأمريكية. وذلك قد يجعل من هذه المسألة نقطة نقاش بين الرئيس الأمريكي وقادة المنطقة سيما الإسرائيليين والأتراك. وقد تعززت مؤشرات التوجه الأمريكي الجديد كما يقول المركز بطبيعة الأشخاص الذين تم تعيينهم في مناصب مهمة في الإدارة الجديدة، سيما في الأجهزة الأمنية؛ مع تقليص لميزانية هذه الأجهزة بعد تخفيض ميزانية الدفاع. 2- تزايد الدراسات الأمريكية حول التقليص التدريجي للاعتماد الأمريكي على الطاقة الشرق أوسطية، وهو الأمر الذي لعب دورًا في تحديد التوجهات العامة للسياسة الأمريكية خلال الفترة من عشرينيات القرن الماضي حتى الآن. ولعل ذلك يعزز الهواجس مرة أخرى إلى مدى الاستعداد الأمريكي للانخراط في أزمات المنطقة، بالشكل الذي دأبت عليه في المراحل السابقة. وقد يسعى أوباما لطمأنة دول الخليج و"إسرائيل" من أن ذلك لن يكون له آثار فورية ومباشرة على السياسة الأمريكية في المنطقة، وأن الأمر يبقى في نطاق "الاقتراحات والمشاريع المستقبلية". 3- في ظل الأعباء التي تركتها الحروب والأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الأمريكي، فقد يحمل أوباما تصورًا بمزيد من تحميل دول الخليج أعباء مالية أكبر في دعم الدول العربية المتسقة في سياساتها مع الولايات المتحدة، مثل الأردن والمغرب ومصر واليمن، وتخفيف الالتزامات الأمريكية تجاه هذه الدول. 1- ان تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا، واحتمالات الرد السوري أو الإيراني أو حزب الله، وقد يكون نصيب القادة الإسرائيليين هو الأكبر في مناقشة هذه النقطة. ولا شك أن مرافقة جون كيري (وزير الخارجية الجديد) سيسهم في ترشيدٍ أكبر للقرار الأمريكي، بحكم خبرته في سوريا كسفير سابق في دمشق وأحد الخبراء الأمريكيين المرموقين في الشأن السوري، وبحكم علاقاته الودية السابقة مع الرئيس بشار الأسد؛ ناهيك عن بعض ميول يسارية لديه، تُخفف من آثار قوة الدفع التي أوجدها المحافظون الجدد في المنطقة خلال الفترات السابقة. 2-احتمالات اتساع نفوذ الجماعات الإسلامية المسلحة في المنطقة، سيما في سوريا (بعد بروز دور جبهة النصرة والمخاوف من القدرة على الوصول للأسلحة الحكومية غير التقليدية)، وفي تونس (بعد اغتيال شكري بلعيد والأزمة الحكومية بين الجبالي وحركة النهضة)، وفي مصر (بعد استمرار الأزمة بين جبهة الإنقاذ والرئيس واستمرار العصيان المدني في عدد من المحافظات المصرية واحتمال توسعها)، ناهيك عن وجود القاعدة في اليمن وجنوب المغرب العربي، بل ومساهمة الحركة السلفية الأردنية في القتال في سوريا، وتصاعد دور القاعدة في العراق. ويقول المركز في هذا التقرير الاستراتيجي الذي تنشره- الشاهد_ انه غير الممكن فصل تداعيات أي من الأبعاد السابقة عن المشهد الفلسطيني، فكلٌ منها قد ينعكس بشكل أو آخر على تفاصيل الوضع الفلسطيني، ويتمثل الانشغال الأمريكي في البعد الفلسطيني في القلق من أن استمرار انسداد أفق التسوية قد يزيد الوضع الفلسطيني احتقانا؛ وهو ما قد يمهد لانتفاضة ثالثة قد تغير المشهد الفلسطيني تماما. ولتجنب ذلك قد تُركِّز الإدارة الأمريكية على الجوانب التالية في إطار تشجيع الطرفين على العودة للمفاوضات كمرحلة أولى: 1- قد تكون الأوضاع المالية للسلطة الفلسطينية ضمن انشغالات أوباما الأولية، فقد يعمل على تأكيد الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، لتحسين فرص السلطة في أي انتخابات قادمة ضد حركة حماس؛ خاصة بعد مرور فترة عسر مالي شديد في الضفة الغربية. وقد يطمئن أوباما السلطة الفلسطينية بأن واشنطن ستقدم مساعدات بقيمة 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، والتي كانت قد أوقفتها منذ شهور. وليس هناك ما يحول دون طرح موضوع الحالة الاقتصادية الفلسطينية مع دول الخليج لحثها على الإسهام في هذا المجال. 2- قد يسعى أوباما إلى إقناع نتنياهو بتقديم بعض "الإغراءات" للسلطة الفلسطينية، لإيجاد بيئة تُيِّسر على السلطة العودة للمفاوضات. وقد يشمل ذلك إلى جانب الدعم المالي الأمريكي: أ- الإفراج عن بعض المعتقلين. ب- منح السلطة نوعاً من توسيع الصلاحيات في المناطق التي تخضع للاحتلال، بهدف إيجاد شعور إيجابي يمهد للعودة للتفاوض. ج- ليس هناك ما يحول دون احتمال أن يشجع أوباما كُلاًّ من الأردن والسلطة على فتح النقاش بينهما حول موضوع الكونفيدرالية. وهو أمر قد يجد صدى لدى قطاعات فلسطينية في الضفة الغربية، بالرغم مما قد يثيره من هواجس لدى قطاعات أردنية. 3- قد يعمل أوباما على بحث العلاقات الإسرائيلية التركية بهدف إعادة الدفء لهذه العلاقات. وقد يأخذ ذلك شكل إقناع "إسرائيل" بتقديم شكل من أشكال الاعتذار لتركيا على أزمة "أسطول الحرية"، وهو أمر تسعى له "إسرائيل" وييسر للولايات المتحدة تنسيق سياساتها في المنطقة. 4- لا شك أن تأكيد مصر على تجديد التزامها بمعاهدة السلام مع "إسرائيل"، واستمرار محطة المراقبة الأمريكية في سيناء، ستكون ضمن جدول أعمال أوباما مع الحكومة المصرية. ونظرا للشكوك في بعض الدوائر الإسرائيلية من التوجهات المستقبلية للإخوان المسلمين في مصر بشكل خاص، والوطن العربي بشكل عام؛ فإن نتائج محادثات أوباما مع المصريين سيكون له صدى إيجابيا في "إسرائيل"، بشكل يعزز ميلها للعودة للمفاوضات. 5- تبقى مسألة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، هي المشكلة الأكثر صعوبة في المدى القصير بسبب الإصرار الإسرائيلي على استمراره. لكن أوباما قد يسعى إلى طرح فكرة أن يكون الاستيطان (في حالة رفض التوقف عنه) في مناطق قد تكون ضمن الأراضي التي يمكن تبادلها لاحقا مع السلطة الفلسطينية في إطار الحل النهائي.. وم استمرار حالة العجز العربي والإسلامي، وحالة التطرف الإسرائيلي، فإن تركيز أوباما في الموضوع الفلسطيني لن يكون على تحقيق نتائج مباشرة، بل على إيجاد بيئة تعيد التفاوض من ناحية، وتُحسِّن فرص حركة فتح وقيادات السلطة الفلسطينية في تحقيق نتائج أفضل في أية انتخابات قادمة. والواقع انه يجب التأكيد على الامور التالية : 1- التأكيد على أولوية ترتيب البيت الفلسطيني كمدخل لتقوية الوضع الفلسطيني، وزيادة قدرته على التأثير على الأجندة الأمريكية، بالإضافة إلى الإسرائيلية والعربية والإسلامية. 2- التنبه إلى عدم وقوع محمود عباس وقيادة المنظمة تحت بعض المغريات الهامشية الأمريكية الإسرائيلية، التي تتطلب تعطيل برنامج المصالحة، في سبيل استئناف مفاوضات التسوية، بشكلها المفرغ مسبقاً من المضمون، ومن احتمالات النجاح في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :